تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بدأت أجازة عيد الأضحى المبارك، منذ نهاية يوم عمل الخميس الماضي 13 يونيو الحالي، وتستمر حتى يوم الأحد 23 من نفس الشهر، موعد عودة كل موظف إلى عمله.
تلك الأجازة وغيرها في مناسبات مشابهة، ينتظرها ملايين الموظفين في مختلف القطاعات، للاستمتاع بها مع ذويهم وأقاربهم فضلا عن أنها تعد فرصة مناسبة للراحة الجسدية والنفسية من مهام وأعباء العمل، إلا أن بعض المهن يحرم العاملون بها من التمتع بهذه الأجازات بسبب طبيعة عملهم "الخدمية"، التي لا يمكن الاستغناء عنها.
عم خليفة على خط النار
"عم خليفة"، أحد هؤلاء، فبالرغم من سنوات عمره التي تتجاوز الـ 50، يقف على أهبة الاستعداد دائما لأداء مهمته، وقد اختلط شعره وبشرته السمراء، بالدقيق الأبيض، فهو أحد جنود فرن العيش، الذي لا يستغنى عنها الملايين ممن يعيشون على أرض المحروسة..
"عم خليفة" جندي مجهول، يعمل طوال العام بلا انقطاع، رجل يؤدي عمله في صمت دون ضجيج، يؤدي نفس المهنة بنفس الدقة ربما يكون في نفس المكان، دون أن يعرف كلل أو ملل أو شكوى سواء في لهيب الصيف، أو برد الشتاء القارص، ليقدم رغيف العيش .
يقول عم خليفة، إنه يعمل في مهنته منذ أن كان عمره 12 عاما، وكان يراقب معلمه في بداية عمله، لكي يتعلم منه، متابعا: "لم أحسب يوما حساب لصعوبة عملي، أو أن أحصل على راحة في يوم من الأيام، حتى قبل ظهور الأفران الحديثة، وأدوات العجن الآلية، ولم أفكر في البحث عن غيرها وأنا أقف أمام لهيب الفرن في الصيف، أو أعمل بملابسي الخفيفة ويدي العاريتين في الشتاء القارص، أنا لا أهتم أبدا بالوقت ولا أحسب حسابات للساعات، وأقول دائما الحمد لله، لأتمكن من الانفاق على والدي ووالدتي وإخوتي، قبل الزواج، ثم زوجتي وأبنائي الـ 6 في مراحلهم التعليمية المختلفة آلان.
ويتابع عم خليفة قائلا: " أذهب للمنزل استمع لحكايات زوجتي التي لا تنتهي، ومشكلات أبنائي وخلافاتهم الصغيرة والكبيرة، دون أن يسمعوا مني أنا مشاكلي، هم يرون أن عملي في العطلات انتقاص لحقهم، دون أن يدركوا أنني أيضا بحاجة للراحة، ولأن أكون إلى جوارهم، ولكني لا أستطيع"، مختتما: "توقف إنتاجي ساعة واحدة يعني أن تتوقف الحياة، وأنا أنتج "العيش" يعني الحياة".
.jpeg)
مهنة إنقاذ الارواح
أحمد حسين "المُسعف"، نموذج آخر لهؤلاء الذين يعملون دون أجازات، على الرغم من أنه دائما لا يسمع كلمة شكر، وغالبا ما يتعرض للإساءة، فهو يؤدي دوره الأولى لإنقاذ الأرواح باحتراف وكفاءة بحسب إمكاناته المتاحة في سيارة الإسعاف، قبل أن ينقل المصابين والمرضى، إلى المستشفيات لاستكمال علاجهم، وبرغم ازدحام الشوارع فهو يسعى جاهدا للوصول سريعا، فهو أول من يعرف أن للدقيقة ثمنها.
أحمد حسين ابن الـ 27 عاما، في كل عيد يأمل في قضاء بضعة أيام، بين والده ووالدته وأسرته في قريتهم، ولكن يتقلص أمله مع الوقت حتى كاد أن يفقده، وأصبح كل ما يرجوه أن يمر العيد دون حوادث كبيرة تتسبب في إزهاق أرواح أو إصابات مؤثرة وأن يمر العيد هادئا للجميع.
واختتم، بالتأكيد على ضرورة إفساح الطريق أمام سيارة الإسعاف، فحتى لو لم يكن بها مريض، فهي تكون في طريقها لإنقاذ المريض، قد يكون محتاجًا إلى نقل فوري، مؤكدا أن مهمته تتلخص في إنقاذ الأرواح البشرية، والعمل بإنسانية وإخلاص.
محمد رجل الأمان
محمد السيد 41 عاما ضابط مرور، نموذج آخر لهؤلاء المحرومين من قضاء أجازة طويلة للعيد، بسبب طبيعة وظيفتهم التي تضطرهم للبقاء في الشوارع لفترات طويلة من أجل ضبط الحالة الأمنية والتصدي للتجاوزات التي يمكن أن تحدث.
محمد ضابط المرور، متزوج ولديه 3 أطفال هم كل ثروته كما يصفهم، يتمنى دائما قضاء الوقت معهم، وهم يتمنون أن يصحبهم في عطلة، إلا أنه يؤكد لهم دائما أن للضرورة أحكام، وأن قيامه على ضبط الشارع، هو أمان لهم قبل أن يكون أمان لغيرهم ، وتحقق هذا الأمان هو أثمن ما يمكن أن يقدمه لهم.

البحث عن المتاعب
وتبقى مهنة الصحافة والإعلام أو بـالأحرى كما عرف عنها "مهنة البحث عن المتاعب"، من المهن التي لا يحصل العاملون بها على الأجازات الرسمية، فهم على أهبة الاستعداد دائما من أجل متابعة الحدث.
ويصف الصحفي أحمد علام، الوضع في خلال أيام العيد بـ "الترقب"، لأنه حتى لو لم يكن لك دوام، فقد يأتيك اتصالا ما من مديرك لتغطية حدث ما أو مساعدة زميل آخر في نقله، مستطردا: "طبيعة عملي تُجبرني لأن تكون معايدتي أولًا مع معدات الشغل، وهذا قد يترتب عليه أحيانا تقصير دون قصد في صلة الرحم، وتأخيرها".
وفي محاولة لخلق بهجة العيد، يحرص كما زملائه على إحضار بعض الطعام أو حلوى العيد التي تعدها أمهاتهم وزوجاتهم، معهم إلى أماكن العمل، وتبادل أطراف الحديث بجوٍ من المرح، ما يشعرهم بالعائلة وبدفء الأجواء ولطفها، وفق تعبيره.

صانع الجمال في العيد
وينتظر الجميع رجال ونساء وأطفال العيد، للظهور في أفضل إطلالة، خاصة مع اجتماع العائلات، ومن ثم تشكل الأعياد موسما رائجا لصالونات التجميل .
ويقول تامر شركس - وهو صاحب صالون تجميل للسيدات – إن عمله في العيد يبدأ قبل المناسبة ببضعة أيام، إذ تحرص الكثير من عملائه على البدء مبكرا، والكثيرات منهن تصطحب معها أطفالها، وهذا يشكل عبئا نفسيا كبيرا عليه وعلى طاقم عمله للتعامل مع الصغار بلطف، رغم فرط حركتهم وأحيانا صراخهم خوفا من التجربة، وفي نفس الوقت تقديم الخدمة لهم بشكل يرضي أمهاتهم.
ويختتم: "ولكن على الرغم من متاعب عملنا، فنحن نسعد بتقديم الخدمة لزبائننا، خاصة عندما يرون أننا قدمنا لها شيئا جميلا"
تلك الأجازة وغيرها في مناسبات مشابهة، ينتظرها ملايين الموظفين في مختلف القطاعات، للاستمتاع بها مع ذويهم وأقاربهم فضلا عن أنها تعد فرصة مناسبة للراحة الجسدية والنفسية من مهام وأعباء العمل، إلا أن بعض المهن يحرم العاملون بها من التمتع بهذه الأجازات بسبب طبيعة عملهم "الخدمية"، التي لا يمكن الاستغناء عنها.
عم خليفة على خط النار
"عم خليفة"، أحد هؤلاء، فبالرغم من سنوات عمره التي تتجاوز الـ 50، يقف على أهبة الاستعداد دائما لأداء مهمته، وقد اختلط شعره وبشرته السمراء، بالدقيق الأبيض، فهو أحد جنود فرن العيش، الذي لا يستغنى عنها الملايين ممن يعيشون على أرض المحروسة..
"عم خليفة" جندي مجهول، يعمل طوال العام بلا انقطاع، رجل يؤدي عمله في صمت دون ضجيج، يؤدي نفس المهنة بنفس الدقة ربما يكون في نفس المكان، دون أن يعرف كلل أو ملل أو شكوى سواء في لهيب الصيف، أو برد الشتاء القارص، ليقدم رغيف العيش .
يقول عم خليفة، إنه يعمل في مهنته منذ أن كان عمره 12 عاما، وكان يراقب معلمه في بداية عمله، لكي يتعلم منه، متابعا: "لم أحسب يوما حساب لصعوبة عملي، أو أن أحصل على راحة في يوم من الأيام، حتى قبل ظهور الأفران الحديثة، وأدوات العجن الآلية، ولم أفكر في البحث عن غيرها وأنا أقف أمام لهيب الفرن في الصيف، أو أعمل بملابسي الخفيفة ويدي العاريتين في الشتاء القارص، أنا لا أهتم أبدا بالوقت ولا أحسب حسابات للساعات، وأقول دائما الحمد لله، لأتمكن من الانفاق على والدي ووالدتي وإخوتي، قبل الزواج، ثم زوجتي وأبنائي الـ 6 في مراحلهم التعليمية المختلفة آلان.
ويتابع عم خليفة قائلا: " أذهب للمنزل استمع لحكايات زوجتي التي لا تنتهي، ومشكلات أبنائي وخلافاتهم الصغيرة والكبيرة، دون أن يسمعوا مني أنا مشاكلي، هم يرون أن عملي في العطلات انتقاص لحقهم، دون أن يدركوا أنني أيضا بحاجة للراحة، ولأن أكون إلى جوارهم، ولكني لا أستطيع"، مختتما: "توقف إنتاجي ساعة واحدة يعني أن تتوقف الحياة، وأنا أنتج "العيش" يعني الحياة".
.jpeg)
مهنة إنقاذ الارواح
أحمد حسين "المُسعف"، نموذج آخر لهؤلاء الذين يعملون دون أجازات، على الرغم من أنه دائما لا يسمع كلمة شكر، وغالبا ما يتعرض للإساءة، فهو يؤدي دوره الأولى لإنقاذ الأرواح باحتراف وكفاءة بحسب إمكاناته المتاحة في سيارة الإسعاف، قبل أن ينقل المصابين والمرضى، إلى المستشفيات لاستكمال علاجهم، وبرغم ازدحام الشوارع فهو يسعى جاهدا للوصول سريعا، فهو أول من يعرف أن للدقيقة ثمنها.
أحمد حسين ابن الـ 27 عاما، في كل عيد يأمل في قضاء بضعة أيام، بين والده ووالدته وأسرته في قريتهم، ولكن يتقلص أمله مع الوقت حتى كاد أن يفقده، وأصبح كل ما يرجوه أن يمر العيد دون حوادث كبيرة تتسبب في إزهاق أرواح أو إصابات مؤثرة وأن يمر العيد هادئا للجميع.
واختتم، بالتأكيد على ضرورة إفساح الطريق أمام سيارة الإسعاف، فحتى لو لم يكن بها مريض، فهي تكون في طريقها لإنقاذ المريض، قد يكون محتاجًا إلى نقل فوري، مؤكدا أن مهمته تتلخص في إنقاذ الأرواح البشرية، والعمل بإنسانية وإخلاص.
محمد رجل الأمان
محمد السيد 41 عاما ضابط مرور، نموذج آخر لهؤلاء المحرومين من قضاء أجازة طويلة للعيد، بسبب طبيعة وظيفتهم التي تضطرهم للبقاء في الشوارع لفترات طويلة من أجل ضبط الحالة الأمنية والتصدي للتجاوزات التي يمكن أن تحدث.
محمد ضابط المرور، متزوج ولديه 3 أطفال هم كل ثروته كما يصفهم، يتمنى دائما قضاء الوقت معهم، وهم يتمنون أن يصحبهم في عطلة، إلا أنه يؤكد لهم دائما أن للضرورة أحكام، وأن قيامه على ضبط الشارع، هو أمان لهم قبل أن يكون أمان لغيرهم ، وتحقق هذا الأمان هو أثمن ما يمكن أن يقدمه لهم.

البحث عن المتاعب
وتبقى مهنة الصحافة والإعلام أو بـالأحرى كما عرف عنها "مهنة البحث عن المتاعب"، من المهن التي لا يحصل العاملون بها على الأجازات الرسمية، فهم على أهبة الاستعداد دائما من أجل متابعة الحدث.
ويصف الصحفي أحمد علام، الوضع في خلال أيام العيد بـ "الترقب"، لأنه حتى لو لم يكن لك دوام، فقد يأتيك اتصالا ما من مديرك لتغطية حدث ما أو مساعدة زميل آخر في نقله، مستطردا: "طبيعة عملي تُجبرني لأن تكون معايدتي أولًا مع معدات الشغل، وهذا قد يترتب عليه أحيانا تقصير دون قصد في صلة الرحم، وتأخيرها".
وفي محاولة لخلق بهجة العيد، يحرص كما زملائه على إحضار بعض الطعام أو حلوى العيد التي تعدها أمهاتهم وزوجاتهم، معهم إلى أماكن العمل، وتبادل أطراف الحديث بجوٍ من المرح، ما يشعرهم بالعائلة وبدفء الأجواء ولطفها، وفق تعبيره.

صانع الجمال في العيد
وينتظر الجميع رجال ونساء وأطفال العيد، للظهور في أفضل إطلالة، خاصة مع اجتماع العائلات، ومن ثم تشكل الأعياد موسما رائجا لصالونات التجميل .
ويقول تامر شركس - وهو صاحب صالون تجميل للسيدات – إن عمله في العيد يبدأ قبل المناسبة ببضعة أيام، إذ تحرص الكثير من عملائه على البدء مبكرا، والكثيرات منهن تصطحب معها أطفالها، وهذا يشكل عبئا نفسيا كبيرا عليه وعلى طاقم عمله للتعامل مع الصغار بلطف، رغم فرط حركتهم وأحيانا صراخهم خوفا من التجربة، وفي نفس الوقت تقديم الخدمة لهم بشكل يرضي أمهاتهم.
ويختتم: "ولكن على الرغم من متاعب عملنا، فنحن نسعد بتقديم الخدمة لزبائننا، خاصة عندما يرون أننا قدمنا لها شيئا جميلا"
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية