تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الحصبة، ذلك المرض الفيروسي شديد العدوى، يهدد بشكل خاص الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، ويستعرض هذا التقرير أحدث الأبحاث حول تأثير التغذية على مسار المرض، وكيف يمكن لنظام غذائي متوازن أن يكون خط الدفاع الأول.
الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى ينتشر بسهولة من شخص لآخر عن طريق الهواء، وينتقل عبر السعال والعطس أو الاتصال المباشر بإفرازات الأنف أو الحلق المصابة، وبعد انتشار مرض الحصبة بكثرة، وجد بعض الخبراء أن التغذية تلعب دوراً محوريًا في الحد من شدة المرض، وفقا لتقرير نشر في «فوكس نيوز».
الهواء والعدوى
وعن أسباب انتشار الحصبة، أوضح الدكتور مجدي بدران، استشاري الأطفال، وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن فيروس الحصبة ينتقل بسهولة من شخص لآخر عن طريق الهواء، ومشكلة هذا الفيروس أنه يمكن أن يبقى في الهواء أو على الأسطح لساعات.
وينتشر الفيروس عندما يسعل أو يعطس شخص مصاب، مما يؤدي إلى إطلاق قطرات صغيرة من الرذاذ المحمل بالفيروس في الهواء، كما يمكن أن ينتقل الفيروس أيضًا عن طريق الاتصال المباشر بإفرازات الأنف أو الحلق المصابة، مثل لمس سطح ملوث ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين.
ضعف المناعة واللقاح
ويبقى فيروس الحصبة معديًا في الهواء لمدة تصل إلى ساعتين بعد مغادرة الشخص المصاب للمكان، مما يعرض الأشخاص الآخرين في نفس المكان لخطر الإصابة، وأكد د. بدران أن الأشخاص الذين لم يتلقوا لقاح الحصبة هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
ويعتبر ضعف الجهاز المناعي، من الأسباب الأساسية للإصابة بهذا المرض، لاسيما أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، مثل المصابين بفيروس نقص المناعة أو الذين يتلقون علاجات مثبطة للمناعة، هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة من الحصبة، كما أن نقص فيتامين أ يزيد من خطر الإصابة بتلك المضاعفات، حسبما صرح استشاري الأطفال.
أعراض ومضاعفات خطيرة
أما عن أعراض الإصابة بالحصبة، فيقول د. بدران إن الأعراض تتضمن حمى مرتفعة، سعال، رشح الأنف، عيون دامعة وحساسة للضوء، ظهور بقع بيضاء صغيرة داخل الفم، وطفح جلدي ينتشر من الوجه إلى باقي الجسم.
كما يحدث مضاعفات بعد الإصابة بالحصبة مثل التهاب الأذن، الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي، والتهاب الدماغ، والإسهال، ويعتبر لقاح الحصبة الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من المرض، ويجب على الأشخاص غير المطعمين تجنب الاتصال بالأشخاص المصابين بالحصبة، ويساعد غسل اليدين المتكرر بالماء والصابون على منع انتشار الفيروس، ويجب عزل المصابين بالحصبة لتجنب نقل العدوى للآخرين.
سوء التغذية
ويوضح الدكتور مصطفى البحيري، استشاري التغذية العلاجية، علاقة الحصبة بسوء التغذية، مؤكداً أن سوء التغذية يزيد من خطر الإصابة بالحصبة ومضاعفاتها الخطيرة، خاصة عند الأطفال.
فسوء التغذية يتسبب في نقص في الفيتامينات بالجسم، خاصة نقص فيتامين أ والبروتينات، مما يضعف الجهاز المناعي، ويجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بفيروس الحصبة.
والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يكونون أقل قدرة على مقاومة العدوى، مما يزيد من فرص إصابتهم بالحصبة، وعند إصابة طفل يعاني من سوء التغذية بالحصبة، تكون الأعراض أكثر حدة وتستمر لفترة أطول، ويكونون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والإسهال والتهاب الدماغ والعديد من المضاعفات الخطيرة.
سوء التغذية يزيد بشكل كبير من خطر الوفاة بسبب الحصبة، هذا ما أكده استشاري التغذية، فالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد يكونون أكثر عرضة للوفاة بسبب مضاعفات الحصبة.
تناول الطعام وفيتامين أ:
وأكد د. مصطفى أن الحصبة تسبب فقدان الشهية، مما يؤدي إلى انخفاض تناول الطعام وزيادة سوء التغذية، فهي تكون مصاحبة للحمى والإسهال والقيء وكل هذا يزيد من فقدان العناصر الغذائية.
ويلعب فيتامين أ دورًا هامًا في الحفاظ على صحة الجهاز المناعي، ونقصه يزيد من خطر الإصابة بالحصبة ومضاعفاتها، وإعطاء فيتامين أ للأطفال المصابين بالحصبة يقلل من حدة المرض ومضاعفاته، وقد أوصت منظمة الصحة العالمية بإعطاء فيتامين أ للأطفال المصابين بالحصبة، خاصة في المناطق التي ينتشر فيها سوء التغذية.
والتطعيم هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من الحصبة، وأكد د. البحيري أن تحسين التغذية، خاصة زيادة تناول فيتامين أ والبروتينات، يقلل من خطر الإصابة بالحصبة ومضاعفاتها، ويجب توفير الغذاء الصحي والمتوازن للأطفال.
مصادر فيتامين أ
فيتامين أ هو عنصر غذائي أساسي يلعب دورًا حيويًا في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك الرؤية والمناعة ونمو الخلايا، وأوضح استشاري التغذية إن هناك مصادر طبيعية للحصول عليه مثل الكبدة، وزيت كبد الحوت، ومنتجات الألبان، وصفار البيض، وهناك مصادر نباتية (بيتا كاروتين)، مثل الجزر، والبطاطا الحلوة، والسبانخ، والخضروات الورقية الداكنة، والفواكه ذات اللون البرتقالي والأصفر مثل المشمش والمانجو.
ويعزز فيتامين أ وظائف الجهاز المناعي ويساعد على مكافحة العدوى، ويلعب دورًا في نمو الخلايا وتطورها، بما في ذلك خلايا الجلد والأنسجة الأخرى، ويمكن أن يؤدي نقص فيتامين أ إلى مشاكل صحية خطيرة، أهمها زيادة خطر الإصابة بالعدوى.
ويجب أن يتضمن النظام الغذائي مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بفيتامين أ، ولكن حذر د. مصطفى من تناول كميات كبيرة من فيتامين أ لأنها قد تؤدي إلى حدوث تسمم، والذي يسبب أعراضًا مثل الصداع والغثيان وتلف الكبد، لافتا إلى أنه يفضل الحصول عليه من مصادر الطعام الطبيعية بدلاً من المكملات الغذائية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية