تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
القوة غير المرئية: أثر "المقاربة اليومية" في مسار الصراعات المسلحة
في سرد أدبي يكشف مدى تأثير الصراعات المسلحة في تفاعلات الأفراد في الحياة اليومية، يصور الكاتب الراحل خالد خليفة في روايته: "الموت.. عمل شاق"، رحلة ثلاثة أبناء لنقل جثمان أبيهم – الذي كان معارضاً للنظام السوري- من دمشق إلى العنابية قرب مدينة حلب شمال سوريا، التزاماً بوصيته بأن يُدفن بجوار أخته. تنقل الرحلة تفاصيل معاناة أولئك الأبناء وتعرضهم للقمع والإذلال اليومي أثناء المرور بالجثمان عبر الحواجز الأمنية للفرقاء المتنازعين في هذا البلد، حتى أنه انتفخ قبل أن يواري الثرى في الأخير.
تستدل الرواية بهذه الواقعة الإنسانية الجزئية لإظهار السياق المأساوي العام في الصراع السوري، حيث تتغلغل ظواهر الاستقطاب والفساد والطائفية والتطرف في بنية التفاعلات المجتمعية، لتلقي بظلالها الكثيفة على قدرة الأفراد على تلبية احتياجاتهم الاعتيادية، كدفن موتاهم بكرامة. وبرغم أنها نص أدبي متخيل وليست توثيقاً لأحداث حقيقية، لكن الرواية لا تبتعد كثيراً عن الواقع السوري أو حتى الصراعات المسلحة الأخرى في الشرق الأوسط، خاصة أن الأدب عندما يكتبه متضررو الصراعات، فإنه يصوغ سردية إنسانية يتلاقى فيها الخيال والواقع، والخاص والعام، والفردي والجماعي.
الأهم أن تلك السردية الأدبية تحاول فهم الصراع السوري من أعلى، حيث التنازع على هياكل السلطة والثروة والهوية بين نظام بشار الأسد وحركات المعارضة، إلى أسفل أو قاعدة المجتمع، حيث التفاعلات اليومية بين الأفراد العاديين والسلطات المتنازعة على هذا البلد، والتي قد تشكل بقعة غير مرئية سواء لمن يراقبون الصراع من الخارج أو يسعون إلى تسويته أو التقليل من آثاره.
لقد بدت الحياة اليومية في مناطق النزاعات المسلحة مجالاً خصباً للروايات الأدبية في الشرق الأوسط أو العالم لما تكشفه من تغيرات قيمية وإنسانية لدى الأفراد سواء في علاقاتهم مع بعضهم بعضاً أو مع السلطة. ومع ذلك ظلت تلك الحياة بعيدة عن المجال السياسي، إما لأن المقاربات التقليدية تعتبرها خارج ما هو سياسي، حيث تفترض عدم امتلاكها القدرة على التأثير في علاقات القوة والسلطة، أو تنظر لها كفضاء اجتماعي ثقافي يخضع لهيمنة السلطة، ومؤسساتها وقدرتها على الضبط والتعبئة.
لمتابعة القراءة برجاء الضغط على الرابط التالي:
acpss.ahram.org.eg/News/21069.aspx
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية