تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : نصائح لحماية طلاب الثانوية العامة من "السقوط في بئر الإحباط"
source icon

سبوت

.

نصائح لحماية طلاب الثانوية العامة من "السقوط في بئر الإحباط"

كتب:محمود جودة

واصل ماراثون امتحانات الثانوية العامة نشاطه بمشاركة نحو 800 ألف طالب وطالبة في شعبتيها العلمي والأدبي، اعتبارا من يوم 22 يونيو الجاري بعد انتهاء أجازة عيد الأضحى المبارك، والمقرر استمراره حتى 20 يوليو المقبل.

ونظرا لما تمثله امتحانات الثانوية العامة من أهمية، باعتبارها الفيصل في تحديد مستقبل الطلاب، فهي تشكل ضغطا نفسيا على الأبناء وذويهم، الأمر الذي قد يؤثر سلبا على أداء الممتحنين وعلى قدرتهم في استرجاع المعلومات خلال أداء الامتحان، ومن ثم  تكرارللمشهد المأساوي أمام المدارس، من بكاء وعويل شكاوى بسبب صعوبة الامتحان.
 
مراجعة المادة تزيد الأزمة
ويضع الطلاب وأولياء الأمور أنفسهم في حالة من التوتر، تنتابهم عقب كل لجنة امتحان، ليجدوا أنفسهم يعيشون في قلق مستمر يؤثر على باقي الامتحانات، ما دعا د. محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم والإحصاء النفسي والتربوي بالمركز القومي للامتحانات، لإطلاق تحذير من إصرار البعض على مراجعة الإجابات في ورقة الامتحان المنتهي، مؤكدا أن أي طالب مهما كان متفوقا، فإنه لو راجع ورقة الامتحان المنتهي، سيساوره الشك وعدم الثقة في إجاباته، ما سيؤثر على نفسيته وقدرته على الاستعداد للامتحان التالي .

ومهمة الأسرة، كما يرى د. محمد فتح الله، هي طمأنة الأبناء، وتذكيرهم بأن ما كتبوه هو أمر انتهى لا يجب التفكير فيه، مع تنمية الحافز النفسي والإيماني والمعنوي لدى أولادهم، من منطلق قوله تعالى: "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا"، ناصحا أولياء الأمور بعدم الانسياق خلف شائعات، وجود أسئلة صعبة أو غير واضحة في امتحان المادة، لأن هذا من شأنه أن يجعل الابن يركن لفكرة أنه مهما حاول، فإنه لن يستطيع الحل كما ينبغي.

الأسرة الداعم الأهم
وشدد على أولياء الأمور، بأن يكونوا سبيلا لإخراج أولادهم من أزماتهم أو تحدياتهم في الامتحانات، من خلال صرف انتباههم عن المواد التي انتهوا من امتحانها، بـ"الإحتواء" من خلال تناول الأبناء الممتحنين للطعام بين أفراد الأسرة، أو تبادل حوار قصير حول أحد الموضوعات الترفيهية، ومنحهم الدفء والمشاعر واحتضانهم، قبل حثهم على استغلال كل الوقت التالي لمذاكرة ومراجعة المواد اللاحقة، لتعويض ما يتوقعوا خسارته فيما سبق.

واختتم: "يؤثر الاضطراب النفسي على مراكز التفكير في المخ والتي توجد بها المعلومات منسقة، ولكن يعجز الطلاب عن استحضارها خلال اللجنة".
 
الثانوية العامة ظاهرة
"ولأننا نعيش في عالم متغير، تدور أسئلة حول كيفية تربية أبنائنا في هذا العالم؟، وماذا نريد أن يصبحوا في المستقبل وسط تزاحم وتصارع الكثير من المفاهيم، و بخس القيم وإعلاء اللاقيم"، هكذا استهل د. محمد صالح الإمام، المستشار الأسبق لوزير التربية والتعليم لعلم النفس، حديثه بشان التحليل النفسي والمجتمعي لما يحدث من ضغوط نفسية بالامتحانات، لافتا إلى أن ظاهرة الثانوية العامة ليست جديدة، ولكن توقف أمامها الكثير من الخبراء والتربويين باستغراب وتعجب خلال العقدين الماضيين، ولم لا توضع لها حلولا أو مناهج، تجعل التربية والتعليم على قدر المسؤولية تجاه المجتمع.

والسؤال هنا، والحديث مازال لـ"الإمام"، هل هذا تعبير لأن يكون أولياء الأمور مشاركين في اتخاذ القرار الوزاري؟، بهدف درء حالة التوتر والقلق والرهبة التي تحدث للطلبة وأولياء أمورهم أثناء امتحانات الثانوية، مستطردا: "هو أمر شديد الأهمية، لكي يتم تحديد معايير وتغيير ثقافة التفكير والتعامل مع هذه الحالة".

إصلاح التربية وتغيير المفاهيم
ومن أجل تطوير المنظومة، بشكل يغرس السكينة في نفوس الطلبة وأولياء الأمور، كما يرى المستشار الأسبق لوزير التعليم، لابد من إصلاح التربية، وهو أمر يستلزم تغيير المفاهيم، ونشر الثقافة المجتمعية الداعمة لذلك، متابعا: "ومن جانب آخر هناك دور على صناع القرار في نشر الثقافة التربوية والتعليمية بين التربويين، الذين يتمتع الكثير منهم بقدرات وخبرات دفينة لم تخرج بعد، وينقص بعضهم الكثير".

ولفت إلى أن وقوف أولياء الأمور أمام اللجان، يزيد من رهبة الأبناء وتوترهم، فينتج عنهم استدامة القلق، والاكتئاب، وقد تتطور إلى مراحل أخطر من ذلك، حيث تؤثر تلك العوامل كثيرا على مجريات حياتهم، مؤكدا على أن هؤلاء الطلاب مسؤولية المجتمع بالدرجة الأولى، وكذلك الأسرة التي لم تعد هي الوجدان الأول في حياة أبنائها في هذا العصر الرقمي الذي تقلصت فيه المشاعر.

صناعة جيل مبتكر ومفكر
ويرى د. محمد صالح الإمام، أن طلاب الثانوية العامة هم الأمل، الأمر الذي يستلزم أن نكون داعمين لهم، ومعدلين لسلوكياتهم، وحريصين على احتضانهم، وتدريبهم على التحصيل العلمي المستدام، وليس الورقي الذي ينتهي مع انتهاء الامتحانات،  مختتما: "نحن في حاجة إلى أن يكون لدينا جيل مفكرين مبتكرين، يمتلكون المهارات والقدرة على التخيل والتحليل، والمزيد من العطاء حتى نبني بهم الجمهورية الجديدة، التي تضع أهمية البشر قبل الحجر.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية