تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : وداعًا للكماليات.. تغيير السلوكيات طوق النجاة من الغلاء
source icon

سبوت

.

وداعًا للكماليات.. تغيير السلوكيات طوق النجاة من الغلاء

كتب: رشا سعيد

في ظل أزمات الغلاء المتكررة ومحدودية الدخول، يصبح من الضروري تبنّي سياسة الشراء الرشيد لكل مستلزمات الأسرة من أسواق الجملة والمنافذ التي تدعمها الدولة لصالح المواطن البسيط، مع التخلي عن الكماليات والسلع الاستفزازية برضاء جميع أفراد الأسرة.

تغيير الأنماط الاستهلاكية
أكد الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد والخبير الاقتصادي، أنه في ظل ارتفاع الأسعار وموجات الغلاء، يجب على المواطن تعديل سلوكياته الشرائية والابتعاد عن الكماليات والاكتفاء بالضروريات والمتطلبات الأساسية، إلى جانب تعديل عاداته الاستهلاكية.

وأوضح أنه إذا كان الشخص معتادًا على تناول وجبة الإفطار في العمل، فيمكنه إعداد الساندويتشات في المنزل بدلاً من الشراء الخارجي، مما يوفر للأسرة الكثير، كما دعا ربات البيوت إلى العودة لطهي الطعام في المنزل كما كانت تفعل الأمهات قديماً، مثل تدميس الفول وإعداد الطعمية، فتصنيع هذه الوجبات منزليًا يوفر مبالغ كبيرة.

تحسين الدخل
وأشار د. الإدريسي، إلى ضرورة تغيير أنماط الاستهلاك بمزيد من الوعي حتى يمكن التعايش مع الرواتب المحدودة، وذلك بالتخلي عن الأقساط التي ترهق الأسرة بلا مبرر، خاصة تلك الخاصة بالكماليات، حتى وإن بدت عروض التقسيط جذابة، وأضاف أن كثيرًا من الأسر يذهب أكثر من نصف دخلها لسداد الأقساط، لذا من الأفضل البحث عن عمل إضافي بطرق شرعية تعتمد على الموهبة والمهارات بجانب الوظيفة الأساسية، لتحسين الدخل ومواجهة الغلاء.

البعد عن المظاهر والتقليد الأعمى
ويرى الخبير الاقتصادي، أن المظاهر والتقليد الأعمى أصبحا عبئًا على ميزانيات الأسر، حيث نجد أفراد الأسرة يمتلكون هواتف محمولة باهظة الثمن، حتى الأطفال، تقليدًا للآخرين، مما يرهق دخل الأسرة، وطالب بضرورة التعايش حسب الإمكانيات والتخلي عن الشراء العشوائي.

سياسة الاستغناء
من جانبها، أوضحت الدكتورة وفاء شلبي، أستاذ الإدارة بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، أن سياسة الاستغناء وتعويد الأطفال عليها منذ الصغر تعد وسيلة فعالة لعبور الأزمات الاقتصادية.

وأضافت أن على الأسر طهي الطعام في المنزل وعدم الاعتماد على الأطعمة الجاهزة، وتعريف الأبناء بحدودهم المادية والاكتفاء بالاحتياجات الأساسية فقط، مع تجنب الشراء عبر الإنترنت دون حاجة حقيقية، لأن ذلك يُثقل ميزانيات الأسر بما يفوق دخلها الشهري.

المرأة.. رمانة الميزان
وأشارت د. وفاء، إلى الدور المحوري للأم في تدبير ميزانية الأسرة الشهرية، واصفة إياها بـ«رمانة الميزان» في كل بيت، وأضافت أن كثيرًا من السيدات العاملات فضّلن الحصول على إجازات رعاية طفل بعد اكتشاف أن نفقات المواصلات والطعام والملابس تفوق رواتبهن، كما شددت على أهمية الشراء من أسواق الجملة ومنافذ الدولة، والتحلي بالحذر عند الشراء من العروض، مع التأكد من صلاحية السلع خاصة الغذائية، ويفضَّل التسوق في النهار دون اصطحاب الأطفال لتجنّب شراء السلع الاستفزازية.

التصنيع المنزلي
وأكدت أستاذة الإدارة، أهمية العودة للتصنيع والإنتاج المنزلي، موضحة أن الإنترنت يوفر شرحًا تفصيليًا لطرق صناعة أدوات النظافة والمنظفات وحتى أعمال التصليح، وأشارت إلى أن العديد من السيدات أصبحن يتعلمن مهناً بسيطة مثل السباكة والنجارة لتقليل النفقات.

التعايش بالمتاح
وترى د. وفاء، أنه يمكن لربة الأسرة الحصول على دورات في التفصيل لتصميم احتياجات الأسرة من الملابس والمفروشات، أو الشراء من أماكن التخفيضات والأوكازيون ومحلات «الأستوكات»، والمحال التي تبيع منتجات جيدة بأسعار مناسبة.

كما دعت إلى تقليل الاعتماد على الدروس الخصوصية قدر الإمكان، إذ تستطيع كثير من الأمهات متابعة أبنائهن بأنفسهن، وأكدت أن أهم عناصر النجاح هي الإدارة الجيدة والرغبة في التعايش بالمتاح، لأن صلاح الأسرة هو أساس صلاح المجتمع.

المشاركة الأسرية
وقالت الدكتورة هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء، إنه من المهم أن تجتمع الأسرة لوضع ميزانية الشهر بشكل تشاركي، بتحديد الدخل والنفقات والأولويات، لأن ذلك يُعلِّم الأبناء مبدأ التوازن بين الدخل والإنفاق، مع إمكانية إلغاء البنود غير الضرورية.

وأضافت أن على الأسر اتباع الاقتصاد الدوّار في الملابس والمفروشات والطعام، بإعادة تدويرها واستخدامها بشكل جديد وأنيق، كما كان يحدث قديماً عندما كانت الأخت الكبرى تعطي ملابسها لأختها الصغرى.

ترشيد المرافق
وشددت د. هالة، على أن ترشيد استهلاك المرافق يمكن أن يوفر مبالغ كبيرة يمكن توجيهها لبنود أخرى، من خلال فتح صنبور المياه عند الحاجة فقط، والاكتفاء بتشغيل شاشة تلفزيون واحدة، وغلق الإضاءة في الغرف غير المستخدمة، مؤكدة أن ذلك يحقق وفراً في فواتير الكهرباء والمياه، ويعيد "لَمّة الأسرة" التي نفتقدها.

إعادة تدوير الطعام
واختتمت د. هالة، بضرورة إعادة تدوير بقايا الطعام بدلاً من إلقائها في القمامة، بتحويلها إلى وجبات جديدة في يوم آخر، مما يقلل الهدر ويُناسب الظروف الاقتصادية الحالية، مؤكدة أن الاستخدام الرشيد لكل الموارد هو طوق النجاة من الأزمات.



 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية