تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : ورحلت سيدة المسرح.. صاحبة أطول مسيرة فى الفن العربي "سميحة أيوب"
source icon

سبوت

.

ورحلت سيدة المسرح.. صاحبة أطول مسيرة فى الفن العربي "سميحة أيوب"

كتب:سيد محمود

صاحبة أطول مسيرة في المسرح العربي، منحت العشرات من الألقاب، لكنها كانت تحب أن تنادى بسيدة المسرح العربي، ذلك اللقب الذي منحه لها الرئيس الراحل حافظ الأسد، وكُرمت من خمسة رؤساء؛ الرئيس عبد الفتاح السيسي، الزعيم جمال عبد الناصر، السادات، حافظ الأسد، والرئيس الفرنسي جيسكار ديستان، ومن ثم فهي علامة متفردة في الفن العربي.

رحيل صامت
رحلت فى صمت بعد أن كُرمت في مهرجان جمعية الفيلم، ومهرجان العودة السينمائي الفلسطيني في دورة أقيمت بمصر، مسيرة بدأتها سينمائيًا بفيلم المتشردة عام 1947، وأختتمتها بمشاركة يسرا فيلم "ليلة العيد"عام 2024.

نجوم صنعت ألقاباً
ويقول الناقد السينمائي ورئيس جمعية كتاب ونقاد السينما ومهرجان الإسكندرية السينمائي الأمير أباظة كان من المقربين جدًا منها، سميحة أيوب ليست مجرد نجمة للمسرح المصري والعربي، أو سيدة له، هي أيقونة من أيقونات المسرح المصري والعربي.

لم تكن الألقاب لتصنع نجومًا، بل الممثل الموهوب وصاحب التاريخ الطويل هو من يصنع لقبه، كثيرون حملوا ألقابًا ونسيها الجمهور لأنهم لم يستحقوها، ولكن ستظل سيدة المسرح هي صاحبة اللقب سميحة أيوب، بحكم التاريخ، بحكم أعمالها من الروايات الخالدة، وأصبح لقب سيدة المسرح العربي الذي أطلقه عليها الرئيس حافظ الأسد لأنه كان يرى فيها صوت وأداء وشخصية فريدة، وهو اللقب المميز لها ولمسيرتها لكنها لقبت بألقاب كثيرة، منها ملكة الراديو في الإذاعة.

إليكترا الشرق
كل شخصية قدمتها يمكن أن تحمل لقبها، لأنها الوحيدة التي أدتها ببراعة، فعندما وقفت لتؤدي دور إليكترا في مسرحية "الندم - الذباب" للفيلسوف العالمي جان بول سارتر، كانت تعلم إنها تخوض تجربة قد تقضي على مشوارها الفني، خاصة في حضور سارتر شخصيًا بقاعة جورج أبيض بالمسرح القومي، وفي وجود كوكبة عظيمة من مثقفي مصر توفيق الحكيم، يوسف إدريس، لطفي الخولي، سعد الدين وهبة، د. لويس عوض، والكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل.

وعندما دعاها وزير الثقافة الفرنسي ميشيل جي لتقديم مسرحية "فيدرا" للكاتب الدنماركي راسين على مسرح أوبرا باريس كان تحديًا جديدًا وكبيرًا أيضًا، فهي لم تكن تمثل دورًا في مسرحية عالمية أمام نقاد وجمهور فرنسا فقط، لكنها ذهبت إلى عاصمة النور ملكة مصرية تحمل فوق جبينها الوضاء حضارة سبعة آلاف عام من الإبداع.

قمة المسرح عن جدارة 
سميحة أيوب هي الفنانة المصرية الوحيدة التي عملت مع مخرجين عالميين، فأبهرت ألعالم، قدمت خمس تجارب لمسرحيات عالمية، من إخراج مخرجين من ألمانيا المخرج العالمي "كورت" مسرحية «دائرة الطباشير القوقازية»، الذي يكاد أن يكون قد تخصص في مسرح بريخت، وعندما شاهد كورت فناني المسرح القومي عبر عن سعادته فقال دون مجاملة عندكم نجومًا كبارًا لا يقلون روعة عن أعظم ممثلي المسرح في العالم، كان كورت صاحب أول تجربة في إخراج عمل مسرحي عالمي بممثلين من مصر علي خشبة المسرح القومي.

سميحة أيوب لم تصل إلى القمة التي وصلت إليها وهي تسير في طريق مليء بالورود، بل قاتلت وخاضت معارك كثيرة وقاسية، القتال الذي خاضته سميحة أيوب ليس فيه عدوان على أحد، ولكنه قتال الفرسان الشرفاء الذين يدافعون عن هدف نبيل ويخوضون معاركهم من أجل إثبات الحق ورفع رايته العالية فوق جميع الرؤوس.

معارك فى المسيرة 
وقد بدأت المعارك في حياة سميحة أيوب منذ أن كانت صبية صغيرة تمشى على أطراف أصابعها في شوارع الحياة، وكانت المعركة الأولى الحساسة هي معركتها في بيتها ومع أهلها، فقد اعترض الأهل على دخولها معهد التمثيل، واعترضوا اعتراضاً أشد على تفكيرها في أن تكون فنانة ممثلة.

والحقيقة أن معركة سميحة أيوب مع أهلها كانت في جوهرها معركة مع المجتمع كله، فقد كان مجتمعنا حتى وقت قريب يرفض الاعتراف بأن فن التمثيل يمكن أن يكون مهنة، رغم ما حققه الفنانون الكبار والرواد، وفي مقدمتهم سميحة أيوب من انتصارات وألوان باهرة من النجاح والتوفيق، وقد استمدت سميحة أيوب من موهبتها الفطرية شجاعة كبيرة ساعدتها على الدخول إلى معهد التمثيل دون انتظار إذن من أهلها.

ومن ثم هي الفنانة التي استحقت اللقب بجدارة ، ولم يعد بعدها من يستحق أن يمنح ألقاب المسرح لأننا نفقتد إلى مفردات الممثلة التى تحمل نفس صفات سميحة أيوب.

إبداع وعطاء 
 ومن جانبها قالت الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، بأن سميحة أيوب تمثل روح المسرح المصري، وأنها لم تكن بحاجة إلى ألقاب لأن مسيرتها الطويلة جعلت منها أيقونة.

تنعى د. غادة سيدة المسرح العربي سميحة أيوب قائلة: كنت قريبة منها ومتابعة لها كتلميذة، وصديقة، فأنا تعلمت منها الكثير، لأنها من عمالقة المسرح ليس المصري فقط بل والعربي أيضًا، فهى صاحبة مسيرة فنية طويلة مليئة بالإبداع والعطاء، وهي جزء من وجدان جيل تربى على الرموز الثقافية، فقد بلغ رصيدها المسرحى فقط على مدى مشوارها الفنى ما يقرب من ١٧٠ مسرحية.

واشارت د. غادة نفتقد إلى من يقودون مسيرة المسرح أمثال سميحة ايوب، لأنها عملت ممثلة ومديرة للمسرح القومي، ومعلمة، ونجمة للسينما، إذ ظلت تحقق نجاحًا حتى فى مشاركاتها الأخيرة، ولا ننسي أنها شاركت كل الأجيال وآخرهم محمد هنيدي في " تيتة رهيبة" أحد اهم أدوارها، كانت سيدة للمسرح والسينما والتليفزيون، واستحقت اللقب بدون منازع.

الأم والصديقة 
عبر كثيرون عن حزنهم برحيلها لقربها منهم؛ قالت النجمة ليلى علوي التى ظلت تربطها بها صداقة قوية حتى آخر ايامها :" سميحة أيوب كانت من أقرب الناس إلي، وكنت أعتبرها مثل الأم التى تحيطنا بحبها وحنانها، وتطلبني فى كل مناسباتها، أفتقدها كثيرًا، فهي صديقتي وحبيبتي وصاحبة اللقب الأقرب الى معنى الموهبة فى عالم المسرح، وكنت استشيرها وتتعامل معي كابنة لها".
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية