تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
انتشرت خلال الأسابيع الماضية موجة من الفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تيك توك وانستجرام، تزعم أن تناول وجبة سريعة تتكون من المياه الغازية والبطاطس المقلية يمكن أن يخفف بشكل فعّال من نوبات الصداع النصفي.
وبينما تباينت ردود الأفعال بين من وصفوا هذه التجربة بأنها "منقذة للحياة"، وآخرين اعتبروها غير علمية وخطيرة، فقد دخلت هيئات إعلامية كبرى على الخط، من بينها شبكة BBC البريطانية، التي عرضت وجهات نظر طبية حول هذا الأمر مؤكدة أن تلك الوجبة بالفعل تعالج الصداع النصفي، وتم إطلاق اسم على هذه الوجبة Migraine Meal في إشارة إلى أنها وجبة الصداع النصفي.
سلاح ذو حدين
أوضح الدكتور مصطفى البحيري، استشاري التغذية العلاجية، أن "التريند" الجديد الذي يزعم أن تناول مياه غازية مع بطاطس مقلية يقضي على الصداع النصفي في دقائق هو سلاح ذو حدين، فبعدما وثق العديد من مستخدمي منصة "التيك توك" هذا الأمر بدأ كثيرون يتناولون تلك الوجبة للقضاء على هذا الألم المزعج.
وهناك بالفعل أسس علمية تفسر أسباب القضاء على الألم خلال دقائق معدودة، هذا ما أكده د. البحيري:
- المياه الغازية وبالأخص "السوداء" تحتوي على مادة الكافيين والتي تساعد على تضييق الأوعية الدموية المتوسعة أثناء نوبة الصداع النصفي، مما يقلل من الإحساس بالألم، لافتًا إلى أن أدوية الصداع النصفي تحتوي أيضًا على الكافيين كمكون رئيسي.
- البطاطس تحتوي على الكربوهيدرات والتي تساعد على ارتفاع سكر الدم، لأن انخفاضه يُعتبر أحد محفزات الصداع النصفي.
- استهلاك الكربوهيدرات البسيطة الموجودة في البطاطس والسكر الموجود في المشروبات الغازية قد يرفعا معًا الجلوكوز بسرعة ويخفف الأعراض.
- الملح الموجود في البطاطس يعمل على القضاء على الصداع النصفي أيضًا، لأن نقص الصوديوم قد تثير أو تزيد حدة الصداع، لذا فإن تناول كمية معتدلة قد يُعيد التوازن.
أضرار لا تعد ولا تحصى
وأكد د. البحيري أن هذا التفسير لا يمنع على الإطلاق الأضرار العديدة من تناول المياه الغازية والبطاطس المقلية والتي لا تعد ولا تحصى، فالمياه الغازية (سواء كانت محلاة بالسكر أو الدايت) هي مشروبات تحتوي على كميات كبيرة من السكر أو المحليات الصناعية، والكافيين، وحمض الفوسفوريك، وتعد من بين أكثر المنتجات الغذائية ضارة طبيًا، وأبرز مخاطرها زيادة الوزن والسمنة، والسكري من النوع الثاني وهشاشة العظام وتسوس الأسنان، ومشاكل الكلى، بالإضافة إلى اضطرابات النوم والقلق.
أما مخاطر البطاطس المقلية، فالقلي في الدهون المتحوّلة والمشبعة يزيد من الكوليسترول الضار (LDL) وتخفض الجيد (HDL)، مما يؤدي إلى زيادة خطر أمراض القلب والشرايين، بالإضافة إلى السمنة المفرطة ورفع ضغط الدم.
وهناك دراسة نُشرت في American Journal of Clinical Nutrition بيّنت أن الأشخاص الذين يتناولون البطاطس المقلية أكثر من مرتين أسبوعيًا معرضون بنسبة 17% أكثر لأمراض القلب.
ومن هنا أكد د. البحيري أن هذا "التريند" له مخاطر جسيمة على العديد من الأشخاص فهو غير مناسب لمن يعاني من السمنة، أو لديه مشاكل في القلب أو ارتفاع ضغط الدم، ومن الأفضل عند الشعور بالصداع النصفي التوجه إلى الطبيب المختص لعلاجه خاصة إذا كان مستمر أو متكرر.
اضطراب عصبي
ومن جانبه يصف الدكتور أحمد عادل، استشاري المخ والأعصاب، الصداع النصفي (Migraine) بإنه ألم لا يشبه الصداع العادي، لأنه اضطراب عصبي مزمن، وآلامه شديدة ويصاحبها أعراض أخرى مثل عدم القدرة على النظر أو الأبصار في الضوء الشديد أو سماع صوت عالي، وأحيانا يشعر المريض بالغثيان، وهو يصيب أكثر من مليار شخص حول العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وتعد النساء أكثر عرضة له بثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال، وفقاً للدراسة التي نٌشرت عن الأكاديمية الأوروبية لأبحاث الألم (EFIC)فالصداع النصفي يصيب نحو 15% من سكان العالم.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الصداع النصفي يُعد من بين أكثر عشرة أمراض مسببة للإعاقة عالميًا، ويصيب نحو 1-7 أشخاص، مع تكرار نوباته بشكل يؤثر على جودة الحياة.
أسباب الصداع النصفي
ويتابع د. أحمد عادل حديثه عن الصداع النصفي ويقول إن الصداع النصفي هو صداع نابض، وفي الأغلب يصيب جانب واحد من الرأس، وتستمر نوباته من ساعات وحتى ثلاثة أيام، فهناك كثيرون يشتكون بأنهم ينامون ويستيقظون والآلام مستمرة معهم، وهو يختلف عن الصداع العادي بحدة الألم وارتباطه بأعراض عصبية إضافية حيث يحدث تغيرات في الرؤية أو الإحساس، ومن أهم مسبباته:
- تقلبات هرمون الأستروجين قبل الدورة الشهرية أو خلال الحمل وانقطاع الطمث.
- النوم لفترات قصيرة أو طويلة، أو النوم غير المنتظم.
- القلق المزمن أو الضغوط النفسية قد تؤدي إلى نوبة صداع حادة.
- الضوء الساطع، والأصوات العالية.
- الروائح القوية (مثل العطور أو الدخان أو البخور) خاصة ممن لديهم مشاكل في الجيوب الأنفية.
- ارتفاع درجة حرارة المناخ والضغط الجوي المرتفع أو انخفاض درجة الحرارة المفاجئ قد يكون محفزًا لدى البعض للصداع النصفي.
أراء الجمعيات المتخصصة
جمعية الصداع النصفي البريطانية (The Migraine Trust) أشارت إلى أن ما يقدمه هذا "العلاج الغذائي" لا يعدو كونه تسكينًا مؤقتًا للأعراض، خاصة في المراحل المبكرة من النوبة، لكنها حذرت من أن الإفراط في الكافيين أو الملح قد يفاقم الصداع أو يؤدي إلى صداع ارتدادي، خاصة عند الاعتماد اليومي عليه، وأكدت في النهاية أن "الوجبة ليست علاجًا رسميًا أو بديلًا للأدوية، بل تجربة فردية لبعض المرضى تستند إلى آليات بيولوجية مؤقتة."
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية