تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : هل تشك في نجاحك؟ "متلازمة المحتال" تصيب العقول المبدعة
source icon

سبوت

.

هل تشك في نجاحك؟ "متلازمة المحتال" تصيب العقول المبدعة

كتب:شيماء مكاوي

نجاح كبير، إشادة من الجميع، لحظات مفصلية في حياتك المهنية، ومع ذلك شعور داخلي دائم أنك لم تفعل شيئًا تستحق عليه هذا التقدير، هذا الشعور يعرف باسم "متلازمة المحتال"، وهي حالة نفسية تجعل الشخص يستخف بإنجازاته ويقلل من قيمتها، رغم كل النجاحات التي حققها.

الفنانة ياسمين العبد كشفت مؤخراً عن معاناتها مع هذه المتلازمة، بعد نجاحها في تقديم حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، مما أعاد الضوء على هذه الظاهرة التي تصيب كثيرين من الناجحين في مجالات مختلفة.

في هذا السياق، تحدثت الدكتورة بسمة محمود استشاري نفسي: قد يشعر بعض الأشخاص بأن نجاحهم لم يكن حقيقيًا، وأنهم لم يحققوا شيئًا يستحق التقدير، هذا الشعور النفسي يعرف باسم "متلازمة المحتال"، أو ظاهرة المحتال، حيث يعيش الفرد صراعًا دائمًا بين تقديره لنفسه وبين نظرة الآخرين له، رغم إشادة المحيطين بقدراته وإنجازاته.

وتابعت، متلازمة المحتال ليست مرتبطة بالوظائف أو المناصب، بل يمكن أن تصيب أي شخص مهما كان عمره أو دوره الاجتماعي، وتتسبب في شعور دائم بأن الإنجازات كانت مجرد حظ أو مساعدة من الآخرين، وليس نتيجة مهارات وجهد شخصي حقيقي.

يُظهر المصابون غالبًا براعة واضحة، ويكسبون احترام وإعجاب الآخرين، إلا أن شعورهم بالنقص يظل قائمًا، وقد أظهرت الدراسات أن نحو 25-30% من الأشخاص المتميزين قد يعانون من المتلازمة، وأن 70% من البالغين يشعرون مرة واحدة على الأقل في حياتهم بهذا المشاعر المتضاربة.

الأسباب والعوامل المؤثرة
تتعدد العوامل التي تساهم في ظهور متلازمة المحتال، من أبرزها حسبما أكدت د. بسمة:

1. البيئة المحيطة:
- التركيز المفرط على تحقيق درجات عالية أو التميز.
- الانتقاد الزائد للأخطاء.
- المدح المبالغ فيه للقدرات الذهنية للأطفال.
- المقارنات المستمرة بين الأشقاء أو الأقران.
- دخول بيئات جديدة، مثل عمل أو دراسة جديدة، يزيد من شعور الحاجة إلى إثبات الذات.

2. الصفات الشخصية:
- التوتر والقلق المفرط.
- ضعف الثقة بالنفس والشعور بعدم الأمان الداخلي.
- السعي المستمر للكمال، والخوف من ارتكاب أي خطأ.

وتعتبر النساء، أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة، وخصوصًا في المجالات التي يهيمن عليها الرجال، كذلك الأقليات التي تشعر بالاختلاف أو بأن كفاءتها أقل من المحيطين بها، بالإضافة إلى أصحاب المراكز الرفيعة أو الوظائف ذات المسئولية العالية، حيث يزيد الضغط لتقديم أفضل أداء.

التقليل من تأثير المتلازمة
ونصحت الاستشاري النفسي بعدة خطوات عملية للتقليل من تأثير المتلازمة بالتركيز على الحقائق وذلك بتذكر الإنجازات والأهداف التي تم تحقيقها بدلًا من الانغماس في المشاعر السلبية، ومكافأة النفس والإقرار بالنجاحات الصغيرة والكبيرة وتقدير الجهد المبذول، والانضمام لمجموعات دعم من خلال التحدث مع أشخاص يمرون بنفس التجربة يساعد على مواجهة المخاوف.

وأضافت، وعدم الاستسلام للمخاوف والتعامل مع القلق والخوف كفرص للتحسين وليس كدليل على الفشل، وتحدي النفس والخروج من منطقة الراحة وتجربة مهام جديدة لتوسيع الثقة بالقدرات.

وتقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للحد من الضغط النفسي الناتج عن مقارنة الذات بالآخرين، واللجوء للأهل أو المختصين لتقديم الدعم النفسي وإعادة صياغة المعتقدات الداخلية.

مضاعفات المتلازمة
تؤدي متلازمة المحتال إلى بعض العواقب السلبية، منها التسويف وتأجيل المهام حتى اللحظات الأخيرة، وبذل جهد ووقت أكبر مما هو مطلوب، وزيادة التوتر والقلق المستمر، وقد يصل إلى الاكتئاب أو العزلة الاجتماعية، وحساسية مفرطة للنقد حيث تختلف الاستجابة بين الرجال والنساء، فالرجل يواجه النقد بالقلق، والمرأة تزيد من جهدها لتقديم الأفضل.

لا قيمة للنجاح
ومن جانبها، أكدت الدكتورة إيمان عبد الله استشاري نفسي، إن متلازمة المحتال واحدة من الحالات النفسية الشائعة، حيث يشعر الإنسان، رغم كل إنجازاته ونجاحاته، بأنه لا يستحق ما وصل إليه، وأن كل جهوده ليست ذات قيمة حقيقية. المريض يعاني من شعور دائم بعدم الاستحقاق، وغالبًا ما يقول لنفسه: "أنا لم أفعل شيئًا يستحق التقدير.

وتابعت، حتى عندما يثني الآخرون على نجاحاته، يظل يشعر بأن إنجازاته أقل من الواقع، وأنه لا يمتلك القدرات التي يشيد بها الجميع، هذا الشعور الداخلي يجعل الشخص المصاب يقلل من قيمة جهوده، ويشكك في نفسه باستمرار، على الرغم من إشادة الآخرين بقدراته وإبداعه.

وأوضحت أن أعراض متلازمة المحتال تتمثل في الاعتقاد بأن أي نجاح تحقق كان مجرد حظ أو صدفة، أو نتيجة مساعدة الآخرين وليس قدراته الشخصية، مع تأجيل المهام المطلوبة خوفًا من الفشل، بينما يقوم أحيانًا بتنفيذها تلقائيًا، والسعي وراء المثالية الزائدة لتغطية شعور النقص الداخلي، والمقارنات المستمرة مع الآخرين في الحياة الشخصية والمهنية، ما يؤدي إلى شعور دائم بالنقص.

البيئة الأسرية الصارمة 
وأسباب الإصابة بالمتلازمة متعددة، منها حسبما أكدت د. إيمان البيئة الأسرية الصارمة التي لا تسمح بالخطأ وتضع قواعد صارمة بشأن السلوك والنجاح، وتجارب الطفولة التي تتضمن مقارنة مستمرة مع الأشقاء أو المحيطين، والضغط المجتمعي للظهور بمظهر قوي وناجح، مما يدفع الشخص لمحاولة إرضاء الجميع باستمرار.

العلاج واكتشاف الإصابة
ويمكن مواجهة هذه المتلازمة من خلال طرح أسئلة تساعد الشخص على التعرف على إنجازاته الحقيقية وإدراك قيمتها، حسبما أكدت الاستشاري النفسي مثل: ما الذي أنجزته فعليًا؟  ماذا تعلمت من هذه التجربة؟ ما أثر ما فعلته على الآخرين؟
كما ينصح المصابون بالتوقف عن المقارنات المستمرة مع الآخرين، وممارسة تمارين الاستشعار الذاتي للنجاح، وتلقي دعم من المحيطين لتذكيرهم بإنجازاتهم، العقل الداخلي للمريض غالبًا يحاول إقناعه بعدم استحقاقه للنجاح، ولكن مواجهة الواقع بما أنجزه فعليًا هو الحل الفعال للخروج من هذه الحالة.

أنماط المحتال
وأكدت أن هناك 5 أنماط لمتلازمة المحتال وهي:
نمط الخبير:
يشعر بأنه بحاجة لمعرفة كل شيء قبل اتخاذ أي خطوة.
نمط المثالي: لا يرضى إلا بالنتيجة المثالية، وأي خطأ بسيط يجعله يشعر بالفشل.
نمط العبقري: يظن أن النجاح يجب أن يأتي سريعًا، ويشك في قدراته إذا تطلب الإنجاز وقتًا أو جهدًا.
نمط العازف المنفرد: لا يطلب المساعدة، ويصر على إنجاز كل شيء بمفرده.
نمط المجتهد: يقيس نجاحه بعدد المهام المنجزة، ولا يتوقف عن العمل حتى يرهق نفسه.

عوامل تغذي استمرار المتلازمة
هناك بعض العوامل التي تساعد على تفاقم الاعراض واستمرار الإصابة بالمتلازمة منها؛ الخوف الدائم من الفشل، الصوت الداخلي الذي يكرر شعور الدونية بعدم الاستحقاق، والسعي المستمر للقبول الاجتماعي، بما يجعل الشخص يحاول إرضاء الجميع.

رسائل قصيرة
تركز خطة العلاج على إعادة تعريف الاستحقاق وإدراك الإنجازات، وتشمل جلسات نفسية تهدف لتعديل المعتقدات غير المنطقية، وإعطاء المريض رسائل قصيرة لتذكير المريض بما تعلمه وما أنجزه، والتأكيد أن الشك شعور وليس حقيقة، تمارين لتعزيز شعور الأمان الداخلي وتحويل الخوف إلى دافع للنجاح.
وتؤكد د. إيمان أن الدراسات النفسية، ومن بينها النظرية المعرفية السلوكية، وضحت قدرة الإنسان على تعديل معتقداته غير المنطقية، وإعادة بناء نظرته لنفسه ولإنجازاته، بما يعزز ثقته بنفسه ويكسر دائرة الشعور بعدم الاستحقاق.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية