تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
باتت "الصورة" أو "اللغة البصرية" في السنوات الأخيرة إحدى الأدوات الرئيسية التي تُوظف في إطار التفاعلات الدولية، سواءً من قبل الدول الوطنية أو من جانب الفاعلين الآخرين في المشهد الدولي، وذلك في ضوء الأدوار المتعددة التي تلعبها سواءً فيما يتعلق بتشكيل اتجاهات الرأي العام الخاصة بالجماهير تجاه القضايا المطروحة، أو ما يتصل بالتأثير في عملية صنع السياسات والتوجهات الخاصة بالدول.
وكانت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي بدأت في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023، تجسيداً واضحاً للدور المحوري الذي باتت تلعبه "الصورة" في إطار التفاعلات الدولية الراهنة، حيث كانت "الصورة" معبرة عن ما يمكن وصفه بـ "صراع السرديات"، بين الأطراف الرئيسية للحرب أو المنخرطة فيها، فضلاً عن لعبها دوراً محورياً في رسم وتشكيل نظرة شعوب المنطقة والعالم للحرب الدائرة، بالإضافة لكشف "الصورة" عن إشكالات وتناقضات عديدة تطغى على تعامل بعض الأطراف الغربية مع الأزمة الراهنة والقضية الفلسطينية ككل، حتى أن الولايات المتحدة حاولت في بداية الحرب تأطير دعمها لإسرائيل عبر توظيف الصورة، من خلال الإشارة إلى "مشاهد ذبح الأطفال"، والتي عادت بعد ذلك وأكدت أنها كانت "مشاهد غير دقيقة"، جنباً إلى جنب مع توظيف الصورة من قبل طرفي الحرب الرئيسيين كأداة عملياتية وسلاح في الحرب الجارية، بما يعزز الصورة الذهنية عن الوضع الميداني الخاص بكل طرف.
مشاهد من توظيف "الصورة"
تحولت الصورة منذ السابع من أكتوبر الماضي في أعقاب عملية طوفان الأقصى، إلى إحدى ساحات المواجهة الرئيسية بين فصائل المقاومة الفلسطينية من جانب، وبين الاحتلال الإسرائيلي من جانب آخر، حيث عمدت إسرائيل منذ اللحظة الأولى للحرب إلى ترويج سرديات تستهدف بشكل رئيسي "شيطنة" فصائل المقاومة في الداخل الفلسطيني، مستغلةً في ذلك حالة التأييد التي حظيت بها في بادئ الأمر من العديد من الدول الغربية ووسائل إعلامها.
لكن المقاربة الإعلامية التي تبنتها الفصائل الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر نجحت بشكل كبير في تحقيق جملة من الأهداف المهمة، سواءً ما يتعلق بتفنيد السردية الإسرائيلية، أو ما يتصل بشن حرب نفسية ضد إسرائيل كإحدى أدوات الضغط جنباً إلى جنب مع العمليات العسكرية، بالإضافة إلى نجاح هذه المقاربة في تغيير العديد من المواقف الغربية تجاه الحرب على المستوى الحكومي وكذا الشعبي، ويمكن إبراز بعض مشاهد توظيف الصورة في إطار الحرب الحالية، وذلك على النحو التالي:
1- ترويج إسرائيلي لادعاءات "قتل الأطفال": استندت الرواية الإسرائيلية في بادئ الأمر إلى رواية "قتل الفصائل الفلسطينية للأطفال في عمليات 7 أكتوبر وقطع رؤوسهم"، وراحت الآلة الإعلامية الإسرائيلية تروج لهذه السردية على نطاق واسع أمام الرأي العام الدولي، وقد استهدفت هذه الرواية بشكل رئيسي وصم الفصائل الفلسطينية بـ"البربرية" و"الإرهاب"، فضلاً عن محاولة إضفاء بعض المشروعية على العمليات العسكرية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، وقد تجسد الاعتماد الإسرائيلي على هذه الرواية في عدد من المشاهد ومنها نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ادعاءات خاصة بـ"قطع رؤوس أطفال إسرائيليين وحرق جثثهم على أيدي حماس" كما نقل الإعلام الإسرائيلي في عشرات التقارير شهادات عسكريين إسرائيليين زعموا أن "حماس قتلت في 7 أكتوبر ما لا يقل عن 40 طفلاً، وقطعت رؤوسهم وحرقت جثثهم"، وهي التقارير التي نقلتها وزارة الخارجية الإسرائيلية والمتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي.
ومع الترويج الواسع لهذه السردية، أصدرت حركة حماس بياناً في 11 أكتوبر كذّب هذه الادعاءات، واستنكر البيان انسياق وسائل الإعلام الغربية وراء هذه السردية الإسرائيلية دون تحقق، مؤكداً أن كتائب القسام ركزت في السابع من أكتوبر 2023 على استهداف المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية .
لكن اللافت أن إسرائيل نفسها هي من كذّبت عبر سياساتها لاحقاً هذه السردية، وهو ما يتجسد في جملة من المشاهد المهمة، أولها التحقيق الذي أجرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية والذي فند ما روجته تل أبيب في هذا الصدد، وأكد أن تلك الرواية غير صحيحة ولا أساس لها في الواقع، وأوضحت في هذا السياق أن أرقام القتلى من مؤسسة التأمين الوطني والمعلومات التي تم جمعها من مسرح القتل، من قادة المستوطنات والشرطة، تظهر عمليات قتل مختلفة عن تلك التي روجتها الأوساط الحكومية ووسائل الإعلام الإسرائيلية .
لمتابعة القراءة برجاء الضغط على الرابط التالي:
acpss.ahram.org.eg/News/21093.aspx
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية