لا يعترفون بالتلمود ولا بأي شريعة أو فتوى صادرة بعد التوراة أو تأويلا لها، ولكنهم يعدون أنفسهم يهودا ملتزمين، إنهم طائفة القرائين الذين برزوا كحركة دينية منذ القرن الثامن الميلادي، يركزون على النص الكتابي وحده لاتباع الشريعة اليهودية، دون الاعتماد على التلمود والشرائع الشفوية التي يتبعها معظم اليهود.

وأعادت المظاهرات العارمة التي تشهدها إسرائيل على مدار الأيام الماضية، القراءون إلى الواجهة، إذ تشير تقارير إخبارية إلى تورطهم في تلك الدعوات التي تدعو لإبرام اتفاق بوقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية للحد من قتل مزيد من الأرواح.

وبحسب دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية لسعود بن عبد العزيز الخلف أطلق اسم "القراءون" نسبة إلى المصدر العبري (قرائيم)، ومعناه الذين يقرؤون المقرأ، أي التوراة، وينتسبون إلى رجل يسمى عنان بن داود من أهل بغداد زمن أبي جعفر المنصور، وتوفي في نهاية القرن الثامن الميلادي، وأطلق عليهم اسم العنانيون نسبة إلى عنان.

ويركز القراءون، الذين تعرض العديد منهم عبر التاريخ للاضطهاد والتمييز، على قراءة التوراة (الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس) كتوجيه ديني وحيد، ويرفضون الاعتماد على التلمود، ولديهم طقوس دينية خاصة بهم، تختلف عن تلك التي يتبعها اليهود الأرثوذكس، فعلى سبيل المثال، يرفضون الالتزام بالتفسيرات القانونية والتقاليد الشفهية للربانيين، ويركزون بشكل أكبر على دراسة النصوص الكتابية بشكل مباشر.

كما أن لديهم طقوسا وشعائر خاصة بهم، بما في ذلك الأعياد والصلوات، ورغم أنهم يتبعون التوراة، فإن ممارساتهم قد تختلف في تفاصيل معينة.

ويواجه القراءون في الوقت الحالي، تحديات تتعلق بالحفاظ على هويتهم وتقاليدهم في عالم متغير، كما أنهم يواجهون صعوبة في الحصول على الدعم والمساعدة من المجتمعات الأخرى بسبب قلة عددهم، إذ شهدت مجتمعاتهم تراجعًا كبيرًا في القرن العشرين.