كشفت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية، العاملة بمنطقة الأغا خان غرب أسوان مؤخرا، عن عدد من المقابر العائلية التي ترجع للفترة المتأخرة في العصرين اليوناني والروماني.

تضيف المقابر المُكتشفة،  تاريخًا جديدًا للمنطقة، نظرًا لقيمتها الأثرية واحتفاظها بأجزاء من مومياوات وبقايا الأدوات الجنائزية، الأمر الذي يُسهم في الكشف عن الأمراض المنتشرة خلال هذه الفترة، ويساعد في الكشف المُستقبلي عن عدد  من المقابر بالمنطقة.

33 مقبرة تاريخية
عدد المقابر المكتشفة يبلغ نحو 33 مقبرة جميعها من العصر المتأخر والعصرين اليوناني والروماني، وفقا لـ الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الأثار المصرية، موضحًا أن الدراسات التي تمت على بقايا المومياوات داخلها تشير إلى أن ما يقرب من 30% أو 40% من الذين دفنوا بها قد ماتوا في سن الشباب أو من حديثي الولادة حتى سن البلوغ.

وعن التخطيط المعماري للمقابر المكتشفة أوضح عشماوي أن البعض منها يتخذ شكل القباب، يتقدمه فناء مفتوح محاط بحوائط من الطوب اللبن، أما البعض الآخر فهو منحوت مباشرة في صخر الجبل.

امتداد مقابر النبلاء
وتقع جبانة الأغا خان في البر الغربي بأسوان، حول ضريح الأغا خان، بحسب الدكتور عبدالمنعم سعيد المشرف العام على أثار أسوان والنوبة، ومدير البعثة الأثرية من الجانب المصري، وتعتبر امتداد لمقابر النبلاء بقبة الهواء من ناحية الجنوب، وتعود مقابرها إلى العصر المتأخر والعصر اليوناني الروماني وحتى بداية العصر المسيحي المبكر.

وأوضح أن العمل بدأ في الجبانة عام 2014 بواسطة البعثة المصرية، قبل أن تبدأ البعثة المصرية الإيطالية المُشتركة العمل بالمنطقة منذ العام 2018، وخلال هذا الكشف تم العثور على حوالي 33 مقبرة خلال مواسم تنقيب مختلفة.

كنوز ثمينة
ولا يوجد نمط معماري موحد للمقابر المكتشفة، ولكن توجد تصميمات معمارية مختلفة لها، والحديث مازال  لمدير آثار أسوان والنوبة، منها ما هو منحوت مباشرة في صخر الجبل، ومنها ما له مدخل مُقبّى ومنها ما يوجد به حجرة واحدة، ومنها ما يوجد به عدة حجرات.

ورغم تعرض هذه المقابر للحفر الخلسة والسرقة منذ أقدم العصور، وفي فترة الثورات إلا أنه تم العثور على العديد من المومياوات من مختلف الأعمار، وكذلك العديد من التمائم والقطع الأثرية الحجرية والخشبية والكرتوناج، وتم نقل جميع المكتشفات إلى المخزن المتحفي .

كشف بـX-Ray
وخضعت المومياوات المُكتشفة لمسح باستخدام أشعة X-Ray بعد الحصول على الموافقات اللازمة في مستشفى أسوان الجامعي، كما أشار الدكتور عبد المنعم، والتي أسفرت عن نتائج مهمة للدراسة حول هذه الجبانة، مؤكدًا أن العمل الجبانة ما زال مستمرًا، ومن خلال السياسة المتبعة من قبل المجلس الأعلى للآثار وعمل إدارة موقع بالجبانة، جرى تركيب أبواب حديدية للمقابر المكتشفة للحفاظ عليها، وكذلك تركيب كشافات كهربائية لسهولة حراسة المنطقة.
مشاكل في العظام.

الدكتورة باتريتسيا بياتشنتي، مدير البعثة من الجانب الإيطالي، أستاذة الآثار بجامعة ميلانو، قالت إن  الدراسات التي أجريت على المومياوات أكدت أن بعضهم عانى من أمراض معدية، وبعضهم كان يُعاني من الاضطرابات العظمية، ويؤكد ذلك ظهور علامات البتر على عظام الحوض عند بعض النساء البالغات، بالإضافة لوجود بعض الصدمات العظمية، مُشيرة إلى أن الفحص الطبي للمومياوات أثبت إصابة أصحابها بأمراض مثل فقر الدم والدرن والأمراض الصدرية، وسوء التغذية، وعلامات هشاشة العظام.