تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : يقلص فاتورة استيراد القمح 20 %.. الكينواه "أم الحبوب" في مصر
source icon

سبوت

.

يقلص فاتورة استيراد القمح 20 %.. الكينواه "أم الحبوب" في مصر

كتب:سعاد طنطاوي

الكينوا " نوع من المحاصيل غير التقليدية التي عرفتها مصر مؤخرا، واكتسب ألقابا  عديدة اهمها " أم الحبوب"،   لما لها من قيمة غذائية عالية مفيدة للإنسان والحيوان   ويتحمل درجة عالية من ملوحة الماء و الارض، وهو من وجهة نظر الخبراء المتخصصين يعد مكملا غذائيا للقمح  وليس بديلا عنه  ويمكنه أن يقلل فاتورة استيراد  القمحمصر، ما سيوفر للدولة العملة الأجنبية، إذا تم التفكير في هذا الأمر من خارج الصندوق  وساعد متخذو القرار علي نشر زراعته في مصر.

"الكينوا" محصول معروف عالميا، وموطنه الأصلي منطقة جبال الانديز في أمريكا الجنوبية التي تضم الأرجنتين والإكوادور و بوليفيا وبيرو وتشيلي وكولومبيا وفنزويلا، واعتمد عليه الهنود الحمر "شعوب الإنكا" القاطنين جبال الانديز كمحصول رئيسي في تغذيتهم، إلى أن أدخلت أسبانيا خلال فترة احتلالها لأمريكا الجنوبية،  محاصيل جديدة كالقمح والذرة تدريجيا، فبدأت تتقلص زراعة الكينوا  وهو أمر في رأي  دكتور عماد الدين حسانين، أستاذ الخضر بالمركز القومي للبحوث،  نوع من أنواع الاحتلال الثقافي في الفصل بين تراث الأجداد ومعتقداتهم، وبين الأجيال الجديدة،  بحيث لا تعرف الأخيرة حضارة أجدادهم،  إلى أن اضمحلت زراعة الكينو، ا  حتي استردت دول أمريكا الجنوبية صحوتها مطلع السبعينيات وعادت لزراعته مجددا، ومنها عرفته أوروبا وبقية دول العالم.

الكينواه في مصر

أما مصر، فقد عرفت "الكينوا"،  نهاية الثمانينيات من خلال خبير زراعي دنماركي، أهدى حبوبها لبعض بدو جنوب سيناء، وعلمهم زراعتها عندما كان يقضي إجازته فيها، لكن البدو لم يستسيغوا طعمها، لأنها  تحتوي علي مادة الصابونين المُرة  (مادة تنتج رغوة كالصابون)،  ولم يعرفوا آنذاك أنه كان عليهم غسلها أولا لإزالة هذه المرارة.

بعد ذلك بعامين،  قام مجموعة من الباحثين، بجلب صنفين من "الكينوا" من الأرجنتين، لزراعتهما طبقا للظروف البيئية المصرية وفي توقيتات زراعية  مختلفة  وتم عمل دراسة علي نواتج البذور من حيث المكونات الغذائية داخل حبة  "الكينوا" وأجروا  تجارب عديدة للتخلص من مادة الصابونين لكن  التقدم في تلك الأبحاث كان بطيئا  في ظل ضعف الإمكانيات والتمويل في هذا الوقت،  إلا أنه خلال السنوات الأخيرة، ووفقا للدكتور عماد،  تم تنفيذ مشروع زراعة "الكينوا" في منطقة سهل الطينة في القنطرة شرق  قناة السويس، بسبب ملوحة التربة هناك،  حيث أثبتت التجارب أن "الكينوا"، احد المحاصيل التي تتحمل للملوحة ويمكن ريها بماء ملوحتها تصل إلى 6 آلاف جزء  في المليون، ما يجعله محصولا مناسبا وذو عوائد جيدة لمصر، حيث يصل سعر الكيلو الواحد من البذور نحو 200 جنيه،  في ظل نقص المياه والتغيرات المناخية.

خبز بمواصفات غنية

ولا يتنافس "الكينوا"، إطلاقا كما يفهم البعض مع القمح أو البرسيم أو الذرة أو غيرهم ، ويصلح مكملا للقمح وليس بديلا عنه، حيث يمكن خلط دقيق القمح بنسب تتراوح بين 5 و 10 % بـ"الكينوا"، لصناعة رغيف خبز بمواصفات جيدة جدا، غني المعادن ويحتوي على نسبة تتراوح بين 16 إلى 18 % من البروتين، أكثر من الرغيف التقليدي، بخلاف تقليص فاتورة استيراد القمح بنحو 20 %، كما أن "الكينوا"  تؤخر فطر عفن الخبز هكذا شدد الدكتور عماد في حديثه، مستشهدا بأبحاث  الدكتورة حنان عبده في قسم علوم الأغذية بزراعة عين شمس، في هذا الشأن.

كما أظهرت الأبحاث أيضا،  أن "الكينوا" تخلو من الجلوتين لذا يتم صنع مخبوزات منها لمرضي حساسية الجلوتين (السيالك)، بخلاف ادخال دقيق "الكينوا" بنسب تتراوح بين 30 و40 %،  في صنع رقائق البسكويت  للأطفال،  والنودلز (مكرونات وشعرية) بنسبة 25 %، ما أضفى عليها قيما غذائية أعلى لنمو الأطفال، ودون أن تتكسر، كما يمكن تغليف قطع البلح أو العجوة بحبوب "الكينوا" لتمد الأطفال بالطاقة والعناصر الغذائية اللازمة لهم والتي تقيهم من الأنيميا قبل الذهاب للمدرسة صباحا .

مصر سباقة عالميا

تجربة اخري قام بها مجموعة الباحثين كانت رائعة  النتائج  لخصها الدكتور عماد في خلط حبوب "الكينوا" وبذور الشيا والشوفان ، مع عسل النحل، وتم تشكيلها في صورة قطع يتناولها الرياضيين في التغذية  لإمداد أجسامهم  بالعناصر الغذائية اللازمة دون زيادة  الوزن، موضحا ان الشتاء الوقت الأفضل لزراعته، بدءا من شهر أكتوبر حتي شهر ديسمبر ويستمر في الأرض 120 يوما.

وأكد الدكتور عماد حسانين،  بأن مصر كانت السباقة علي المستوي العالمي في استخدام نباتات "الكينوا" الصغيرة عمر الـ 40 يوما كمحصول ورقي مثل السبانخ والملوخية وله قيمة غذائية عالية، أعلى من تلك الموجودة في السبانخ لما تحتويه من الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم، كما كانت سباقة في استخدام "الكينوا"،  كعلف للحيوانات بخلطه مع الدريس، إذ لم يكن أحد  يعرفه من قبل حيث توصل هذا  الفريق البحثي المصري الذي نشرت أبحاثه في َمجلات دولية  ويعتد بها  كمرجع ، بأنه  يمكن الاستفادة باستخدام النمو الخضري الكثيف لـ"الكينوا" علفا عند زراعته في فترة معينة تحت الظروف البيئية المصرية .

الكينواه محصول مستقبلي

وتعتبر منظمة "فاو"، "الكينواه"  من المحاصيل التي ستلعب دورا مهما  في المستقبل لسد الفجوة الغذائية من الحبوب، و نظرا للقيمة الغذائية العالية له استخدمته وكالة ناسا كغذاء كامل لرواد سفن الفضاء، ووفقا للدكتور محمد عبدالمنعم  أستاذ مساعد أمراض النبات بكلية الزراعة جامعة الوادي، فهو يستهلك تقريبا ثلث كمية المياه و ثلث كمية الأسمدة التي يستهلكها نبات القمح،  ويتراوح محصوله بين 1 طن وقد تصل الى 1.5 طن للفدان حبوب تحت الظروف المناسبة.

وقال إن جذور "الكينوا المتشعبة تجعله قادر على مقاومة الجفاف وتكون حبوبها سوداء او حمراء او صفراء او برتقالية او بيضاء و هذا التلون يفسره أستاذ مساعد أمراض النبات بكلية الزراعة جامعة الوادي الجديد "بوجود المادة الراتنجية على الغلاف الخارجي للحبوب الذي يحتوي مادة الصابونين وذات احتياجات مائية منخفضة.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية