تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
حينما تتجول في عواصم العالم، ستجد سفراء الحضارة المصرية القديمة شامخون من حولك يُعانقون السحاب، هؤلاء السفراء هم مسلات مصر التي نُهبت في حقبات تاريخية مختلفة، واستقرت في ميادين المُدن الشهيرة رافعين رؤوسهم عاليًا نحو السماء، ليُخبروا من حولهم على الأرض أنهم في رحاب حضارة عظيمة عابرة للزمان وللجغرافيا والحدود.
الأرض الناهضة
نشأت المسلات في مصر القديمة من فكرة دينية فلسفية متميزة، وهي أن الكون في مصر القديمة كان عبارة عن مياه، ثم ظهرت قطعة من الأرض، وسُميت أنذاك بالأرض الناهضة أو الـ"بمبن"، وعن طريقها أوجد الإله نفسه فخلق الكون، ومن هنا جاءت فكرة الشكل الهرمي، أو الفكرة الهرمية التي ترمز للديانة الشمسية الخاصة بالإله رع في مدينة هليوبوليس، "عين شمس" أو مدينة "المطرية"، حاليًا. هكذا قال الدكتور حسين عبدالبصير مدير متحف الآثار بمكتبة الأسكندرية.
أسوان ورشة صناعة المسلات
فكرة المسلة جاءت حينما لاحظ قدماء المصريين أن شعاع الشمس ينكسر على الأرض – والحديث ما زال لـ"عبدالبصير" - فيكوّن شكل مثلث، وقمة المسلة ما هي إلا مثلث يطلق عليه الـ"بمبن"، وكان الملوك في مصر القديمة، يبنون المسلات ليسجلوا عليها أحداثًا تاريخية، وكانت توضع أمام المعابد، مثل معبد الأقصر، ومعبد الكرنك، ومسلة سنوسرت الأول في المطرية، وكانت الكتابة تتم على الوجوه الأربعة للمسلة. وكانت المسلات تُقطع من صخور أسوان الجرانيتية، ومن أمثلتها مسلة حتشبسوت "الناقصة" في أسوان، والتي لم تكتمل بسبب التصدع الذي حدث بجسم المسلة أثناء قطعها. وكانت المراكب تنقل هذه المسلات عبر النيل من أسوان للمعابد المختلفة في مصر لتوضع أمام هذه المعابد، وكان يُحفر للمسلات في الأرض وتوضع بطريقة مُعينة.
نقمة زمن الاستعمار
عن خروج المسلات من مصر يقول مدير متحف مكتبة الأسكندرية: العديد من المسلات المصرية، مثل مسلة الكونكورد في باريس، ومسلات إسطنبول وروما ونيويورك ولندن ومدن عديدة من العالم، خرجت في فترة استعمارية. وهناك اتفاقية موقّعة مع اليونيسكو عام 1970م، وبموجبها يُمكننا استرداد أي أثر مصري مُسجل خرج بعد هذا التاريخ، أما الآثار التي خرجت قبل هذه الفترة، فهناك طرق أخرى لاسترداد، وفيما يخص المسلات، فهي فالمؤكد أنها خرجت في عصور الرومان، وفترة أسرة محمد علي، والقانون حينها كان لا يُجرّم خروج الآثار، ومن الصعب استرداد هذه المسلات الآن.
13 مسلة في روما
و الدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أسوان الأسبق، قال إن مدينة روما منفردة تحتوى على عدد كبير من المسلات يصل إلى 13 مسلة، تنتمي إلى عصور متنوعة. وحينما كنت في أمريكا رأيت خلف متحف المتروبوليتان في الحديقة الشهيرة "السنترال بارك" مسلة مصرية، وفي لندن تقف مسلتان مصريتان، وفي باريس تقف المسلة الشهيرة الخاصة بمعبد الأقصر، وفي تركيا هناك ثلاث مسلات مصرية، وبهذا يُمكننا أن نقول أن المسلات المصرية منتشرة بكثرة في مختلف عواصم العالم.
أهم المسلات في الخارج
ويقول صاحب كتاب "التحنيط.. فلسفة الخلود في مصر القديمة"، أغلب المسلات المصرية تم تسريبها للخارج في العصر الروماني، وصولًا لما بعد الحملة الفرنسية حينما أخذ الفرنسيون مسلة الكونكورد الشهيرة الخاصة بالملك رمسيس الثاني، ومن أهم المسلات بالخارج مسلة الملك تحتمس الثالث في أمريكا، ومسلتي الملكة كليوباترا ومعبد فيلة، في إنجلترا.
ميقات الفصول
المسلة كانت رمزًا للإله رع – والحديث لـ"صالح" - وكانت توضع في واجهة المعبد والهُريّم الصغير في أعلى المسلة كان مُذهّبًا، وكانت حينما تسقط عليه أشعة الشمس كانت تنتشر في كافة الاتجاهات، وكانت ترتبط هذه المسلات بعبادة الشمس أو الديانة الشمسية في مصر القديمة، ولكن هناك نظريات تقول أن المسلة استخدمت كميعاد للميقات، بمعنى أنه في أوقات الظل، حينما كانت أشعة الشمس تسقط على الجزء العلوي للمسلة كان يرسم خطوطًا على الأرض وكانت هذه الخطوط تطول وتقصر حسب فصول العام، ففي الشتاء كانت تطول هذه الخطوط وكانت تقصر في الصيف، ومن خلال هذه الخطوط الناتجة عن هُريّم المسلة كانت تعرف مواقيت ومواعيد الفصول. أما عن الجانب الديني فكانت المسلة رمز للإله رع.
مسلات ميادين مصر
وعن المسلات الموجودة في مصر حاليًا، قال مدير آثار أسوان الأسبق، مصر الآن لا تمتلك الكثير من المسلات مقارنة بعواصم العالم، فلا نملك الآن سوى مسلة سنوسرت الأول في المطرية، والمسلة الناقصة في أسوان، المسلات القائمة في معبد الكرنك، ومسلة ميدان التحرير التي تم إحضارها من تانيس "محافظة الشرقية"، ومسلة رمسيس الثاني في حرم المتحف المصري الكبير، وهذا العدد هو أقل بكثير من عدد المسلات المصرية في الخارج. وأغلب المسلات في ميادين مصر صغيرة الحجم مقارنة بالمسلات في الخارج ما عدا المسلة الناقصة في أسوان فهي كبيرة الحجم، وغير مُكتملة، ويبلغ طولها من 41 إلى 42 متر.
صلوات للأله رع
ويقول عالم المصريات، كان يُكتب على المسلات صلوات للإله رع، ويدوّن عليها الأسماء الخمسة للملك، وهو ما وجدناه على مسلة الملك رمسيس ومسلة الملك تحوتمس الثالث، وكذا تعاليم تقديم القرابين للإله رع، مثل المدون على مسلة تحوتمس الثالث، ومسلة الملكة حتشبسوت.
حكاية تاريخية
ويختتم الدكتور أحمد صالح حديثه عن المسلات المصرية، بسرد واقعة تاريخية خاصة بمسلات الملكة حتشبسوت بقوله: النقوش الحجرية التي غمرتها المياه أسفل حديقة فريال في أسوان، تُخبرنا أن "سنن موت" حبيب الملكة حتشبسوت، قطع مسلتين كبيرتين للملكة.
ويتحدث النقش عن نقل "سنن موت" للمسلتين من أسوان إلى الأقصر، والجميل في الأمر أن هاتين المسلتين منقوشتان على جدران معبد الملكة حتشبسوت، والمفارقة أن "سنن موت" كتب في أسوان أنه نقل المسلتان لمعبد حتشبسوت، فيما دوّن المعبد على جدرانه أن المسلتين وصلتا بالفعل من أسوان إلى الأقصر، وهاتان المسلتان كانتا قائمتين في معبد الكرنك بعد الصرح الرابع، ونظرًا للخلاف بين حتشبسوت وتحوتمس الثالث، أقام "تحوتمس الثالث" جدارًا كبيرًا كي يحجب المسلتان عن الأنظار.
الأرض الناهضة
نشأت المسلات في مصر القديمة من فكرة دينية فلسفية متميزة، وهي أن الكون في مصر القديمة كان عبارة عن مياه، ثم ظهرت قطعة من الأرض، وسُميت أنذاك بالأرض الناهضة أو الـ"بمبن"، وعن طريقها أوجد الإله نفسه فخلق الكون، ومن هنا جاءت فكرة الشكل الهرمي، أو الفكرة الهرمية التي ترمز للديانة الشمسية الخاصة بالإله رع في مدينة هليوبوليس، "عين شمس" أو مدينة "المطرية"، حاليًا. هكذا قال الدكتور حسين عبدالبصير مدير متحف الآثار بمكتبة الأسكندرية.
أسوان ورشة صناعة المسلات
فكرة المسلة جاءت حينما لاحظ قدماء المصريين أن شعاع الشمس ينكسر على الأرض – والحديث ما زال لـ"عبدالبصير" - فيكوّن شكل مثلث، وقمة المسلة ما هي إلا مثلث يطلق عليه الـ"بمبن"، وكان الملوك في مصر القديمة، يبنون المسلات ليسجلوا عليها أحداثًا تاريخية، وكانت توضع أمام المعابد، مثل معبد الأقصر، ومعبد الكرنك، ومسلة سنوسرت الأول في المطرية، وكانت الكتابة تتم على الوجوه الأربعة للمسلة. وكانت المسلات تُقطع من صخور أسوان الجرانيتية، ومن أمثلتها مسلة حتشبسوت "الناقصة" في أسوان، والتي لم تكتمل بسبب التصدع الذي حدث بجسم المسلة أثناء قطعها. وكانت المراكب تنقل هذه المسلات عبر النيل من أسوان للمعابد المختلفة في مصر لتوضع أمام هذه المعابد، وكان يُحفر للمسلات في الأرض وتوضع بطريقة مُعينة.
نقمة زمن الاستعمار
عن خروج المسلات من مصر يقول مدير متحف مكتبة الأسكندرية: العديد من المسلات المصرية، مثل مسلة الكونكورد في باريس، ومسلات إسطنبول وروما ونيويورك ولندن ومدن عديدة من العالم، خرجت في فترة استعمارية. وهناك اتفاقية موقّعة مع اليونيسكو عام 1970م، وبموجبها يُمكننا استرداد أي أثر مصري مُسجل خرج بعد هذا التاريخ، أما الآثار التي خرجت قبل هذه الفترة، فهناك طرق أخرى لاسترداد، وفيما يخص المسلات، فهي فالمؤكد أنها خرجت في عصور الرومان، وفترة أسرة محمد علي، والقانون حينها كان لا يُجرّم خروج الآثار، ومن الصعب استرداد هذه المسلات الآن.
13 مسلة في روما
و الدكتور أحمد صالح مدير عام آثار أسوان الأسبق، قال إن مدينة روما منفردة تحتوى على عدد كبير من المسلات يصل إلى 13 مسلة، تنتمي إلى عصور متنوعة. وحينما كنت في أمريكا رأيت خلف متحف المتروبوليتان في الحديقة الشهيرة "السنترال بارك" مسلة مصرية، وفي لندن تقف مسلتان مصريتان، وفي باريس تقف المسلة الشهيرة الخاصة بمعبد الأقصر، وفي تركيا هناك ثلاث مسلات مصرية، وبهذا يُمكننا أن نقول أن المسلات المصرية منتشرة بكثرة في مختلف عواصم العالم.
أهم المسلات في الخارج
ويقول صاحب كتاب "التحنيط.. فلسفة الخلود في مصر القديمة"، أغلب المسلات المصرية تم تسريبها للخارج في العصر الروماني، وصولًا لما بعد الحملة الفرنسية حينما أخذ الفرنسيون مسلة الكونكورد الشهيرة الخاصة بالملك رمسيس الثاني، ومن أهم المسلات بالخارج مسلة الملك تحتمس الثالث في أمريكا، ومسلتي الملكة كليوباترا ومعبد فيلة، في إنجلترا.
ميقات الفصول
المسلة كانت رمزًا للإله رع – والحديث لـ"صالح" - وكانت توضع في واجهة المعبد والهُريّم الصغير في أعلى المسلة كان مُذهّبًا، وكانت حينما تسقط عليه أشعة الشمس كانت تنتشر في كافة الاتجاهات، وكانت ترتبط هذه المسلات بعبادة الشمس أو الديانة الشمسية في مصر القديمة، ولكن هناك نظريات تقول أن المسلة استخدمت كميعاد للميقات، بمعنى أنه في أوقات الظل، حينما كانت أشعة الشمس تسقط على الجزء العلوي للمسلة كان يرسم خطوطًا على الأرض وكانت هذه الخطوط تطول وتقصر حسب فصول العام، ففي الشتاء كانت تطول هذه الخطوط وكانت تقصر في الصيف، ومن خلال هذه الخطوط الناتجة عن هُريّم المسلة كانت تعرف مواقيت ومواعيد الفصول. أما عن الجانب الديني فكانت المسلة رمز للإله رع.
مسلات ميادين مصر
وعن المسلات الموجودة في مصر حاليًا، قال مدير آثار أسوان الأسبق، مصر الآن لا تمتلك الكثير من المسلات مقارنة بعواصم العالم، فلا نملك الآن سوى مسلة سنوسرت الأول في المطرية، والمسلة الناقصة في أسوان، المسلات القائمة في معبد الكرنك، ومسلة ميدان التحرير التي تم إحضارها من تانيس "محافظة الشرقية"، ومسلة رمسيس الثاني في حرم المتحف المصري الكبير، وهذا العدد هو أقل بكثير من عدد المسلات المصرية في الخارج. وأغلب المسلات في ميادين مصر صغيرة الحجم مقارنة بالمسلات في الخارج ما عدا المسلة الناقصة في أسوان فهي كبيرة الحجم، وغير مُكتملة، ويبلغ طولها من 41 إلى 42 متر.
صلوات للأله رع
ويقول عالم المصريات، كان يُكتب على المسلات صلوات للإله رع، ويدوّن عليها الأسماء الخمسة للملك، وهو ما وجدناه على مسلة الملك رمسيس ومسلة الملك تحوتمس الثالث، وكذا تعاليم تقديم القرابين للإله رع، مثل المدون على مسلة تحوتمس الثالث، ومسلة الملكة حتشبسوت.
حكاية تاريخية
ويختتم الدكتور أحمد صالح حديثه عن المسلات المصرية، بسرد واقعة تاريخية خاصة بمسلات الملكة حتشبسوت بقوله: النقوش الحجرية التي غمرتها المياه أسفل حديقة فريال في أسوان، تُخبرنا أن "سنن موت" حبيب الملكة حتشبسوت، قطع مسلتين كبيرتين للملكة.
ويتحدث النقش عن نقل "سنن موت" للمسلتين من أسوان إلى الأقصر، والجميل في الأمر أن هاتين المسلتين منقوشتان على جدران معبد الملكة حتشبسوت، والمفارقة أن "سنن موت" كتب في أسوان أنه نقل المسلتان لمعبد حتشبسوت، فيما دوّن المعبد على جدرانه أن المسلتين وصلتا بالفعل من أسوان إلى الأقصر، وهاتان المسلتان كانتا قائمتين في معبد الكرنك بعد الصرح الرابع، ونظرًا للخلاف بين حتشبسوت وتحوتمس الثالث، أقام "تحوتمس الثالث" جدارًا كبيرًا كي يحجب المسلتان عن الأنظار.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية