تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
هل يعرقل ارتفاع تكلفة البنوك الرقمية تحقيقها لمستهدفات زيادة الربحية؟
فى الوقت الذى تنخفض فيه تكلفة البنوك الرقمية مقارنة بالبنوك التقليدية بسبب الاعتماد على القنوات والمنصات الرقمية والتخلى عن مقار الفروع البنكية والقوى العاملة، إلا أن ارتفاع تكاليف التكنولوجيا ولاسيما فى المراحل الأولى يطرح تساؤلا أساسيا هل تستطيع البنوك الرقمية تحقيق التوازن بين ارتفاع التكلفة وتحقيق الربحية المرجوة؟
وأكد خبراء لـ”الأهرام الاقتصادى” أن التكلفة المرتفعة للتكنولوجيا الرقمية تمثل تحديا كبيرا أمام البنوك الرقمية لكن هناك عدة آليات لتعويض هذه التكاليف المرتفعة تتمثل فى الوصول إلى قاعدة عملاء مميزة وبالتالى زيادة هوامش الربحية.
خلال الأيام الماضية وافق مجلس إدارة البنك المركزى على منح شركة مصر للابتكار الرقمى الموافقة المبدئية لإطلاق أول بنك رقمى تحت مسمى “ onebankوان بنك”.
فـى نوفمبـــر الماضـــى قـــال حــــازم حجـــازى الرئيس التنفيذى ونائب رئيس مجلس إدارة بنك البركة فى حوار لـ”الأهرام الاقتصادى” إن مصرفه يدرس تأسيس بنك رقمى بالتعاون مع شركة من أكبر الشركات العاملة فى هذا النشاط؛ تمهيدا للتقدم بطلب رخصة لتأسيس البنك الرقمى، وذلك لحين إصدار البنك المركزى المعايير النهائية للبنوك الرقمية.
قال الدكتور حازم شاتيلا خبير التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى إن البنوك الرقمية تواجه تحديات كبيرة فى تحقيق الربحية، ومن ضمن هذه التحديات بناء البنية التحتية الرقمية المتطورة، وتأمين الأمن السيبرانى، وتوفير خدمات الدعم الفنى العالية الجودة التى تتطلب استثمارات كبيرة فى التكنولوجيا والموارد البشرية.
وأوضح أنه ينبغى التوقف عند نقطة مهمة تنطوى على مدى تأهيل الشرائح السوقية لاستخدام الديجيتال بانكنج، مدللا على عدم نجاح تجربة بعض المنظمات فى إطلاق تطبيق خاص بالعملاء وذلك لأن نوعية العملاء المخاطبين بالخدمة غير مؤهلة للتفاعل مع أى تكنولوجيا حديثة رغم أن التطبيق من أحدث التطبيقات المبتكرة فى عالم التكنولوجيا والدفع الإلكترونى.
وشدد شاتيلا على ضرورة تأهيل صناع القرار للعمل على الديجيتال بانكنج وخلق خبرات مؤهلة لعمل تطبيقات تكنولوجية مثل تطبيقات الذكاء الاصطناعى، مشيرا إلى أن الأمر لايزال يحتاج إلى مزيد من التوعية بداية من الكوادر الكبيرة ومرورا بالجمهور المستهدف.
وأكد أنه يجب البدء بالتحول من العمليات التقليدية إلى العمليات الرقمية وإعادة هندسة العمليات وتدريب الموظفين كخطوة أولى فى التحول الرقمى.
وشدد على أهمية استثمار موارد إضافية فى تعزيز الأمان وبناء بنية تحتية قوية وقادرة على استيعاب بيانات العملاء وتكون قادرة على حمايتها بأقصى درجــات الأمــــان مـــــــــن التهديــــــدات السيبرانيـــة المتزايدة مثل الاختراقات، والاحتيال، وسرقة الهوية وذلك قد يؤدى إلى تعزيز المصداقية وتساعد فى بناء علاقات قوية مع العملاء, وقد تواجه البنوك تحدى لوجود القوانين والتشريعات الخاصة ببيانات العملاء ما يعرقل عملية التحول الرقمى وتأخرها.
وبسؤاله عن آليات البنوك الرقمية فى تحقيق الأرباح أمام ارتفاع التكلفة أجاب قائلا: للتغلب على هذه التحديات وتحقيق الربحية، يجب على البنوك الرقمية تطوير استراتيجيات قوية تركز على تحسين الكفاءة التشغيلية، وتوفير خدمات مبتكرة تلبى احتياجات العملاء، وزيادة الإيرادات من خلال التنويع وتطوير المنتجات المالية والخدمات وأن يتم توفير الخدمات بشكل سريع.
وتلك الخدمات التى تقدمها البنوك الرقمية تشمل: “السحب النقدى – تحويل الأموال – إنشاء حساب جارى وتوفير – طرح أوعية ادخارية طويلة المدى وقصيرة المدى – قروض شخصية – دفع فواتير – تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر – تمويل المصانع والمؤسسات والقطاعات الإنتاجية)، وهى كذلك تشمل بعض وظائف المعاملات للنظام المصرفى الأساسى التى تقدمها كل البنوك التقليدية.
وأضاف: “ يجب أن تكون البنوك الرقمية حذرة فى إدارة التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية لتحقيق أداء مالى مستدام ونجاح فى السوق”.
ووفقا لشاتيلا فإنه يجب البدء بشريحة معينة لتطبيق خدمات الديجيتال بانكنج عليها وهذه الشريحة تكون مستوفاة لمبادئ الفهم والخبرة والتعامل الجيد مع البنك الرقمى، تمهيدا للوصول لكل الشرائح فى المجتمع.
وذكر أنه يجب على البنك عدم الاعتماد على قاعدة العملاء الموجودة لديه فقط وإنما لابد من جذب عملاء جدد من بنوك أخرى ومنحهم حوافز لتدعيم استقطابهم وبالتالى تدعيم الربحية المستهدفة وتعزيز تحقيقها.
وقال إن تحليل بيانات العميل جانب مهم جدا فى تحقيق الربحية للوقوف على نوعية المنتجات الملائمة لكل شريحة، معتبرا أن هذا الجانب مهم أيضا فى تحديد توجهات البنوك الرقمية باستخدام الذكاء الاصطناعى لتلبية متطلبات العملاء.
مؤكدا أن مزايا البنوك الرقمية تتمثل فى سهولة الوصول وضم عملاء جدد وانخفاض التكلفة التشغيلية وتكلفة تكنولوجيا المعلومات وغيرها مع سهولة استخدام العملاء مع تلك البنوك كما تتيح البنوك الرقمية الخدمات لعملائها دون الحـــاجــــة للذهــــــــاب للفـــــــــروع والتكــــــــــــــدس.
وقـــــــال محمـــــــــد عـــــــــــزام استشـــارى إدارة التكنولوجيــــا وعضــو مجلس إدارة الجمعية الدولية لإدارة التكنولوجيا إن تكلفة البنوك الرقمية تختلف عن البنوك التقليدية لأن الاستثمارات الحقيقية فى الأولى تتم فى بنية معلوماتية وتحقيق أمن سيبرانى بمعدلات عالية، فيما تتمثل الاستثمارات فى البنوك التقليدية فى الفروع والمبانى والمكاتب وبالتالى الموضوع مختلف تماما.
وأوضح أن استثمار رأس المال يكون فى تطوير البرمجيات القادرة على اتخاذ قرارات الائتمان، وهل سيكون القرار مبنى على خريطة توظيف الذكاء الاصطناعى المتمثلة فى تحديد وتحليل بيانات العملاء وسلوكياتهم ومدى قدراتهم المالية والملاءة المالية لديهم لكى يتم منح قرار الائتمان.
وأضاف أنه يتم استخدام هذه الآليات السابقة عبر الذكاء الاصطناعى فى إطلاق منتجات بنكية ملائمة لكل شريحة حسب احتياجاتها واستخداماتها وبالتالى هذا هو الاستثمار الحقيقى الذى يجعل الفكرة مهيأة للنجاح.
وذكر عزام أن تطبيق خدمة “اعرف عميلك” سيعزز نجاح البنوك الرقمية ويقلل تكلفة البنية المعلوماتية عبر مراكز البيانات العملاقة المؤمنة التى من الممكن أن تستضيف بيانات العملاء البنكيين، حيث لابد أن يستثمر كل بنك فى البنية المعلوماتية وهو ما توفره الدولة بأعلى مستوى للحماية، ما يعد عنصرا فى تقليل التكلفة.
واعتبر أن الفرصة ستكون سانحة أمام البنوك الرقمية لتحقيق ربحية عالية لعدم وجود تكلفة على الأصول البنكية وبالتالى تأتى الربحية من الخدمات والعمولات المصرفية وسعر الفائدة.
وأشار إلى أن تحقيق الثقة الرقمية فى المنظومة الجديدة سيكون الأساس فى تحقيق ربحية للبنوك الرقمية عبر توسيع قاعدة العملاء.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية