تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : ناشيونال إنترست: ما الذي يمكن لنتانياهو تعلمه من الحرب على (الإرهاب)؟
source icon

سبوت

.

ناشيونال إنترست: ما الذي يمكن لنتانياهو تعلمه من الحرب على (الإرهاب)؟

كتب إيفان إيلاند، وهو زميل أول ومدير مركز السلام والحرية في المعهد المستقل، مقالاً نشرته مجلة ناشيونال إنترست بعنوان "ما الذي يمكن لنتانياهو تعلمه من الحرب على "الإرهاب"؟"، استهله قائلاً إن النبأ الصادم بأن أجهزة الأمن الإسرائيلية الموقرة فوجئت كلياً بهجوم حماس على إسرائيل، رغم عثورها على خطة مفصلة للهجوم الفعلي قبل أكثر من عام، يجب أن تدفع الحكومة الأمريكية إلى التشكيك في الاستراتيجية الأوسع للحكومة الإسرائيلية في حرب غزة.

ونظراً لأن إدارة جو بايدن منحت الإسرائيليين دعماً سياسياً كاملاً في الحرب؛ ولأن الولايات المتحدة قدمت مليارات الدولارات سنوياً كمساعدات عسكرية إلى إسرائيل لعقود من الزمن، فإن الحكومة الأمريكية تكاد تكون شريكة في الحرب. وقد شرعت إدارة بايدن مؤخراً في منع إسرائيل من إدارة الحرب بطريقة تقود إما إلى معضلة، أو إلى زيادة طويلة الأجل في النشاط الإرهابي، أو كليهما.

ويشبه أحدث خطأ ارتكبته أجهزة الأمن الإسرائيلية في التقليل من شأن خصمها، كما تفعل العديد من الدول المهيمنة عسكرياً، الإخفاق الاستخباراتي الإسرائيلي في حرب عام 1973 وتجاهل إدارة جورج دبليو بوش للتحذيرات بشأن ضربة إرهابية كارثية قبل سبتمبر 2001.

وفي الحالة الراهنة، حتى مع وجود خطة حماس التفصيلية للغزو في متناول اليد والتحذيرات من محلل استخباراتي شديد الإدراك بأن الحركة تجري تدريبات لتنفيذ هذه الخطة، استهزأ كبار مسؤولي الحكومة الإسرائيلية بالتحذير من خلال تبني تفكير جماعي يقول إن حماس لا تملك القدرات العسكرية اللازمة للقيام بمثل هذه الحركة الجريئة.

وكان ينبغي أن تدرك إسرائيل أن هذا غير صحيح؛ ولكنها بدلاً من ذلك، غفلت عن صعود حماس لأنها تعمل كثقل موازن للسلطة الفلسطينية في استراتيجية "فرق تسد" التي مكنت إسرائيل من استيطان المزيد من الأراضي في الضفة الغربية بشكل منهجي.

وفي البداية، بعد الهجوم الذي شنته حماس، بذل الرئيس جو بايدن كل ما في وسعه ودعم "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".

وزار بايدن إسرائيل وحضر اجتماعاً لمجلس الوزراء الحربي لإظهار دعمه غير المحدود، وفسرت إسرائيل الزيارة على أنها تفويض أمريكي مطلق للقضاء على حماس باستخدام الأساليب العسكرية غير المتناسبة المعتادة التي تأتي بنتائج عكسية.

إذ تحرص إسرائيل بانتظام على قتل عدد من الفلسطينيين يفوق عدد القتلى الإسرائيليين، كرادع مفترض؛ ولأن العنف على الأراضي في فلسطين مستمر منذ عقود من الزمن، أصبحت القيمة الرادعة للعنف غير المتناسب موضع شك.

وتاريخياً، يسفر العنف المفرط ضد المدنيين عن جعل العدو يقاتل بقوة أكبر؛ وحتى لو تمكن الإسرائيليون من القضاء على حماس، فإن القتل الجماعي لسكان غزة (حوالي 24 ألف شخص حتى الآن) سيظل عالقاً في الأذهان لفترة طويلة، ومن المرجح أن تحل محلها جماعات أكثر شراسة معادية لإسرائيل تغذيها الكراهية الناتجة عن ذلك.

ويضرب الكاتب مثالاً على هذه الظاهرة بتنظيم القاعدة في العراق الذي تشكل بسبب الغزو الأمريكي للعراق وتحول إلى تنظيم داعش الأكثر شراسة، والذي استولى فيما بعد على حوالي ثلث البلاد.

ومن الممكن أن يتحول القتال ضد حماس وإعادة احتلال غزة إلى مستنقع عسكري، مع استمرار الوفيات بين المدنيين وعودة حماس أكثر نشاطاً (على غرار الطريقة التي أدى بها الغزو والاحتلال الأمريكي الطويل لأفغانستان إلى عودة حركة طالبان من جديد).

وكانت خطة حماس تتلخص في شن هجوم كبير لإغراء الطرف الأقوى ودفعه إلى تنفيذ عملية انتقامية مفرطة من شأنها أن تولد المزيد من الدعم والموارد لقضيتها، وقد التقط بنيامين نتانياهو الطعم مثلما فعل بوش بعد 11 سبتمبر.

وبعد الدعم الأولي المفرط الذي قدمه بايدن لإسرائيل، حذر الإسرائيليين لاحقاً من ارتكاب نفس أخطاء المبالغة في رد الفعل التي ارتكبتها الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر؛ كما حذر إسرائيل بحكمة من ضرورة الحد من الخسائر في صفوف المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ومع ذلك، يواصل الإسرائيليون شن ضربات جوية في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية لقتل المسلحين. ومن الزيف قول إن مثل هذه الضربات "الدقيقة" يمكنها القضاء على المسلحين دون الإضرار بالمدنيين؛ فحتى مع إصابة الهدف الصحيح، سيتسبب حجم الأسلحة المستخدمة في وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين. ومع ذلك، يمكن لهذه الأسلحة أيضاً أن تخطئ الهدف بسبب عطل ما أو معلومات استخباراتية ضعيفة.

وقد تشير حقيقة أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تفاجأت بهجوم حماس الأولي إلى أن معلوماتها وتقييماتها حول حماس قد لا تكون جيدة على الإطلاق -ما سيسفر عن إصابة العديد من المدنيين عن طريق الخطأ.

ومن ثم، تُعد الطريقة الصحيحة للقضاء على عدد مسلحين أكبر من عدد أي مسلحين جدد على المدى البعيد- هي استخدام القوات البرية في المقام الأول، ولكنها قد تزيد من خسائر الإسرائيليين على نحو سيسبب مشكلات لنتانياهو في الداخل.

ولأن سكان غزة لا يصوتون في إسرائيل، فإن خفض الخسائر الإسرائيلية عن طريق القصف العنيف هو الطريق الذي يسلكه نتانياهو، رغم أنه من المرجح أن يزيد من تدهور الوضع الأمني على المدى البعيد. وربما يحرص نتانياهو على تمديد الحرب لأطول فترة ممكنة، لأنه قد يُطرد من منصبه عندما تنتهي، ما سيزيد من فرص تحول لوائح الاتهام الثلاث بحقه إلى إدانات.

وبالتالي، يجب على إدارة بايدن أن تفرض على الأقل شروطاً على حزمة المساعدات الحربية الضخمة المقدمة إلى إسرائيل، وربما حتى تقليصها لحث إسرائيل على تبني مسعى عسكري أكثر استهدافاً لمكافحة الإرهاب.

وبالطبع، إذا تصرفت كل أطراف هذا الصراع بشكل عقلاني، لكانت إسرائيل تتخلص من نتانياهو وتتعامل مع السبب الجذري للصراع من خلال العودة إلى حل الدولتين لمنح الفلسطينيين دولة خاصة بهم أيضاً.

ويختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى أنه بوسع الإسرائيليين والفلسطينيين العيش في سلام مع احترام متبادل وعلاقات تجارية من شأنها أن تجعل كلاً منهما أكثر ازدهاراً، ولكن هذا هو الشرق الأوسط؛ وبدلاً من ذلك، قاد هجوم حماس إلى زيادة تعنت إسرائيل وجعلها تلجأ إلى قدر أكبر من المبالغة المعتادة في ردود أفعالها، الأمر الذي سيسفر للأسف على الأرجح عن المزيد من جولات العنف.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية