تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : يمكنك زيارته في ميدان التحرير.. "سنب" أشهر الأقزام على مر التاريخ
source icon

سبوت

.

يمكنك زيارته في ميدان التحرير.. "سنب" أشهر الأقزام على مر التاريخ

كتب:ياسر علي

"لا تسخر من الكفيف، ولا تهزأ بالقزم، ولا تسد الطريق أمام العاجز"، تلك الكلمات كانت عقيدة المصري القديم تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة، ونصائح سطّرها الحكيم أمينموبي، فأصبحت دستورًا للدولة المصرية القديمة، التي قامت حضارتها على المساواة والعدالة الاجتماعية، من حيث كفالة ذوي الاحتياجات الخاصة، ورعايتهم، وإنزالهم منازل رفيعة في البلاط الملكي.

 وكان من بين ذوي الاحتياجات الخاصة، أو الظروف البدنية والجسمانية الخاصة "الأقزام"، الذين تلقوا الاهتمام والرعاية من الدولة، وكانوا قريبين من دائرة صنع القرار والحكم، لدرجة أن بعضهم تولوا مناصب قيادية رفيعة.

سنب في التحرير

من بين أبرز الأقزام، الذين عرفوا في الحضارة المصرية القديمة، "سنب" الذي يعرض تمثاله في المتحف المصري في التحرير، بع اكتشافه عام 1927م، في مقبرته بمنطقة الجيزة، بحسب المرشد السياحي طارق الشريف، ويُظهر التمثال عائلة القزم، حيث يجلس متورّكا، وإلى جواره زوجته ممسكة به، وأمامه في الأسفل أطفاله.

 والتمثال يُحاكي الطبيعة الجسمانية التي كان عليها القزم "سنب" في ذلك الوقت، والعلاقة التي جمعته بملوك مصر القدماء الذين عاصرهم مثل جدف رع وخوفو، كانت قوية جدًا، ويؤكد على ذلك الطقوس والشعائر الدينية التي كان يقيمها "سنب" على أرواحهم.

القزم "سنب" ونظرائه

وعُرِفَ القزم سنب كأحد أغنى رجال الدولة، ومما ذُكر على الباب السري لمقبرته أنه كان يمتلك العديد من السبائك الذهبية والأموال والأراضي الزراعية، بل ووصل إلى مناصب كبيرة داخل القصر الملكي، ومنها "كبير الخياطين" داخل القصر، والمُشرف العام على الأقزام داخل القصر.

وفي عصر الملك خوفو وصل إلى منصب مدير القصر الملكي، ولكنه لم يكن القزم الوحيد المشهور في مصر القديمة، فهناك أقزام اشتهروا وعرفوا بفضل لوحات مقابرهم ونقوشها، أو تماثيلهم منهم، "نفر، وسير إنبو، هيجو" والذين عاشوا في عصر الأسرة الأولى، و"ني عنخ دجيدفر"، الذي عاش في عصر الأسرة الرابعة، وسنب في أواخر الرابعة، و"خنوم حتب" الذي عاش فترة حكم الأسرة الخامسة.

تابوت دجهير

يُعرض في المتحف المصري بالتحرير أيضا، تابوت فريد من نوعه، يُنسب للقزم "دجهير"، والذي يُدعى أيضًا تيوس بن بادي خونسو، والحديث مازال لـ"الشريف"، ويظهر القزم على الجزء العلوي من غطاء التابوت عاري الجسد، وجميع تفاصيل جسده تشير إلى أنه قزم، حيث اليدين القصيرتين والقدمين كذلك، والرأس الكبيرة، ويظهر فوق رأسه خطان أفقيان مدوّن بينهما اسمه وألقابه، وبعض المعلومات التي تُبرز مكانته في الدولة القديمة، ومنها أنه رقص في السيرابيوم في يوم دفن الثور المقدس أبيس، كجزء من الطقس الجنائزي لمراسم الدفن.

 أما السطح الداخلي للتابوت، فتظهر عليه الإلهة نوت، إلهة السماء، وفوق رأسها قرص الشمس، وترفع يديها لتُمسك به، ومن حولها اثنتي عشر امرأة جالسة وعلى رأسها نجمة، تعبيرًا عن ساعات الليل التي يمر خلالها المتوفي في العالم السفلي.

نوعان من الأقزام

وتبرّك إن المصري القديم بالأقزام، واعتبرهم مصدرًا للبهجة والسعادة، وأنّ وجودهم يساعد على طرد الأرواح الشريرة، بحسب طارق الشريف، لذلك نظر المصري القديمة للقزم نظرة مختلفة، واعتبره من الشخصيات العظيمة، ودعى الناس لمعاملته برفق، واعتبره من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما هو الحال الآن.

وعاش في مصر نوعان من الأقزام، الأول الأقزام الأفريقية، وكان ملوك مصر يستقدمونهم من بلدان مختلفة في القارة الأفريقية، وكان لهم العديد من المهام والوظائف، منها الرقص في المعابد أو الرقص لتسلية الملوك وإدخال البهجة عليهم، وبعض قبائل إفريقيا كانت ترسلهم مع البعثات التجارية المصرية كهدايا للملوك، أما النوع الثاني من الأقزام، فهم المصريون، وكانوا نادرون ولهم مكانة خاصة، ومنهم القزم "سنب"، أشهر الأقزام على مر التاريخ، وأحد الشخصيات المهمة في الدولة القديمة، وخاصة في أواخر الأسرة الرابعة.

بين مصر واليونان

وتقول الباحثة الفرنسية فيرونيك ديزن، في كتابها، "الأقزام في مصر القديمة وبلاد اليونان" ترجمة الدكتور أحمد هلال يس، إن الحضارة الفرعونية اتسمت بجانب إنساني فيما يخص المكانة المحترمة للأقزام، في حين كان وضعهم في اليونان القديمة متأرجحًا بين النبذ والاعزاز.

وأكدت أن قِصَر القامة لم يكن عيبًا جسديًا عاديًا يستوجب مواراته بل سمة تضفي على الأشخاص هالة من القداسة، ففي الحضارة المصرية القديمة اتخذت الإلهة الشهيرة "بس" هيئتها على صورة قزم، وهي الإلهة الخاصة بتسهيل عملية الولادة، وهي صاحبة مكانة رفيعة جدًا، بينما لم يحظ الأقزام في الحضارة اليونانية بامتيازات الشخص الطبيعي، وبعض الأعمال التصويرية في الحضارة اليونانية تدل على تدنّي الأعمال التي كان يقوم بها الأقزام.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية