فيروس "شيكونجونيا" عاد ليتنشر في الصين وسط حالة من القلق من سرعة انتشاره وغياب علاجه النوعي، فهو ينتقل عن طريق البعوض.
وسجلت منظمة الصحة العالمية (WHO) ارتفاعات ملحوظة في حالات الإصابة بفيروس شيكونجونيا على مستوى العالم، إذ وصل عدد الإصابات المسجلة منذ بداية 2025 إلى نحو 240,000 حالة مع 90 حالة وفاة.

على جناح بعوضة
وفي هذا السياق، تحدث الدكتور ايمن السيد سالم، أستاذ ورئيس قسم الصدر بالقصر العيني جامعة القاهرة السابق، عن هذا الفيروس المنتشر حاليًا في الصين، وقال إن شيكونجونيا هو فيروس قديم وليس جديد كما يعتقد البعض حيث تم اكتشافه عام، 1952 في تنزانيا، وانتشرت حالات إصابة من هذا الفيروس في افريقيا وآسيا، وأمريكا اللاتينية، وينتقل هذا الفيروس عبر لسعات البعوض من دماء شخص مصاب إلى دماء شخص غير مصاب وهكذا، وبالتالي فهو سريع الانتشار في الأماكن التي بها مياه راكدة، أو في الأماكن التي بها نباتات مزروعة.
أعراض الإصابة
أعراض فيروس "شيكونجونيا" تظهر على الشخص المصاب بعد 3 - 7 أيام من قرص أو لسع الناموس "البعوض" المصاب وتشمل الأعراض، حسبما أكد د. ايمن الآتي:
-    حمى مرتفعة مفاجئة، وارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم.
-    آلام مفصلية شديدة قد تستمر لأسابيع أو أشهر.
-    صداع وآلام في الجسم والضلوع.
-    طفح جلدي على الأطراف أو الوجه.
-    تورم المفاصل.
-    في حالات نادرة يحدث التهاب في العين أو الجهاز العصبي.
-    
شيكونجونيا وكورونا
ومن جانبه، أكد الدكتور مجدي بدران، استشاري الأطفال والحساسية، وعضو الجمعية المصرية للمناعة، أنه لا داعي للقلق من انتشار فيروس "شيكونجونيا" لأنه لا مقارنة بينه وبين فيروس كورونا، فهو لا يؤدي إلى الموت ولكن آلام المفاصل قد تكون معيقة للحركة لفترات طويلة، مما يؤثر على مجريات حياة الانسان وعمله، لكن لا يوجد مقارنة بينه وبين "كورونا" تمامًا، لافتًا إلى أنه في بعض الحالات النادرة تحدث وفيات خاصة عند كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة أو من لديهم مشاكل ضعف المناعة.

أما عن طرق الوقاية فأوضح د. مجدي أنه لا يوجد تطعيم أو لقاح يقي من الإصابة بفيروس "شيكونجونيا" ولكن لابد أن تكون هناك وقاية من الناموس ولسعاته بصفة عامة لأن هذه الحشرة تعتبر من أخطر الكائنات الناقلة للأمراض على مستوى العالم، لأنها تتغذى على الدم، وبهذه الطريقة من الممكن أن تنقل فيروسات وطفيليات بين الأشخاص والحيوانات، مثل الملاريا وحمى الضنك، وغيرها من الأمراض التي تنقلها تلك الحشرة.

طرق الوقاية
وأوصى بضرورة التخلص من أي مياه راكدة حول المنازل، وردم الترع القديمة لأنها مصدر كبير لانتشار الناموس، وتغطية خزانات المياه بإحكام، وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة تغطي أكبر قدر من الجلد، واستخدام طارد الحشرات والناموس في المنازل، وهناك سلك ضيق مخصص للنوافذ لا تستطيع البعوض الدخول منه.

ولا يوجد علاج من فيروس "شيكونجونيا" حسبما أكد د. بدران، حتى أنه لا يصلح معه مضادات الفيروسات المعتاد تناولها في حالة الإصابة بأي فيروس، ولكن يتطلب الراحة التامة وشرب كميات كبيرة وكافية من الماء والسوائل لتجنب الجفاف، وعند ارتفاع درجات الحرارة يتم تناول خافض للحرارة يحتوي على مادة البراسيتامول مع تجنب الاسبرين، وإذا كانت الإصابة مزمنة في المفاصل فيقوم الطبيب المختص بوصف علاج يخفف من الآلام.

انتشار في الصين
وقد شهِد جنوب الصين وخاصة مقاطعة قوانغدونغ انتشارًا غير مسبوق للفيروس، لأكثر من 7,000 حالة إصابة في مدينة فوشان وحدها، وقد تجاوز العدد الإجمالي في بعض التقارير 10,000 حالة في تلك المدينة، والسبب عدم وجود مناعة لدى سكانها من هذا المرض.

وفي النهاية، أكد د. بدران أن فيروس شيكونجونيا ليس جديدًا على الساحة الطبية، لكنه يظل تحديًا للصحة العامة بسبب سرعة انتشاره وغياب علاج له أو لقاح وقائي، ولكن الوعي بأعراضه، وسرعة التشخيص، وتبني إجراءات الوقاية، هي الطريقة الوحيدة لحماية المجتمعات من موجاته الوبائية.