تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في ظل المساعي الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل لهدنة وإنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة، تبرز شروط أمريكية وإسرائيلية تشكل عائقًا أمام أي تقدم، أبرزها مطلب نزع سلاح حركة حماس، الذي ترفضه الحركة باعتباره انتهاكًا لحق المقاومة المشروع ضد الاحتلال.
خيارات صعبة
يرى الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن قبول حماس بتسليم السلطة للسلطة الفلسطينية " ليس أمرًا مستبعدًا " إذا توافرت ضغوط دولية، لكنه يستبعد موافقتها على خروج قياداتها من غزة بالكامل، ويوضح أن إخراج مئات العناصر لا يعني القضاء على الحركة، قائلًا: "المقترحات الإسرائيلية ساذجة.. الأفكار لا تُباد بالقوة"، فإخراج 200 - 300 شخص من المنتمين لحماس، لا يعني القضاء عليها بالكامل.
تضخيم إعلامي
يشكك د. الرقب في جدوى المطلب الإسرائيلي، واصفًا أسلحة حماس بأنها "محدودة" لا تقارن بالترسانة الإسرائيلية، وأن الحديث عن خطرها هو تضخيم إعلامي مبالغ فيه، ويؤكد أن العمليات العسكرية الحالية للمقاومة فردية ومحدودة، بعد تراجع قدراتها بشكل ملحوظ.
مستقبل غزة
حماس وافقت مبدئيًا خلال قمة القاهرة- مارس الماضي- على عدم إدارة غزة مباشرةً، لكنها ترفض الانسحاب الكامل، وتطرق د. الرقب، إلى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يصر على القضاء على حماس، مؤكدًا أن ذلك أمر مستبعد، لأن الحركة ليست فقط تنظيمًا عسكريًا، بل تحمل مشروعًا عقائديًا وأفكارًا مؤسسية تجد دعمًا جماهيريًا.
أفكار للتنحي
وكشف د. الرقب، أن هناك مبادرات من فصائل فلسطينية ودول صديقة طرحت على حماس فكرة التنحي عن المشهد الأمني والسياسي بشكل مؤقت، على أن تعود لاحقًا عبر انتخابات ديمقراطية، غير أن هذه الأفكار لا تزال قيد النقاش ولم تصل إلى مرحلة التنفيذ.
وقف حرب وليس هدنه
وأوضح أن مستقبل غزة يرتبط بوقف الحرب بشكل كامل، وليس بمجرد هدنة مؤقتة، مشددًا على أهمية فتح حوار مباشر وجاد مع حماس، كما حذّر من ظهور شخصيات مثل ياسر أبو شباب، الذي أعلن تعاونه مع الاحتلال، معتبرًا أن غياب التفاهم مع "حماس" قد يُفرز مثل هذه الظواهر.
آليات الاختيار والحكم
ويشير د. الرقب إلى آلية اختيار قادة حماس، مؤكدًا أنها تُراعي التأثير السياسي والقدرة على التفاوض، رغم أن الحركة أجلت الإعلان عن الشخصية التي ستتولى رئاسة المكتب السياسي في هذه المرحلة.
وحول إدارة غزة، شدد د. الرقب على أهمية التوافق الداخلي بين الفصائل الفلسطينية، معتبرًا أن من يتولى إدارة القطاع دون توافق لن يستطيع إدارة غزة، لأن المشهد يتطلب ترتيبات شاملة تشمل إعادة الإعمار، ضبط الأمن، تحسين الخدمات الصحية، وغيرها من الأزمات المتفاقمة.
حماس ضعفت ولم تنته
واكد د. الرقب على أن حماس ضعفت لكنها لم تنتهِ، موضحًا أن شعبيتها ربما تراجعت في غزة، لكنها ارتفعت بشكل ملحوظ في الضفة الغربية، وقال "ما نراه اليوم هو صناعة كراهية ضد حماس في غزة، ولهذا لا بد من وجود مشروع سياسي جديد يعيد رسم دور الحركة ضمن إطار الدولة الفلسطينية."
رغبة في الحكم
ومن جهة اخرى ترى الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية المتخصصة في الشأن الفلسطيني، أن بقاء حماس في المشهد لا يحمل إلا وجهة نظر تنحصر في رغبتها في الاستمرار في حكم غزة رغم أن غالبية المواطنين داخل القطاع باتوا يميلون إلى رفض استمرار حكم حركة حماس، في ظل ما وصفته بتردّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وتفاقم الأزمة السياسية التي أصبحت تعيق أية حلول جذرية.
سبب لاستمرار الحرب
ووصفت د. حداد، إن بقاء حماس في السلطة سبب مباشر لاستمرار الحصار والحرب، معتبرة أن الحركة لم تُظهر خلال عامين من الحرب أي استعداد للتنحي أو التخلي عن أدواتها العسكرية، ما جعل مفاوضات التهدئة تفشل مرارًا وتكرارًا، رغم مؤشرات كانت تُبدي نوعًا من الانفراج.
فراغ إداري
وأضافت أن الفراغ الإداري في غزة أدى إلى حالة فوضى داخلية وانتشار لمظاهر الانفلات، بما في ذلك تشكيل جماعات خارجة عن القانون، تُهيمن على المساعدات الإنسانية وتنهب مقدرات الشعب، كما أرجعت ضعف أداء حماس إلى الخسائر البشرية الكبيرة التي لحقت بكوادرها خلال الحرب، وافتقارها إلى قاعدة دعم جماهيري حقيقية داخل القطاع.
إصرار على الاستمرار
وترى د. حداد أن حماس باتت تُصرّ على الاستمرار في الحكم حتى لو كان ذلك على أنقاض الدمار، معتبرة أن هذا النهج يُطيل أمد الحرب ويُبقي على معاناة سكان غزة، في حين أن تسليم السلطة الفلسطينية زمام الأمور من شأنه أن يفتح الباب أمام تهدئة حقيقية، وإعادة إعمار متدرجة، إلا أن حكومة بنيامين نتنياهو، لا تُفضل عودة السلطة إلى غزة، خوفًا من تعزيز مشروع الدولة الفلسطينية الموحدة.
شروط خاصة
واختتمت د. حداد حديثها بالتأكيد على أن أي تهدئة أو وقف دائم لإطلاق النار سيظل رهينًا بنزع سلاح حماس كليًا، معتبرة أن الحركة لا تزال تتعامل مع متطلبات الهدنة بشروطها الخاصة، دون تقديم تنازلات حقيقية تفتح آفاقًا سياسية أو إنسانية للقطاع.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية