تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لم يكن مفاجئاً لمن يتابعون السياسة الإسرائيلية بشكل عام وتجاه عدوانها الهمجى على قطاع غزة بشكل خاص، أن يشهدوا تعمد إسرائيل إلقاء اللوم والمسئولية على أطراف خارجية لتبرر بها أفعالها العدوانية والإجرامية التى تجاوزت المنطق والعقل الرشيد. فطبيعة الكذب والتهرب من المسئولية هى سمة رئيسية فى أداء السياسة الخارجية الإسرائيلية، والمؤكد أن مدى الكذب والتهرب من المسئولية قد ارتفع كثيراً فى ظل حكومة الحرب المتطرفة الحالية، وتشهد كل التصريحات لكبار وزراء الحرب وباقى الوزراء الذين يمثلون تيار العنف والاستيطان والاستعلاء حتى على الولايات المتحدة وهى الصديق الصدوق، أن العقلية الإسرائيلية تغوص فى مستنقع كبير من أوهام القوة المفرطة والقدرة على محو الآخرين وسحق وجودهم، لكى تظل إسرائيل القوة الإقليمية الأولى فى الشرق الأوسط ككل، فى الوقت الذى تعتمد فيه كلية على الدعم الأمريكى غير المسبوق، مصحوباً بدعم أوروبى وغربى فى كافة المجالات، دون أدنى اعتبار لمسئولية هذا الدعم المباشرة فى الجرائم والانتهاكات والمذابح التى تقترفها آلة الحرب الإسرائيلية بحق الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية.
التنصل من التعهدات
هذا الجانب العام والغالب فى السلوك الإسرائيلى مصحوباً بالتنصل من التعهدات وكأنها لم تكن، يأخذ أشكالاً ومواقف عدة، وأكثرها مرتبط بالصراع مع الفلسطينيين، وتحديداً التنصل المتعمد من استحقاقات الاتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية فى أوسلو الموقع فى 13 سبتمبر 1993، والذى أنشأ السلطة الوطنية الفلسطينية كخطوة رئيسية على طريق ممتد، يأمل الراشدون والعقلاء فى العالم المعاصر أن ينتهى بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة، فيما يمثل حلاً تاريخياً لأحد أطول النزاعات بين الدول المعاصرة، ويفتح الباب أمام حالة استقرار إقليمى، أو على الأقل تقدير حالة إقليمية أقل توتراً، وأكثر قدرة على مواجهة القضايا والأزمات المشتركة.
وكم تباهى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بأنه هو الزعيم الوحيد فى إسرائيل والقادر على منع قيام أى دولة فلسطينية، وأنه الأكثر حرصاً على بقاء إسرائيل بلا تهديدات، وأنه الأكثر كفاءة فى التعامل مع الرؤساء الأمريكيين، وإخضاعهم فى تقديم دعم متواصل لبلاده دون أدنى قلق من توقف هذا الدعم والمساندة.
السياسة الاسرائيلية على هذا النحو ليست جديدة، بل هى سياسة دائمة ومستمرة منذ نشأة الكيان، وتُمارس بطريقة احترافية صارت مكوناً رئيسياً للشخصية الإسرائيلية ولكل من يدعمونها من أزلام الحركة الصهيونية العالمية. ونظرة عابرة للإعلام الغربى وكيف يتعامل مع تطورات العدوان فى غزة، يؤكد مدى خضوع هذا الإعلام لمقولات إسرائيل الكاذبة وللنفوذ الصهيونى متصوراً أن تكرارها يجعلها حقيقة صعبة الإنكار. ومن أكثر المقولات كذباً وفداحة التى صورتها إسرائيل بداية العدوان، وكررها الإعلام الغربى بغباء مهنى منقطع النظير، لتبرر به أفعالها وجرائمها بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة، ما روجته بشأن قيام عناصر حماس يوم السابع من أكتوبر بذبح الأطفال واغتصاب النساء، وهو ما ألمح إليه الرئيس جو بايدن لتبرير وقوفه وراء الهجوم الإسرائيلى الطاغى على غزة باعتباره دفاعاً عن النفس، ومع تأكد الإدارة الأمريكية من أن ما روجته إسرائيل ليس سوى هراء وكذب مفضوح، تراجع البيت الأبيض عن تلميحات الرئيس بايدن، ووصف ما تم الترويج له بأنه لا أساس له من الصحة.
تحريف الحقائق المشهودة والتهرب من المسئولية
وهناك الكثير من تلك الأمثلة التى تكشف مدى تغلغل الكذب والنفاق والتهافت الاخلاقى فى السلوك الإسرائيلى، نخبة وعامة، لاسيما فى سلوك الساسة والمستوطنين، مما يصعب حصره. لذلك وفى ظل العدوان الacpss.ahram.org.eg/News/21096.aspxمستمر والهمجى على قطاع غزة، ليس مستغرباً أن تلجأ إسرائيل إلى تحريف الحقائق، وبث الأكاذيب واحدة تلو أخرى، والإصرار على أن يتحمل أطراف آخرون مسئولية العدوان ونتائجه، والتهرب من مسئولية أى شئ أياً كانت درجة وضوح الحقائق والأفعال الغير قابلة للإنكار.
لمتابعة القراءة برجاء الضغط على الرابط التالي:
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية