تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : ورد النيل يشعل خلافا بين "الزراعة" و"الري"
source icon

سبوت

.

ورد النيل يشعل خلافا بين "الزراعة" و"الري"

كتب:سناء الطاهر

معركة تدور رحاها تحت السطح بين وزارتي الزراعة ممثلة في مركز البحوث الزراعية، ووزارة الري ممثلة في معهد بحوث صيانة القنوات المائية بالمركز القومي للمياه، بسبب ورد النيل، الذي يعد واحد من أكبر المشكلات التي تصيب المسطحات المائية العذبة كالأنهار والمجاري المائية والبحيرات الطبيعية والصناعية، إذ يستهلك كميات هائلة من مصادر المياه العذبة، ويعوق حركة الملاحة والري، ويتسبب في انسداد المجاري المائية وحجب الضوء عن الأحياء المائية ، مما يؤدي إلي حدوث خلل بيئي في أنظمة المياه العذبة وموت العديد من العوالق والأعشاب المائية والأسماك.

وتتخذ مكافحة ورد النيل في مصر،  ثلاث أشكال تقليدية للتخلص منه أو الحد من انتشاره داخل الممرات والمسطحات المائية، هكذا أوضح الدكتور يحيى فياض، أستاذ المكافحة الحيوية بمركز البحوث الزراعية، موضحا أن تلك الأشكال، تتضمن المكافحة اليدوية، والميكانيكية باستخدام المُعدات في المساحات التي تتعدى 0.5 كم، وأخيرا المكافحة الكيميائية بمبيدات الحشائش.

قرار جمهوري

وتعتمد الطريقة الأخيرة، على رش المبيدات الكيميائية باستخدام الطائرات في المناطق الشمالية، و هذه الطريقة أدت لكوارث بيئية خطيرة، ما دعا لإصدار قرار جمهوري عام 1990 يحظر ويمنع اللجوء إليها أو استخدامها في المسطحات المائية، مبينا أن القرار الجمهوري أدى للاقتصار على المكافحة الميكانيكية واليدوية.

وغالبًا ما كان المُزارعين يلجأون إلى الطريقة اليدوية لتطهير الترع والقنوات المائية الواصلة إلى حقولهم، دون دراية بالأصول العلمية الصحيحة للتخلص منها، ما أدى لتضاعف أعداد هذا النبات بشكل كبير منذ عام 1990.

استخدام الحشرات

ومن هنا بدأت رحلة دكتور فياض،  فقضى ست سنوات كاملة، في التحضير لرسالة الدكتوراة الخاصة به، والتي كانت تتمحور حول سُبل استخدام الحشرات لتحقيق هذا الغرض، حيث أوضح أن الصدفة وحدها قادته لطرف الخيط، خلال تنفيذ أحد بروتوكولات التعاون مع أساتذة جامعة فلوريدا الأمريكية، والتي كانت تُعاني من انتشار ورد النيل في مجاريها المائية بكثافة شديدة.

وقادت الدراسات المُكثفة من الفريق المشترك، إلى وجود عدد من الأعداء الطبيعيين، التي تتغذى على ورد النيل بوصفه عائلها الطبيعي الوحيد، دون أي مخاطر، اقتصادية أو بيئية أو صحية،  لانتشارها على أي محاصيل أو نباتات أخرى، وهي النتيجة التي ساعدت باعتماد طُرق المكافحة البيولوجية لورد النيل في وقت لاحق،  بعد أن تم رفض هذا المشروع من عدة جهات وخاصة شركات الأسمدة التي كانت لها مصالح في ذلك، حتى صدر قرار سيادي في عام 1999،  بالموافقة علي تنفيذ التجربة، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وفرنسا.

تربية السوس

وأوضح الدكتور فياض، أنه سافر مع فريق بحثي إلى الولايات المتحدة، وتم اختيار  نوعين من السوس وحيد العائل الذي لا يعيش، ولا يتكاثر، إلا  علي ورد النيل وتم إحضارهما،  بعد فحصهما جيدا والتأكد من سلامتهما، وعمل صوبات لتربيتهما حتي لا يحتاج الأمر لإحضارهما من الخارج مجددا .

ونفذت الفكرة لأول مرة في بحيرتي مريوط وإدكو، حتي شملت التجربة البحيرات الشمالية كافة، ونجحت التجربة بنسبة 95% في البحيرات الشمالية وعالجت القصور الذي شاب الاعتماد على الوسائل التقليدية، التي ضاعفت من حجم الأزمة دون القضاء على هذا النبات الضار بالبيئة والصحة العامة .

اعتراض الري

على الجانب الآخر، رأت وزارة الري، ممثلة في الدكتور حسام محمود مدير معهد بحوث صيانة القنوات المائية بالمركز القومي للمياه، أنه حتى آلان لم يمكن الوصول إلى حل جذري للقضاء على ورد النيل، إذ يتسم النبات بقدرته، على التكاثر بمعدلات قياسية،  وبسرعة كبيرة، إذا ما توافرت له الظروف الملائمة التي تساهم في إزهاره، حيث أن عدد البذور التي ينتجها نبات واحد بين بضعة بذور إلى 5 آلاف  بذرة تنتج فسائل.

 ومعظم البذور التي تنبت فعلا هي تلك التي تنجرف إلى حافة المياه ثم تنكشف فيما بعد عندما تهبط مناسيب المياه أو تلك التي تبقي في المناطق الطينية عند انحسار المياه،  وبارتفاع منسوب المياه فان هذه الفسائل النابته تقتلع من التربة وتحملها المياه الى مناطق أخرى محدثة إصابة جديدة.

ويتحمل ورد النيل، الملوحة المتوسطة حتى 1400 جزء في المليون، وتشجع المياه الدافئة علي نموه وانتشاره وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الفاقد من المياه عن طريق عملية البخر "النتح" من خلال أوراقه العريضة، ما يعد واحد من أبرز أخطار ورد النيل، في ظل مرحلة القحط المائي التيس تعيشها مصر آلان .

استخدامات متعددة

وأشار الدكتور حسام محمود، إلى أن الدراسات التي أجراها معهده على ورد النيل، طوال السنوات الماضية، كشفت عن أنه يمكن الاستفادة من نبات ورد النيل،  في إنتاج مصنعات وقود صلب كطاقة جديدة ومتجددة،  وأيضا تحويله، إلى غاز حيوي (بيوجاز)، من خلال إضافة روث الحيوانات لنبات ورد النيل الذي يقوم المزارعون بإزالته من المجاري المائية، وتشوينه، للاستفادة منه في إنتاج (البيوجاز) وبالتالي تقليل تكاليف النقل والتشوين وضمان عدم رجوع النبات للمجري المائي مرة أخري في حالة تركه علي جسور المجري المائي.

"يمكن أيضا استخدام ورد النيل الذي يزيله المزارعين من المجاري المائية،  في إنتاج الأسمدة العضوية والأعلاف، بعد إجراء الاختبارات اللازمة لضمان سلامة وكفاءة التغذية بالعلف "، والحديث مازال للدكتور حسام محمود،  موضحا أنه يمكن استخدام ورد النيل في تحسين نوعية مياه الصرف الصحي والصناعي بوضع النبات في أحواض محطات معالجة مياه الصرف لتنقية مياه صرف المصانع ومياه الصرف الصحي علي أن تستخدم المياه لأغراض ري الحدائق أو في الصناعة.

وأوضح الدكتور حسام، أنه يمكن استخدام ورد النيل في إنتاج الأخشاب والورق في مشروعات التنمية الصغيرة وذلك بعد تجربته وثبات نجاحه وجدواه الاقتصادية.


 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية