أعد ديفيد كين تقريرا نشرته صحيفة واشنطن تايمز اليمينية المتشددة تحت عنوان "انتقادات أمريكية إسرائيلية في منتدى الدوحة الذي ترعاه قطر"، أشار في مستهله إلى اجتماع النشطاء العرب والتقدميين ومراكز الفكر والمسؤولين الحكوميين هذا الشهر في العاصمة القطرية الدوحة، بعد أيام من استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعرقلة مطلب وقف إطلاق النار في غزة.

ويلفت التقرير إلى أن منتدى الدوحة يُعقد سنويا منذ عام 2003، برعاية قطر، الدولة الإسلامية الثرية التي تفتخر بجهودها حسنة النية - ولكن التي يُساء فهمها في كثير من الأحيان - لحل الخلافات والنزاعات التي تعصف بالشرق الأوسط، وبين العالم الإسلامي والغرب.

ويشير التقرير إلى أن القول بأن الحضور هذا العام كانوا منزعجين سيكون أمرا بخسا، لأنه من المسرح وفي القاعات كان المتحدثون والحاضرون متفقون بالإجماع تقريبا على أن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، متورطة في إبادة جماعية ضد الفلسطينيين الأبرياء، الذين استولى اليهود على أراضيهم منذ أنشأ الغرب دولة إسرائيل.

ومن ثم يستنكر التقرير تجاهل المتحدثين للهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية في غزة في الـ 7 من أكتوبر الماضي ضد الإسرائيليين، أو عمليات الاغتصاب المزعومة، واحتجاز الرهائن التي أدت إلى قرار إسرائيل بالتخلص من حركة المقاومة، التي يصفها التقرير بالجماعة الإرهابية.

كما يستنكر التقرير أيضا عدم ذكر أي أحد أو حتى يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية قامت على مر السنين ببناء نظام أنفاق معقد بطول أميال تحت غزة مع مداخل مخفية، يزعم التقرير أنها غالبا ما تكون أسفل المدارس والمستشفيات أو بالقرب منها، حيث يمكنهم إطلاق الصواريخ على إسرائيل والاختفاء فيها بعد ذلك، كما حدث في أعقاب الهجوم الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في أكتوبر الماضي.

ومع إحجام الحضور عن الاعتراف بمزاعم التقرير السابقة، لم يكن هناك حاجة إلى تبرير أي منها، وأمضى الحضور يومين في شجب "جرائم الحرب" و"الجرائم ضد الإنسانية" و"القتل" و"الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل، حيث يطالب المتحدث تلو الآخر بمحاسبة إسرائيل عما يحدث الآن في غزة، وتحرير الأراضي المحتلة.

ويشير التقرير إلى أن العديد من الأمريكيين إلى جانب ألف أو نحو ذلك من الضيوف من جميع أنحاء العالم، وافق معظمهم على الموضوع، وكان الصينيون أيضا من بين الحضور.

كما انضم أيضا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من موسكو عبر الأقمار الصناعية بسبب مرضه بفيروس كورونا للانضمام إلى إدانة الغرب.

وإلى أن تحدث السيناتور ليندسي غراهام من ولاية ساوث كارولينا، كان لافروف هو المتحدث الوحيد الذي أشار إلى حماس وأدانها بسبب هجومها أولا على إسرائيل، ولكن سرعان ما حول لافروف اللوم عن الأمر برمته إلى الولايات المتحدة.

في حين دافع غراهام عن إسرائيل، وتساءل عن سبب تجاهل الفظائع (المزعومة) التي ترتكبها المقاومة الفلسطينية، ولماذا لم يكن هناك اعتراف برغبة حماس المعلنة في كثير من الأحيان في تدمير إسرائيل وقتل سكانها، ولماذا عرض رعاة المنتدى شريط فيديو للتدمير في غزة من دون الاعتراف بأنه تم إنتاجه وتقديمه ليس من قبل مراقبين أو مراسلين مستقلين ولكن من قبل حماس نفسها.