تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في ظاهرة أصبحت تتكرر، شهدت مستشفيات النساء والتوليد في مصر، اليوم الأحد 25 مايو 2025، ازدحاماً غير معتاداً، ما دفع بعض الأسر للبحث عن مستشفيات بديلة في محافظات مجاورة، اليوم الذي يحمل تاريخًا مميزًا من حيث الأرقام 25-5-25، أصبح وجهة مفضلة للعديد من العائلات التي تسعى لتوثيق لحظة ميلاد أبنائها في يوم " مميز" و" سهل التذكر"، أو يعتبرونه "جالبًا للحظ" أو "بركة للمواليد الجدد.
بين الرغبة في تواريخ لا تُنسى، والمعتقدات الثقافية، وضغوط المجتمع، وبين واقع طبي يتطلب التوازن والاعتدال، يظل "هوس الولادات" في الأيام المميزة ظاهرة متنامية تحتاج إلى نقاش مجتمعي هادئ وقرارات طبية صارمة، فالتاريخ قد يكون مميزًا، لكن الأهم أن تكون صحة الأم والطفل بخير.
ارتفاع الولادات اليوم
أكد الدكتور عمر حسن، استشاري أمراض النساء والتوليد ومستشار وزير الصحة لشئون السكان، أن الأيام ذات الأرقام المتناسقة والمميزة، مثل 25-5-2025، تشهد عادةً ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الولادات القيصرية، نتيجة الإقبال الكبير من الأسر على تحديد هذا النوع من الولادات في تواريخ "لا تُنسى".
وقال د. حسن أن أي يوم رقمه مميز، خصوصًا خلال هذا الشهر مثل 5، 15، و25-5، يشهد عادة زيادة في أعداد الولادات القيصرية، والسبب الأساسي هو رغبة العائلات في أن يولد أطفالهم في يوم له طابع خاص أو رقم سهل الحفظ.
وأضاف الظاهرة باتت ملحوظة في المستشفيات الخاصة خاصة للقدرة على حجز موعد الولادة في توقيت معين، حيث يلجأ عدد كبير من الأسر إلى جدولة الولادة القيصرية مسبقًا وفقًا للتاريخ، وليس بناءً على الحالة الطبية فقط، وهو ما يشكل عبئًا على الأطقم الطبية، خاصة إذا تزامن مع حالات طارئة.
حجوزات مسبقة
يؤكد الدكتور محمد أنور، استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم، أن الوضع اليوم في العديد من المستشفيات وصل إلى ذروته بسبب الولادات القيصرية المجدولة مسبقًا، ويقول: "كل المستشفيات تقريبًا كملت النهاردة"، الناس حجزت تقريباً من أول الشهر للولادة يوم 25-5، والطلب على الولادة في هذا اليوم غير طبيعي، لأنها ليست حالات طوارئ، بل أغلبها قيصريات مخطط لها من فترة طويلة.
وتابع نحن لاحظنا نفس الظاهرة في تواريخ مثل 5-5 أو 15-5، والمستشفيات تستعد قبلها بأسابيع للقدرة ان على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة والتي تمثل ضغط قوي على المستشفيات والفرق الطبية، متابعا المشكلة ان هذا الضغط قد يؤثر على الحالات الطارئة التي من الممكن ان تحتاج إلى الحجز بالمستشفى، ولكن فجأة لا يوجد لها مكان.
ولادة في يوم "مميز"
تقول سارة، وهي أم وضعت مولودها اليوم في أحد مستشفيات القاهرة: "أنا وباباه كنا متفقين من بدري إننا عايزين يوم مميز، لما الدكتور قال إننا ممكن نعملها قيصرية الأسبوع ده، اخترنا 25-5 على طول، التاريخ حلو وسهل، وكمان هيفضل ذكرى مميزة".
الضغوط على الأطقم الطبية
في المقابل، يحذر عدد من الأطباء من أن ظاهرة الولادة في تواريخ مميزة تضيف أعباء كبيرة على الأطقم الطبية، فبدلاً من توزيع الولادات على مدار الشهر بشكل طبيعي، تتكدس العمليات في أيام معينة، ما يؤدي إلى إرهاق الفرق الطبية وزيادة احتمالات وقوع أخطاء.
الدكتورة إيمان عبد الجواد، أخصائية النساء والتوليد، تقول: نحن نتعامل مع ضغط غير طبيعي في هذه الأيام، متابعة "شغالين عمليات من أول اليوم لحد آخره، وده مش صحي لا للطاقم الطبي ولا للأمهات، وخلينا نكون واضحين، مش كل سيدة قيصرية حالتها تستدعي إنها تولد في تاريخ محدد، لكن الضغط الاجتماعي بيخليهم يصروا".
وأوضحت السبب وراء هذا الإقبال على أيام ذات أرقام مميزة لا يقتصر فقط على سهولة التذكر، بل يمتد إلى معتقدات ثقافية واجتماعية، بعض الأسر ترى أن ولادة الطفل في تاريخ "جميل" يجلب له الحظ والسعادة، بينما يحرص البعض الآخر على "تناسق" تواريخ ميلاد أفراد الأسرة، خصوصًا في ظل انتشار التوثيق الرقمي وبطاقات الهوية الرقمية.
دعوات لترشيد الولادات القيصرية
وتؤكد د. إيمان؛ أنه مع تكرار هذه الظاهرة، يجب تقديم الوعي للأسر بأن الولادة لابد أن تكون مبنية على الحالة الصحية للأم والجنين، وليس فقط اختيار تاريخ معين، فبعض الأطباء يخضعون لضغوط من العائلات لتنفيذ العمليات في تواريخ معينة، رغم أن الأفضل طبيًا هو الانتظار حتى اكتمال الحمل أو الولادة الطبيعية إن أمكن.
كما دعا الدكتور عمر حسن إلى ضرورة توعية المجتمع بأهمية الولادة في توقيتها الطبيعي ما أمكن، وعدم الانسياق وراء اختيارات شكلية قد لا تتوافق مع الأفضل طبيًا للأم والجنين، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة تعمل حاليًا على تعزيز التثقيف الصحي وتدريب الفرق الطبية على التعامل مع ظاهرة ارتفاع معدلات
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية