تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
- أجرى الجراحون أول عملية زرع رحم في المملكة المتحدة لامرأة كانت أختها هي المتبرعة الحية
- العملية استغرقت 17 ساعة وشارك فيها 8 جراحين وأكثرمن 20 مساعدًا
في إنجاز طبي وعلمي غير مسبوق نجح عدد من الأطباء في إجراء أول عملية زرع رحم في المملكة المتحدة بمستشفى تشرشل في أكسفورد واعتبرها الأطباء بداية عصر جديد في الطب الإنجابي البريطاني، فمنذ أكثر من عشرة أعوام ومحاولات إجراء تلك العملية شديدة الصعوبة مستمرة، في الولايات المتحدة الأمريكية والسويد على وجه التحديد، وكانت لهما الريادة في هذه الجراحة عام 2013، لكنها المرة الأولى التي تكلل بالنجاح في المملكة المتحدة، وبالرغم من هذا الإنجاز الطبي، الذي قد يكون له القدرة على تغيير حياة كثير من النساء، فإنه بلا شك سيكون مثيرا للجدل لما له من اعتبارات أخلاقية يجب أخذها في الاعتبار.
بدأ العلماء تطوير زراعة الرحم في الحيوانات منذ السبعينيات، وكانت المحاولات الأولى على البشر عام 2000 في المملكة العربية السعودية وعام 2011 في تركيا وباءت كلتاهما بالفشل، لذا فإن نجاح الجراحة الأخيرة في بريطانيا أحدث ضجة علمية ضخمة، والسيدة المتلقية هي امرأة تبلغ من العمر 34 عاما ولدت من دون رحم، والمتبرعة هي شقيقتها الكبرى، وتبلغ من العمر 40 عاما ولديها أطفال بالفعل، وتم تمويل العملية من قبل Womb Transplant UK، وهي مؤسسة خيرية تجمع الأموال من أجل تمويل أبحاث زراعة الرحم، وتسعى إلى جعل زراعة الرحم خيارا لعلاج العقم في غضون السنوات القليلة المقبلة، إلى جانب الوسائل الأخرى الموجودة بالفعل مثل الأدوية، والتلقيح الصناعي، وتأجير الأرحام.
وذكرت المرأة التي حصلت على رحم شقيقتها أنها في غاية السعادة وتحلم بتكوين أسرة وإنجاب العديد من الأطفال، وتعد عملية زرع الرحم عملية معقدة تقوم على مرحلتين، يقوم فيها فريق من الجراحين باستئصال الرحم من السيدة المتبرعة ويقوم فريق آخر بزرعه للسيدة المتلقية، وكلتا المرحلتين عبارة عن عمليات خطيرة تستمر لعدة ساعات، وتبقى السيدتان في المستشفى لعدة أيام بعد إجراء العملية الجراحية، وتخضع السيدة المتبرعة والمتلقية لفحوصات طبية مكثفة قبل إجراء عملية الزراعة للتأكد من الملاءمة الطبية، ويجب على المتلقية تناول أدوية تثبط جهاز المناعة بعد ذلك لمنع جسمها من رفض العضو الجديد، وبمجرد انتهاء المتلقية من «استخدام» الرحم في عملية الإنجاب، تخضع لعملية جراحية للمرة الثانية لاستئصاله مرة أخرى، بحيث يمكنها التوقف عن تناول الأدوية المثبطة للمناعة، ولم تكن هذه المرة الأولى التي تجرى فيها عملية زرع رحم، حيث أجريت أول عملية زرع رحم في الولايات المتحدة الأمريكية في 24 من فبراير 2016 في عيادة كليفلاند، لكنها فشلت بسبب المضاعفات في 8 من مارس وتم استئصال الرحم.
نجاح كبير
قال ريتشارد سميث، أحد الجراحين الرئيسيين المشاركين في الجراحة: إن العملية الجراحية استغرقت نحو 17 ساعة متواصلة، وشارك فيها أكثر من 30 شخصا بينهم ثمانية جراحين، وإن التجربة كانت رائعة للغاية، موضحا أن العملية حققت نجاحا هائلا، حيث أصبحت الرحم المزروعة تعمل بكفاءة عالية، وذكر الدكتور سميث أن أبحاث التلقيح الصناعي تسير على الطريق الصحيح لتساعد الكثيرات من السيدات على الإنجاب وأن المستفيدات من زرع الرحم هن النساء اللاتي لا يستطعن الحمل لأسباب طبية، حيث تولد واحدة من كل 5000 امرأة من دون رحم، والعديد من النساء الأخريات في سن الإنجاب يتم استئصال أرحامهن بسبب مرض السرطان أو الأورام الليفية أو الهبوط أو الدورة الشهرية الشديدة للغاية، وعلى الرغم من أن النساء اللاتي ليس لديهن أرحام قد يظللن قادرات على أن يصبحن أمهات، إذا تم حمل الأجنة التي تم تكوينها باستخدام بويضاتهن وولدت بواسطة امرأة بديلة، فإن عمليات زرع الرحم تمنحهن الفرصة لخوض تجربة حمل أطفالهن وإنجابهن بأنفسهن، وتكلفت العملية 25000 جنيه إسترليني ولم يتقاض الجراحون أجورا مقابل عملهم، ومن المتوقع عندما تصبح هذه العملية أكثر انتشارا، أن تكون هناك دعوات لتوفير تكلفتها على هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، ويقول الأطباء: إن العملية آمنة طبيا للمتبرعة والمتلقية، وهناك الكثير من المعلومات التي تؤكد سلامة وأمان الأدوية المثبطة للمناعة على أجنة السيدة المتلقية فيما بعد، وحذر بعض الأطباء من خطورة العملية، لكن جاء الرد عليهم بأن الأمر نفسه ينطبق أيضا على العديد من أنواع العمليات الجراحية الأخرى التي لم يتم الخضوع لها لإنقاذ الحياة، بل لتحسين جودتها.
مخاوف محتملة
أثير الكثير من الجدل بسبب المخاوف من الأضرار المحتملة لعملية زرع الرحم، لأنها عملية جراحية خطيرة وتستغرق وقتا طويلا للتعافي، كما أن معظم العمليات الجراحية الأخرى غير المنقذة للحياة لا يوجد بها متبرع حي يخضع لإجراءات جراحية صعبة للغاية مع فترة تعاف طويلة، كما أن هناك أيضا بعض الأدلة على أن النساء اللاتي يخضعن لعملية استئصال الرحم، حتى عندما لا يؤدي ذلك إلى انقطاع الطمث، يمكن أن يعانين من الاكتئاب نتيجة لذلك، وبطبيعة الحال، يمكن أن تساعد التوعية الطبية على تحذير المتبرعات المحتملات بشأن هذه المخاطر والتأكد من أن موافقتهن مستنيرة، لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع إزالة المخاطر، والموافقة وحدها لا تكفي لجعل الإجراء أخلاقيا، وقد ينشأ نوع آخر من المخاوف المتعلقة بالسلامة حول توفير الأرحام للزراعة، وهناك تقارير مثيرة للقلق عن الأسواق السوداء للأعضاء والاتجار بالأشخاص الضعفاء للحصول على أعضائهم، بما في ذلك في المملكة المتحدة، وبمجرد أن تصبح زراعة الأرحام أكثر انتشارا، قد تنشأ مخاوف مماثلة فيما يتعلق بالرحم، ويتطلب إعطاء المرأة رحما جديدة قدرا كبيرا من الوقت والخبرة والتكلفة، ويجب على الأطباء أيضا أن يكونوا حريصين على عدم تعزيز التوقعات المثالية بشكل مفرط حول الحمل والولادة، والتي يمكن أن تكون بعيدة كل البعد عن التجربة المرضية التي يأملها مرضى زرع الأعضاء.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية