تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لا تتوقف إسرائيل عن وضع الخطط غير الإنسانية للتنكيل بسكان قطاع غزة ودفعهم نحو الهجرة، ويُعدُّ حصر توزيع المساعدات في منظمة تابعة لها – تقتصر على توزيع سلة غذاء واحدة أسبوعيًا لكل أسرة – نموذجًا لتلك المخططات، وفقًا لخبراء.
من القصف إلى التجويع
مصطفى أبو عمشة، الباحث المتخصص في الشئون الفلسطينية، أكد أن المخططات غير الإنسانية لإسرائيل لم تتوقف منذ 7 أكتوبر 2023، وهدفها الأساسي دفع سكان غزة نحو الهجرة، وأضاف؛ التجويع جزء من هذه المخططات، إذ يدرك الجانب الإسرائيلي أن وصول الإنسان إلى مرحلة الجوع يدفعه لفعل أي شيء لسد رمقه، مما يضعه على حافة الموت.
مؤكداً أن هذا المسار غير الإنساني وغير الأدمي، الذي يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة، تمارسه إسرائيل بشكل ممنهج منذ 17 شهرًا ضد أهالي القطاع، بهدف دفعهم لاقتحام الحدود المصرية، وهو ما لن تقبله مصر.
حقيقة منظمة "إغاثة غزة"
وأشار أبو عمشة إلى أن ما يُطلق عليه "منظمة إغاثة غزة"، التي بدأت عملها منذ أيام، هي منظمة "ظاهرها إنساني"، لكنها في الحقيقة تؤدي دورًا خفيًا وراء الكواليس، مشيرًا إلى أنها "صناعة أمريكية-إسرائيلية" تهدف إلى تمرير خطة النزوح القسري للفلسطينيين تحت غطاء المساعدات.
وأضاف: "المنظمة، التي تتخذ من جنيف مقرًا لها وتزعم الولايات المتحدة أنها مستقلة، ترتدي عباءة الإنسانية، إلا أن استقالة رئيسها التنفيذي جيك وود – الجندي السابق في مشاة البحرية الأمريكية – عشية بدء عملها، واعترافه بعدم قدرته على الالتزام بالمبادئ الإنسانية والحياد، يكشف حقيقتها".
إحلال تدريجي محل "الأونروا"
ولفت الباحث إلى أن المنظمة تُعدُّ بديلًا مدروسًا لـ "الأونروا"، بعد شهر من قرار الحكومة الإسرائيلية بحظر عمل المنظمة الأممية ذات الدعم العربي والأوروبي، مؤكداً أنه إذا كانت النوايا إغاثية حقًا، فلماذا يتم استحداث منظمة جديدة بعيدًا عن الإشراف الدولي، بدلًا من تعزيز دور 'الأونروا' ذات الخبرة الواسعة في العمل الميداني؟
واختتم حديثه بالقول: "الهدف واضح: تجويع سكان غزة وإيصال رسالة مفادها أن من نجا من الموت تحت القصف لن ينجو من الموت جوعًا".
الدور الأمريكي شريك في الجريمة
من جانبه، اعتبر صلاح لبيب، الباحث في العلاقات الدولية، أن توزيع المساعدات في غزة تحت مظلة جهة أمريكية بعد 70 يومًا من التجويع "دليل واضح على تورط واشنطن في المخطط".
وأضاف؛ الشركة الأمريكية التي يديرها عناصر إسرائيليون، ويؤمنها الجيش الإسرائيلي، فشلت في تأمين موقع التوزيع بعد ساعات فقط من تشغيله، بعد اقتحام آلاف الغزاويين – الذين عانوا من التجويع لأكثر من شهرين – للمخازن.
من "الأونروا" إلى الفوضى العارمة
وأشار لبيب إلى أن مخطط التجويع بدأ مبكرًا بـاتهام "الأونروا" بدعم حماس، ثم تقليص عدد الشاحنات الداخلة إلى القطاع، وفرض سياسات تفتيش صارمة، وانتهاءً باتهام حماس بالاستيلاء على المساعدات، وقال: "كل هذه حجج واهية لتبرير سياسة التجويع والسيطرة على مقدرات الحياة في غزة".
وأكد لبيب أن الفوضى العارمة التي تسببت فيها الشركة الأمريكية، بما في ذلك إطلاق النار وقنابل الغاز على نازحين جوعى، ستؤدي إلى كوارث إنسانية أشد. واختتم بالقول: "وصول غزة إلى هذه المرحلة من الجوع هو نتيجة الدعم غير المحدود من الإدارة الأمريكية للجرائم الإسرائيلية دون رادع".
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية