تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : هل المخدرات والمسكرات لها علاقة بالإبداع؟
source icon

سبوت

.

هل المخدرات والمسكرات لها علاقة بالإبداع؟

كتب:محمود جودة

نجيب على السؤال المهم:

 هل المخدرات والمسكرات لها علاقة بالإبداع؟

تختلف أجواء الإبداع والإلهام عند المبدعين، عنها عند العاديين، ولكل مبدع منطقة محببة يقتبس منها إلهامه وإبداعه، حيث يهيم عقله في سماء الطبيعة، ليفكر ويخرج أفضل ما في قدرته من إبداع، وقد اكتشف ذلك "نيوتن" حين كان جالسا ووجد ثمرة تسقط من شجرة على الأرض، ففكر لماذا سقطت لأسفل وليس لأعلى، ومن هنا ظل يفكر ويفكر حتى اكتشف قانون الجاذبية الأرضية.

في العصر الحديث، اختلفت قوانين الإبداع، فيظن الكثير من المشاهير والنجوم أنهم لن يستلهموا إبداعاتهم إلا وهم مغيبون عن العقول، سواء كان ذلك من خلال تعاطي المخدرات، أو المسكرات.. تساؤلات عديدة أجبنا عليها في السطور التالية، ومن أهمها، لماذا يلجأ بعض المشاهير ونجوم المجتمع لتعاطي المخدرات أو تناول المسكرات؟، وهل لذلك ارتباطا بالإبداع؟، وهل يوجد أساس علمي يدل على ذلك؟.
 المشاهير
 يؤكد كثيرون ان فنان الشعب "سيد درويش"، كان يتعاطى الكوكايين، ولكن هذا لا ينفى أنه وفي الوقت نفسه هو صاحب النهضة الموسيقية في مصر، وقدم أكثر من 200 أغنية، و75 لحنا وطنيا، و20 أوبريت لازالت تقام الاحتفالات بذكراه حتى الآن.
وحديثا، ألقت السلطات المصرية، القبض على عدد من الفنانين وبحوزتهم مواد مخدرة سواء اثناء عودتهم من الخارج في مطار القاهرة، او اثناء تعاطيهم المواد المخدرة داخل السيارات او في الشقق المفروشة، والبعض منهم كان يتم القبض عليه اثناء قيادتهم سياراتهم وهو في حالة سكر.
الطب النفسي
 هناك معتقدات لدى البعض، بأن تغيير حالة الوعي تعمل على تغير القدرة على الإبداع، حسب تأكيد د. على شوشان، الطبيب والمعالج النفسي، موضحا أن تعاطي المواد المخدرة أو المسكرة، قد تجعل الشخص في حالة وعي جزئي، مما تقلل من شعوره بضغوط الحياة، أو ما يمر به من مشاعر سلبية، متوهما أنه في حالة مزاجية جيدة.

فبعض المبدعين سواء الرسامين، أو الكتاب، أو الفنانين، أو غيرهم، يحتاجون إلى عدم الشعور بأي ضغط نفسي، أو الأمور التي تسبب الأرق، لكي تزيد قدرتهم على الإبداع، وبالتالي يعتقدون بأن هذه المواد تساعدهم على تجاهل المشكلة الرئيسية.

 وأشار شوشان، إلى أن بعض المشاهير من كبار المبدعين، بل والحاصلين على جوائز على أعمالهم الفنية، يحاولون التحايل على مستوى اليقظة لديهم من خلال العديد من العوامل المساعدة، وبالنسبة لهم تعتبر المواد المخدرة أو الخمور أحد هذه العوامل، ولذلك يلجئون لتعاطيها.
المزاجية والنرجسية

 وتنحصر طبيعة تلك الشخصيات - حسب شوشان - بين المودية "المزاجية"، والنرجسية، حيث يحتاجون للوصول إلى درجة معينة من التركيز، بشكل أعلى من المعدل الطبيعي، وخاصة بعض الشعراء، والملحنين، والمطربين، والممثلين، والكتاب، سواء في مصر أو العالم العربي.

وقال أن هناك أساسا علميا نجده في دراسات أجنبية، تبين أن هناك علاقة بين حالة الإبداع وتعاطي بعض المواد المخدرة وتحديدا الحشيش، ويطلقون عليها عملية "توسيع الوعي"، وهي حالة من الدعم أو الإدراك الوهمي، ولكن ليس بالضرورة أن كل متعاطي مبدع، ويسمح بنشر تلك الدراسات في الدول الأوروبية التي لا تجرم أو تحرم بعض المواد المخدرة.

وأوضح أن هناك أنواعا محددة، يعتقد البعض أنها تساعد على توسيع الوعي، مثل العقاقير التي تسبب الهلوسة، ومخدر الحشيش، حيث تؤدي إلى تصور الشخص وإدراكه للواقع بمشاعر تبدو أنها حقيقة، وكل نوع من المواد المخدرة له تأثير مختلف عن الآخر، ولذلك نجد أن بعض المبدعين، يلجؤون لتعاطي أنوع مخدرة محددة، لتساعدهم على التفكير بطريقة مختلفة ومبتكرة، رغم أنها مجرمة قانونا في مصر، ويخضع متعاطيها للعقاب حتى وإن كان من المشاهير أو المبدعين، فمكانتهم ليست مبررا لإعفائهم.

أساس علمي
 وقال د. علي شوشان، هناك جدلا كبيرا حول تأثير الحشيش على الإبداع، فبعض الدراسات تشير إلى أنه يمكن أن يغير حالة الوعي، ويوفر حالات مزاجية مختلفة قد تدعم الإبداع ومنها الاسترخاء، وقد يخفف من التوترات النفسية لدى البعض، خاصة في حالات تناوله لتخفيف الآلام الجسدية.

 على الجانب الاخر، هناك دراسة هولندية، تؤكد على أن الحشيش قد يعيق الإبداع، ويؤثر سلبا على القدرات العقلية والإنتاج الفكري، وقد يسبب مشكلات نفسية وعقلية مثل القلق والاكتئاب، والإدمان، وقد يسبب ظهور أعراض منها الهلوسة.

 الفنان والمواطن العادي

 بعض الفنانون في مصر لا يفرقون كثيرا عن المواطن العادي، ولذلك نجد بعضهم قد يلجأ إلى تعاطي بعض المواد المخدرة، أو المسكرة، فهناك العديد من المراحل لوصول الفنان للشهرة، حسب الناقدة الفنية، ماجدة موريس، ومن تلك المراحل أنه إنسان طبيعي، يتعامل بتلقائية شديدة، ومع وصوله لمرحلة الشهرة يبدأ في الحذر وتفادي الوقوع في الأخطاء أمام الجمهور.
وتضيف ماجدو موريس أن هناك بعض من الفنانين لا يستطيعون التوقف عن تلك العادات السيئة، بسبب الضعف الإنساني، أو الضغوط النفسية والمجتمعية، وباعتبارهم شخصيات عامة يهاديهم الأشخاص تلك المواد المخدرة، على أساس أنها تخلصهم من الضغوط، وبالتالي تحسين الإنتاجية في العمل الفني والإبداع فيه.

 القدوة الفنية

 وقالت ماجدة موريس، ليس بالضرورة أن يكون هناك رابطا بين الإبداع الفني أو الابتكار وتعاطي المواد المخدرة، رغم أن بعض الفنانين يتوهمون وجود هذا الرابط، وخاصة حال مرورهم بضغوط تعاطوا فيها إحدى هذه المواد، ورأوا أنها كان لها تأثيرا إيجابيا عليهم في عملهم الفني، أو عندما يرون قدوة فنية ناجحة تتعاطى المخدرات وتتناول المسكرات، بينما تظهر حالتها المزاجية بأنها جيدة، مع كونهم مبدعين في مجالها، مما يترتب عليه حب البعض للتجربة، متوهمين خطئا أنها مواد مساعدة لتحقيق الشهرة والإبداع، وفي حال توافر الفرصة لا يمانع في التعاطي.

 الفنان المصري ملهم بطبيعته، وشخصية جاذبة داخل وخارج مصر، ولذلك يقدم لهم العاديين المخدرات تعبيرا عن حبهم لهم، فيكونون يدا خفية تساعد الفنان على الإدمان، ويلقون على أنفسهم "أصحاب مزاج"، وخاصة إذا توافرت لديهم عوامل القبول، من الاستعداد أو الضغط النفسي.

 وأكدت على أن هناك بعض المشاهير شأن العاديين، يفتقدون للثقافة بمخاطر تلك المواد، أو يقعون تحت تأثير أزمة أو حالة نفسية شديدة، وإن اختلفت أسبابها ولكنها تجعلهم غير مسيطرين على تفكيرهم، مما توقعهم في الفخ، فيصبحون فريسة سهلة لتلك لعروض الدعوة للتعاطي.

خطر على الجمهور

 واستكملت ماجدة موريس، يقع الجمهور في الخطر، فهو معجب ومتأثر بهؤلاء المشاهير، ومنهم المحبين بنسب طبيعية، ومنهم الملهمين بهم، ويعتبرونهم قدوة لهم، فعند انتشار أو تأكيد خبر تعاطي أحد المشاهير، يحدث للجمهور هنا في أزمتين هما:

 الأولى: انهيار هذه القدوة المبدعة، وتشوه الصورة الذهنية المرسومة تجاهها، والتي من المفترض أن تكون مثالية إلى حد كبير.

 الثانية: التأثير السلبي على الجمهور وخاصة الشباب والأطفال، في محاولة التقليد الأعمى، دون ثقافة أو وعي بمخاطر المخدرات أو المسكرات، كما أن عدم مراقبة الأسرة هنا، يضع هذه الفئات في مخاطر كثيرة.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية