تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بين آباء يرون أن الحزم والصرامة هما السبيل الوحيد لتربية أبناء مسئولين ومنضبطين، وآخرين يعتقدون أن التدليل المفرط وترك الحرية المطلقة هما طريق بناء شخصية واثقة قادرة على اتخاذ القرار، يقف جيل كامل من الأطفال والمراهقين في منطقة شائكة بين الشدة واللين.
ونتيجة هاتين الطريقتين المتناقضتين نرى اليوم مظاهر متعددة من العنف الناتج عن الكبت، أو التمرد والانفلات الناتج عن الإفراط في الحرية.
فإذا كان التوازن بين الحزم والحنان هو الأساس، تبقى النقطة الأهم في التربية الحديثة هي؛ كيف نمارس هذا التوازن عمليًا؟ وكيف نبني علاقة قائمة على الود والتفاهم مع أبنائنا؟
ونتيجة هاتين الطريقتين المتناقضتين نرى اليوم مظاهر متعددة من العنف الناتج عن الكبت، أو التمرد والانفلات الناتج عن الإفراط في الحرية.
فإذا كان التوازن بين الحزم والحنان هو الأساس، تبقى النقطة الأهم في التربية الحديثة هي؛ كيف نمارس هذا التوازن عمليًا؟ وكيف نبني علاقة قائمة على الود والتفاهم مع أبنائنا؟
القواعد الحازمة والدعم النفسي
تقول المعالج النفسي واستشاري التربية هاجر فرحات إن السر في نجاح التربية الحديثة هو أن تكون مزيجًا من القواعد الواضحة والدعم النفسي.
وتوضح، عندما يغيب الحزم، يتحول الطفل إلى شخصية غير منضبطة، معتادة على الحصول على ما تريد دون جهد، ما يضعف قدرتها على مواجهة الإحباط.
وفي المقابل، عندما يغيب الحنان ويعلو صوت العقاب والقسوة، يتشكل طفل خائف، مضطرب، يفتقر إلى الثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرار.
وتضيف أن تحقيق هذه المعادلة الصعبة هو ما يصنع جيلًا متوازنًا يعرف معنى الالتزام، وفي الوقت نفسه يشعر بأنه محبوب ومقبول كما هو، وهو جوهر التربية الحديثة.
التواصل قبل القواعد
وتؤكد هاجر، أن التربية اليوم لا تتوقف عند وضع الحدود أو إظهار العاطفة فقط، بل تتطلب من الوالدين تطوير مهارات الحوار والتواصل مع الأبناء.
فالأطفال والمراهقون في هذا العصر، ومع الانفتاح الواسع على العالم والإنترنت، بحاجة إلى من يفهم مشاعرهم ويمنحهم مساحة آمنة للتعبير، حتى عندما يخطئون.
وتحذر من تجاهل هذه النقطة قائلة: "حين لا يجد الأبناء من يصغي إليهم داخل البيت، سيلجأون إلى آخرين في العالم الافتراضي، لا نعرف قيمهم ولا أفكارهم.
لذلك علينا الاهتمام بالتواصل مع أبنائنا، وتقديم القدوة الحسنة لهم، وتشجيعهم على اتخاذ القرارات تحت إشرافنا وموافقتنا."
استراتيجيات حديثة
تلخص الدكتورة سوزان نبيل، الأخصائية النفسية، الأساليب الفعالة في التربية الحديثة، مؤكدة أن العملية التربوية منظومة متكاملة تتطلب الموازنة بين التشجيع والانضباط، واستخدام العقاب التربوي غير العنيف عند الحاجة، وفق ما جاء في علم النفس التربوي.
وتوضح أن التربية الإيجابية لا تعني التساهل أو غياب الحدود، بل هي توازن واعٍ بين الاثنين، وهدفها بناء شخصية الطفل وتطوير مهاراته بدلاً من التركيز على معاقبته، ومن أبرز استراتيجيات التربية الحديثة التي تنصح باتباعها:
- احترام الطفل واحترام اختياراته، ومناقشته والاستماع إليه مهما طال الوقت.
- التواصل الفعّال معه وتمضية وقتٍ نوعيٍّ يركز على الجودة لا الكمية.
- وضع حدود واضحة وقوانين ثابتة، ومعرفة متى نقول “لا” بحزم مع توضيح الأسباب.
- تقديم خيارات متعددة للطفل بدلًا من إجباره، ومناقشته لإقناعه.
- تدريب الطفل على تحمل المسئولية وتنمية شعوره بأهميتها.
- التركيز على إيجابيات الطفل وتشجيعه ومكافأته عليها.
التربية الإيجابية ليست فوضى
تحذر د. سوزان من سوء فهم مفهوم التربية الإيجابية، مشيرة إلى أن بعض الآباء سمحوا لأبنائهم بتجاوز حدود الأدب والاحترام ظنًّا أن هذا من مظاهر الحرية الحديثة، وتقول: "التربية الإيجابية لا تعني إطلاق العنان للأطفال دون حدود، بل تعليمهم أن الحرية مسئولية، وأن الاحترام والالتزام هما وجهان لشخصية متزنة ناضجة."
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية