تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
سبوت
.
نيوزويك: ضبط النفس الذي اتبعه بايدن كان إشارة ضعف إلى إيران التي توجه أنظارها صوب البحر الأحمر
كتب المعلق غوردون تشانغ مقالاً نشرته مجلة نيوزويك بعنوان "ضبط النفس الذي اتبعه بايدن كان إشارة ضعف إلى إيران، التي توجه أنظارها صوب البحر الأحمر"، استهله قائلاً إنه بعد أن أغلقت إيران البحر الأحمر ومعه قناة السويس من خلال وكيلها، الحوثيون، يهدد الحرس الثوري الإسلامي الإيراني الآن بإغلاق مسطح مائي كبير آخر.
إذ قال اللواء محمد رضا نقدي الشهر الماضي، "سينتظرون قريباً إغلاق البحر الأبيض المتوسط وجبل طارق والممرات المائية الأخرى"، في إشارة إلى "جرائم" الولايات المتحدة وشركاؤها في غزة.
وسخر المحللون من هذا الإعلان الجريء، وأصرت وكالة رويترز على أن "إيران ليس لديها منفذ مباشر إلى البحر الأبيض المتوسط نفسها، ولم يكن من الواضح كيف يمكن للحرس الثوري محاولة إغلاقه".
ومع ذلك فقد أوردت رويترز أيضاً إشارة نقدي إلى "ولادة قوى مقاومة جديدة"، وربما كان يشير إلى الجزائر، التي تشرع في تنسيق سياساتها مع راعي إيران الرئيسي، الصين. ولسوء الحظ، يمكن أن تصبح الجزائر قاعدة جديدة للهجمات على سفن الشحن؛ حيث تقع شرق مضيق جبل طارق، الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي.
وقد أثبتت طهران بالفعل أن الأمر لا يتطلب الكثير للسيطرة على أي مياه حرجة.
ولتجنب هجمات الحوثيين وعمليات الاستيلاء، تعيد خطوط الشحن الرئيسية توجيه حركة المرور إلى طريق رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي من إفريقيا، ما يضيف 12 ألف ميل بحري ونحو أسبوعين للرحلات بين أوروبا وآسيا، ويمثل هذا حوالي 15% من الشحن العالمي الذي يمر عادة بالبحر الأحمر.
وتسببت إيران نفسها في مزيد من الاضطرابات بإرسال فرقاطة "ألبرز" إلى البحر الأحمر، معلنة عن نشرها في الأول من الشهر الجاري.
وتجبر هذه السفينة الحربية الصغيرة، دون إطلاق رصاصة واحدة، شركات الشحن الكبرى على إعادة توجيه حركة المرور بتكاليف باهظة على عاتقها.
ويمكن أن تطبق إيران هذا النهج الناجح في البحر الأبيض المتوسط أيضاً. فمن الموانئ الجزائرية، يمكن لمسلحين مدعومين من إيران القيام بدوريات في غرب البحر الأبيض المتوسط، تماماً كما يقومون الآن بدوريات في البحر الأحمر من اليمن.
ويمكنهم الاستيلاء على السفن ورسوها في وهران أو في العاصمة الجزائر؛ ومن القواعد الساحلية في الجزائر، يستطيع المسلحون ضرب السفن بالصواريخ. وبذلك، ستستطيع إيران، بمساعدة الجزائر واليمن، تضييق الخناق على حركة الشحن في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، أو بعبارة أخرى، من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي.
وتستعد إيران بالفعل لاستخدام الجزائر؛ ففي أوائل الشهر الماضي، فر قادة وكيل إيراني آخر، حماس، من قطر إلى إيران ولبنان والجزائر. وقال مصدر في وزارة الخارجية القطرية إن القادة المدعومين من طهران يختبئون في الجزائر داخل مقرات دبلوماسية قطرية، على حد قول الكاتب.
وقد فتحت الجزائر أبوابها لحماس بينما تنشئ علاقات سريعة مع الصين، الراعي الرئيسي لإيران. فقد أمضى قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة أسبوعاً في بكين وشانغهاي في نوفمبر الماضي في زيارة لشراء الأسلحة؛ ومن الممكن أن تحل الصين قريباً محل روسيا باعتبارها المورد الرئيسي للأسلحة إلى الجزائر، وذلك بفضل الصعوبات التي تواجهها روسيا في إنتاج الأسلحة بسبب الحرب الجارية في أوكرانيا.
ويبدو أن الصين والجزائر ستوقعان في مرحلة ما على صفقة إنتاج مشترك، ما يعني أن شركة صينية قد تقوم قريباً بتصنيع أسلحة في شمال إفريقيا. وستعمل الصين والجزائر أيضاً على تعميق العلاقات الأمنية وغيرها من العلاقات، كما أوضح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في بكين في يوليو الماضي عندما التقى شي جين بينغ. وخلال الزيارة، وقع البلدان على 19 اتفاقية تعاون.
كما دعمت الصين مؤخراً مساعي الجزائر لفصل منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها عن المغرب، وتعمل الجزائر على تعزيز جيشها فيما سيكون بالتأكيد دفعة متجددة للاستيلاء على المنطقة الغنية بالفوسفات وذات الأهمية الاستراتيجية. وينقل الكاتب عن توماس رايلي، سفير الولايات المتحدة لدى المغرب بين عامي 2003 و2009، قوله إن "الجزائر تتحرك بسرعة نحو مدار الصين وإيران، وهذا لا يمكن أن يصب في صالح السلام والاستقرار في الطرف الغربي من شمال إفريقيا".
ويوجد قلق في المغرب، وهو أحد أقدم أصدقاء الولايات المتحدة وشريك في اتفاقيات أبراهام، بشأن دور الصين سريع النمو في الجزائر المجاورة. وعلاوة على ذلك، لدى المغرب سبب آخر للقلق: حيث قال المصدر في الخارجية القطرية إن البلاد تؤوي أيضاً قادة حماس في مقراتها الدبلوماسية في المدن المغربية.
وباختصار، تعمل قوى مارقة على إنشاء بنية تحتية في الطرف الغربي من البحر الأبيض المتوسط، ربما لتنفيذ أوامر إيران في مرحلة ما -وهذا يعيدنا إلى طموحات اللواء نقدي بإغلاق الشحن في البحر الأبيض المتوسط. وفي الثالث من يناير، أصدر البيت الأبيض ما وصفه مسؤول كبير في إدارة جو بايدن وآخرون بأنه "تحذير أخير" للحوثيين بسبب هجماتهم على البحر الأحمر نيابة عن تحالف مكون من 14 دولة. وحتى الآن، لا تبدي الجماعة المتشددة أي تأثر، ويرجع ذلك بلا شك إلى أن الولايات المتحدة وشركائها كانوا مترددين في استخدام القوة. ويختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى أن الخطر الآن يكمن في أن إيران، التي أصبحت أكثر جرأة، تعتبر ضبط النفس الذي تمارسه واشنطن في البحر الأحمر بمثابة إشارة إلى أنها حرة في إغلاق طرق الشحن في الطرف الغربي للبحر الأبيض المتوسط أيضاً.
إذ قال اللواء محمد رضا نقدي الشهر الماضي، "سينتظرون قريباً إغلاق البحر الأبيض المتوسط وجبل طارق والممرات المائية الأخرى"، في إشارة إلى "جرائم" الولايات المتحدة وشركاؤها في غزة.
وسخر المحللون من هذا الإعلان الجريء، وأصرت وكالة رويترز على أن "إيران ليس لديها منفذ مباشر إلى البحر الأبيض المتوسط نفسها، ولم يكن من الواضح كيف يمكن للحرس الثوري محاولة إغلاقه".
ومع ذلك فقد أوردت رويترز أيضاً إشارة نقدي إلى "ولادة قوى مقاومة جديدة"، وربما كان يشير إلى الجزائر، التي تشرع في تنسيق سياساتها مع راعي إيران الرئيسي، الصين. ولسوء الحظ، يمكن أن تصبح الجزائر قاعدة جديدة للهجمات على سفن الشحن؛ حيث تقع شرق مضيق جبل طارق، الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي.
وقد أثبتت طهران بالفعل أن الأمر لا يتطلب الكثير للسيطرة على أي مياه حرجة.
ولتجنب هجمات الحوثيين وعمليات الاستيلاء، تعيد خطوط الشحن الرئيسية توجيه حركة المرور إلى طريق رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي من إفريقيا، ما يضيف 12 ألف ميل بحري ونحو أسبوعين للرحلات بين أوروبا وآسيا، ويمثل هذا حوالي 15% من الشحن العالمي الذي يمر عادة بالبحر الأحمر.
وتسببت إيران نفسها في مزيد من الاضطرابات بإرسال فرقاطة "ألبرز" إلى البحر الأحمر، معلنة عن نشرها في الأول من الشهر الجاري.
وتجبر هذه السفينة الحربية الصغيرة، دون إطلاق رصاصة واحدة، شركات الشحن الكبرى على إعادة توجيه حركة المرور بتكاليف باهظة على عاتقها.
ويمكن أن تطبق إيران هذا النهج الناجح في البحر الأبيض المتوسط أيضاً. فمن الموانئ الجزائرية، يمكن لمسلحين مدعومين من إيران القيام بدوريات في غرب البحر الأبيض المتوسط، تماماً كما يقومون الآن بدوريات في البحر الأحمر من اليمن.
ويمكنهم الاستيلاء على السفن ورسوها في وهران أو في العاصمة الجزائر؛ ومن القواعد الساحلية في الجزائر، يستطيع المسلحون ضرب السفن بالصواريخ. وبذلك، ستستطيع إيران، بمساعدة الجزائر واليمن، تضييق الخناق على حركة الشحن في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، أو بعبارة أخرى، من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي.
وتستعد إيران بالفعل لاستخدام الجزائر؛ ففي أوائل الشهر الماضي، فر قادة وكيل إيراني آخر، حماس، من قطر إلى إيران ولبنان والجزائر. وقال مصدر في وزارة الخارجية القطرية إن القادة المدعومين من طهران يختبئون في الجزائر داخل مقرات دبلوماسية قطرية، على حد قول الكاتب.
وقد فتحت الجزائر أبوابها لحماس بينما تنشئ علاقات سريعة مع الصين، الراعي الرئيسي لإيران. فقد أمضى قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة أسبوعاً في بكين وشانغهاي في نوفمبر الماضي في زيارة لشراء الأسلحة؛ ومن الممكن أن تحل الصين قريباً محل روسيا باعتبارها المورد الرئيسي للأسلحة إلى الجزائر، وذلك بفضل الصعوبات التي تواجهها روسيا في إنتاج الأسلحة بسبب الحرب الجارية في أوكرانيا.
ويبدو أن الصين والجزائر ستوقعان في مرحلة ما على صفقة إنتاج مشترك، ما يعني أن شركة صينية قد تقوم قريباً بتصنيع أسلحة في شمال إفريقيا. وستعمل الصين والجزائر أيضاً على تعميق العلاقات الأمنية وغيرها من العلاقات، كما أوضح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في بكين في يوليو الماضي عندما التقى شي جين بينغ. وخلال الزيارة، وقع البلدان على 19 اتفاقية تعاون.
كما دعمت الصين مؤخراً مساعي الجزائر لفصل منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها عن المغرب، وتعمل الجزائر على تعزيز جيشها فيما سيكون بالتأكيد دفعة متجددة للاستيلاء على المنطقة الغنية بالفوسفات وذات الأهمية الاستراتيجية. وينقل الكاتب عن توماس رايلي، سفير الولايات المتحدة لدى المغرب بين عامي 2003 و2009، قوله إن "الجزائر تتحرك بسرعة نحو مدار الصين وإيران، وهذا لا يمكن أن يصب في صالح السلام والاستقرار في الطرف الغربي من شمال إفريقيا".
ويوجد قلق في المغرب، وهو أحد أقدم أصدقاء الولايات المتحدة وشريك في اتفاقيات أبراهام، بشأن دور الصين سريع النمو في الجزائر المجاورة. وعلاوة على ذلك، لدى المغرب سبب آخر للقلق: حيث قال المصدر في الخارجية القطرية إن البلاد تؤوي أيضاً قادة حماس في مقراتها الدبلوماسية في المدن المغربية.
وباختصار، تعمل قوى مارقة على إنشاء بنية تحتية في الطرف الغربي من البحر الأبيض المتوسط، ربما لتنفيذ أوامر إيران في مرحلة ما -وهذا يعيدنا إلى طموحات اللواء نقدي بإغلاق الشحن في البحر الأبيض المتوسط. وفي الثالث من يناير، أصدر البيت الأبيض ما وصفه مسؤول كبير في إدارة جو بايدن وآخرون بأنه "تحذير أخير" للحوثيين بسبب هجماتهم على البحر الأحمر نيابة عن تحالف مكون من 14 دولة. وحتى الآن، لا تبدي الجماعة المتشددة أي تأثر، ويرجع ذلك بلا شك إلى أن الولايات المتحدة وشركائها كانوا مترددين في استخدام القوة. ويختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى أن الخطر الآن يكمن في أن إيران، التي أصبحت أكثر جرأة، تعتبر ضبط النفس الذي تمارسه واشنطن في البحر الأحمر بمثابة إشارة إلى أنها حرة في إغلاق طرق الشحن في الطرف الغربي للبحر الأبيض المتوسط أيضاً.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية