تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : يتجاهلها الجمهور وتنجح فى المهرجانات... الأفلام التسجيلية لمن نصنعها؟
source icon

سبوت

.

يتجاهلها الجمهور وتنجح فى المهرجانات... الأفلام التسجيلية لمن نصنعها؟

كتب:سيد محمود




يواجه مخرجوا الأفلام التسجيلية بكل أنواعها القصيرة والطويلة والوثائقية، أزمات كثيرة تسهم فى تعثر أحلامهم، وأهمها عدم قبول دور العرض لتجاربهم ،وأكدت مصادر من المركز القومي للسينما أن ما يتم انتاجه فى مصر يزيد على 40 فيلما فى العام ، سواء من مشاريع طلبة او مخرجين أفراد وأن المركز القومي للسينما يسهم كثيرا فى تلك الأعمال، طرحنا تلك الأزمة على بعض أطراف تلك الصناعة وعلى النقد السينمائي

أين دور وزارة الثقافة ؟

أرجعت الناقدة ماجدة موريس تفاقم أزمة صناعة السينما التسجيلية فى مصر إلى تجاهل الجهات الرسمية ومنها وزارة الثقافة لها وعدم تقديم الدعم الكافي لها .
 وأضافت أن تأثير الأفلام التسجيلية بكل أنواعها قد يفوق في التأثير الأفلام الروائية الطويلة، وأنه يُنتج في كل عام آلاف الأفلام في مختلف دول العالم من تلك النوعية، لكن مشكلتنا في مصر تكمن في أنه لا يتم الاهتمام بها لعدم وجود دور عرض تستقبلها، فمعظم دور العرض في مصر تجارية وتابعة لشركات أو أفراد، بينما تراجعت السينمات التابعة للدولة، ومنها سينمات أُغلقت وأخرى هُدمت وتحولت إلى جراجات.
أين سينما ريفولي، وسينما مصر، وميامي، وغيرهم؟ وهنا أناشد وزارة الثقافة أن تسعى لتوسيع دائرة عرض هذه الأفلام لأنها تحمل رسائل مهمة، وجمهورها يظهر فقط في المهرجانات. حتى المهرجان الوحيد الذي يحتضن التجارب المصرية والعربية والدولية من الأفلام التسجيلية والقصيرة يتعثر، ويواجه كماً من الأزمات لا حصر له، وكل مرة يعتذر رئيسه، مثلما حدث مع المخرجة هالة جلال التي اعتذرت عن رئاسته، وحتى اليوم لم يُعلن عن تعيين رئيس جديد للدورة القادمة.
 جميع المهرجانات فى العالم تدرك قيمة الأفلام التسجيلية وتحصل على جوائز ولكن فى مصر نتجاهلها، ومع ذلك لدينا كفاءات ومخرجين واعدين يحاربون من أجل تاكيد موهبتهم ويصنعون أفلاما مهمة تعرض خارج مصر وفى مهرجانات مثل القاهرة والجونة وفى مصر هناك محاولات يقوم بها شباب مثل شباتب الاسكندرية مؤسسى مهرجان الأفلام القصيرة .
السوق لا يفضلها
أما مهند دياب، الحائز على جائزة الشارقة للاتصال الحكومي لعام 2025 وأكسيل إفريقيا لعام 2024 عن أعماله التسجيلية، فقال:للأسف، إنجاز عمل تسجيلي ليس سهلاً، بل يمثل نوعًا من المعاناة تبدأ من الفكرة قبل التمويل، مرورًا بالوصول إلى الشخصية والحصول على الثقة، ثم يأتي الإنتاج وما بعد الإنتاج بميزانيات محدودة… لكن التحدي الأكبر ليس التصوير، بل “الوصول إلى الجمهور”. السوق التجاري لا يفضّل التسجيلية، وقنوات العرض محدودة، فالمخرج في النهاية يُكمل الطريق بالإرادة والشركاء المحليين.
وأضاف "دياب": حين يُعرض الفيلم في المكان الصحيح ومع تواصل ذكي… الجمهور يحضر. في قرى الصعيد مثلًا، عندما يرتبط الفيلم بحكاية من المكان أو قضية تمسّ الناس، تمتلئ القاعة، وتستمر المناقشة بعد العرض.
ورغم ما قد نواجهه من أزمات في التمويل، نحفر في الصخر لكي تصل رسالتنا؛ فقد أخرجتُ وتشاركتُ في صناعة أكثر من 150 فيلمًا تسجيليًا وقصيرًا عبر السنوات، كثيرٌ منها عُرض لجمهور واسع خارج المهرجانات، منها: “نور عيني” (عن الإعاقة البصرية في دول أفريقية وعربية) – عُرض في مؤسسات تعليمية ومراكز مجتمعية ووصل إلى مشاهدات رقمية مرتفعة – و“حكاية أمل” و“فاطمة”، وهي أفلام إنسانية قدّمناها في صعيد مصر وبين سيدات المشروعات الصغيرة؛ كان الحضور عفويًا وتفاعليًا.
فلسطين نقلت صوتها بتلك الأفلام
صوت آخر من فلسطين، وهو المخرج فايق جرادة، قال إن مسيرته بدأت بالأفلام التسجيلية، ومعظم المخرجين في العالم بدأوا حياتهم بها، وليس مانعًا من أن يقدم مخرج كبير أفلامًا تسجيلية بعد مسيرة طويلة مع الأفلام الروائية، لأنها تنقل واقعًا لا يمكن أن تنقله الأفلام الروائية. والدليل أن عشرات الأفلام الفلسطينية التي صُورت عن حرب غزة وصلت إلى العالم ونقلت معاناة الإنسان الفلسطيني.
وتُعد تجربة المخرج رشيد مشهراوي من أفضل التجارب التي وثّقت تاريخ فلسطين، وقدّم خلالها أكثر من عمل، منها فيلمان خلال عام 2021: “يوميات شارع جبرائيل” و“استعادة”.
يقول مشهراوي: السينما التسجيلية وثّقت مسيرتنا ضد الاحتلال، فمنذ بدايتي وأنا أحاول نقل الواقع الصعب الذي نعيشه. قدمتُ أول تجاربي فيلم "جواز سفر" عام 1986، أي قبل الانتفاضة الأولى، ثم "الملجأ" عام 1989، و"دار ودور" عام 1990، و"أيام طويلة في غزة" عام 1991.
قدمتُ أعمالًا كثيرة، ولكن التجربتين الأخيرتين لهما طابع خاص، تنبأتُ فيهما بما يحدث حاليًا من مجازر يقوم بها الاحتلال. أنا من يافا، وعشت في غزة، والاحتلال طاردني فى كل مكان فكنت أجعل من السينما صوت أناضل به  فالسينما التسجيلية لها مكانتها فى العالم ، ولها دور لا يقل عن الدور النضالي في مقاومة المحتل، وهي وسيلة الشعوب لمعرفة واقع الآخرين. والدليل أن ما قدمناه في المهرجانات العالمية حصد الكثير من الإعجاب، لكن تظل الأزمة الحقيقية هي: أين نعرض تلك الأفلام؟ ومن يمولها؟ فكل التمويل من أموال صانعيها وعلى نفقتهم الخاصة، وبكاميراتهم وأفكارهم ومجهوداتهم.
 دور المركز القومى للسينما
 المركز القومي للسينما هو الجهة الوحيدة فى مصر الداعمة لصناعة الأفلام التسجيلية ماديا ولوجستيا، وينتج من خلاله عدد من الأعمال وتجرى دائما محاولات لعرض أهم انتاجاته فى المحاظات مثلما حدث فى احتفالات أكتوبر  حيث هرضت افلام فى مدن القناة  وبتعاون مشترك بين المركز القومي للسينما وجامعة قناة السويس بنادي سينما الإسماعيلية
الدكتور أحمد صالح رئيس المركز القومى للسينما  أشار إلى ان المركز يهتم بتعريف الجماهير فى المحافظات بما يقدم من افلام
وتشمل العروض فيلمًا من إنتاج المركز القومي للسينما بعنوان "فليحيا أبو الفصاد" للمخرج حازم مصطفى، إلى جانب باقة من الأفلام الفائزة في مهرجان بردية السينمائي في دورته الثانية برئاسة عزة أبو اليزيد، والتي عكست تنوع التجارب والرؤى الإبداعية لدى مجموعة من الشباب المبدعين، ومن بينها أفلام "إلى الأبد" للمخرج يوحنا أشرف، و*"زهرة"* للمخرجة دندان إبراهيم، و*"أزمة قلبية"* للمخرج عمرو علي. هناك محاولات لكنها لا تكفى لسد كل احتياجات الشباب من المتطلعين لعرض أعماله فى دور السينما .
 ومن جهة أخرى لم تحقق القناة الوثائقية التى تصدرت لانتاج وعرض هذه النوعية الهدف المنشود منها ، فقد تحولت غلى نافذة محدودة على فريق محدود يديرونها بأفكار لم تستوعب معظم المخرجين الطموحين .

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية