تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فى كل عام يولد مهرجان سينمائي عربي يضاف إلى خريطة المهرجانات السينمائية، وآخر تلك المهرجانات الوليدة هو مهرجان الدوحة السينمائي بقطر، وبورسعيد السينمائي وكلاهما يعقد في نوفمبر 2025 ، ووصل عدد المهرجانات التي تقام في مصر وبعض الدول العربية إلى قرابة الـ 25 مهرجانا تستأثر المغرب وحدها بنصف القائمة، في حين تقدم مصر 6 مهرجانات، ومهرجان في كل بلد عربي كالسعودية والجزائر ولبنان، بالإضافة إلى بعض المهرجانات المتخصصة كالشارقة للطفل.
ومع تزايد المهرجانات أصبح السؤال المطروح دائماً؛ هل يوجد إنتاج سينمائي محلي يكفي لتمثيل البلاد التي تقام فيها؟
ننتظر الجونة والقاهرة
يقول المنتج جابي خوري؛ بأن ما يُنتج من أفلام قد لا يكفي المهرجانات لكن على الأقل هناك تمثيل مشرف بفيلمين في مهرجانين كبيرين مثل القاهرة والجونة السينمائيين، مشيراً إلى أنه سيقدم أفلامه هذا العام لهما.
وبرغم حالة الترهل التي أصابت مسابقات المهرجانات المصرية لعدم مشاركة أفلام مصرية خلال السنوات الماضية حتى أن فيلماً واحداً قد يُسمح بالمشاركة به في كل المسابقات ليحصل على جوائز، إلا أن المخرج أمير رمسيس له رأي يقول فيه: "الأزمة قد تبدو شكلاً أنها ضعف في الإنتاج، لكن مع نظرة تأملية سنكتشف أن كثرة المهرجانات هي التي أعطتنا صورة ضبابية بأن المنتج لا يكفي للمنافسة في المهرجانات، فمصر وحدها بها مهرجانات دولية وتصنف عربياً وعالمياً ضمن أهم مهرجانات العالم، ومن ثم إن استأثر مهرجان القاهرة بفيلمين والجونة بفيلمين بمستوى غني عال قد لا تجد بقية المهرجانات أفلاماً، وفي رأيي أن بعض المهرجانات نجحت في الخروج من هذا المأزق بأن سمحت بمشاركة أفلام سبق أن شاركت في مهرجانات أخرى، فأصبح الفيلم الواحد يمثل بلده في عدة مهرجانات دولية دون أن نشعر بالنقص في كم المنتج سنوياً، وهذا لا يبرر أن إنتاجنا لا يكفي إذ أننا نحتاج على الأقل إلى عشرة أفلام بمستوى فني جيد للمنافسة في كل المهرجانات، ناهيك عن الأعمال التجارية التي تُنتج لتُعرض في المواسم".
أضاف رمسيس، هناك عامل آخر مهم يؤثر في توزيع الأفلام على المهرجانات مما يعطي شعوراً بقلة المنتج وهو عامل الزمن أو التوقيت، بمعنى أن من لديه فيلم يريد أن يحقق به رواجاً عالمياً وعربياً يرفض عرضه في مهرجانات ثانوية، ويحتفظ به لمهرجانات كبرى. وهذا أيضاً يجعل الفيلم دائماً في قائمة انتظار.
مسابقة للفيلم المصري
الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي، يوضح قائلاً: أحاول فض هذا الاشتباك سنويا، بأن أنشئ مسابقة للفيلم المصري، ونجحنا فيها هذا العام، فليس شرطاً أن تكون كل الأفلام لكبار النجوم، لأننا لو فكرنا بهذه الطريقة لن نجد أفلاماً مصرية مع أننا حصلنا على أفلام للمسابقة بمستوى فني وتقني عال، ولدينا فيلم به نجم كبير، لكن في كل الأحوال ما يُنتج لا يسد فراغاً قائماً منذ سنوات حيث يتعذر في كثير من الأحيان الحصول على فيلم مصري بالمهرجانات المصرية، حتى إن خرجت دورات لمهرجان القاهرة السينمائي بدون تمثيل مصري".
صناديق الدعم
المنتجون يرون أن صناديق الدعم أسهمت في حل جزء كبير من الأزمة لكنها لم تُسهم في حلها بشكل سنوي، إذ يتم دعم تجارب ما قد تظل لسنوات حتى تكتمل، لكنها تعطي المهرجان ما يسمى بالعرض الأول للمشروع حال انتهاء مخرجه منه لأنه حصل على دعم مالي من صندوق دعم المهرجان.
ويبدو أن الأزمة ستكون لها أبعاد كثيرة خلال الأشهر القليلة المتبقية، فالمهرجانات ليست حفلات وسجادة حمراء ونجوم وضجيج وجدل فقط، بل هي افلام وتمثيل للبلد المضيف، حيث تعيش المنطقة العربية خلال النصف الثاني من عام 2025 حالة من الحراك السينمائي الاستثنائي، حيث تتوزع المهرجانات بين مصر والمغرب والبحرين والسعودية، لتشكل جميعها خريطة فنية وثقافية تنتظرها الجماهير وصناع السينما بشغف.
موسم ثري
فالموسم الذي يمتد من سبتمبر وحتى ديسمبر يَعِد بمزيج من العروض المبهرة والحوارات الغنية والفرص الواعدة للمواهب الجديدة، البداية ستكون من مدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر، حيث تنطلق فعاليات مهرجان الغردقة لسينما الشباب في الفترة من 25 - 30 سبتمبر.
ويُعد هذا المهرجان منصة مهمة لاكتشاف طاقات جديدة، إذ يمنح الفرصة للأفلام القصيرة والوثائقية وأعمال طلاب السينما للظهور أمام جمهور واسع، مع ورش تدريبية تدعم خبرات الجيل الجديد.
مهرجانات مصرية وعربية
وفي أكتوبر، تتجه الأنظار إلى الساحل الشمالي حيث يقام مهرجان الجونة السينمائي الدولي من 16 - 24 أكتوبر.
هذا المهرجان الذي نجح في سنوات قليلة في ترسيخ مكانته ضمن الأجندة العالمية، يجمع بين البريق السينمائي والطرح الثقافي، ويستضيف أفلاماً عربية وعالمية إلى جانب فعاليات "منصة الجونة السينمائية" المخصصة لدعم المشاريع الجديدة.
وفي الشهر نفسه أيضاً، تحتضن عروس البحر المتوسط الدورة الجديدة من مهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر المتوسط، وهو واحد من أعرق المهرجانات المصرية منذ تأسيسه عام 1979، ويحتفي بإبداعات دول حوض المتوسط، كما يمنح مساحة خاصة للتلاقي الثقافي والحضاري.
ومع نهاية أكتوبر، تنتقل البوصلة إلى الخليج العربي، حيث تنطلق الدورة الجديدة من مهرجان البحرين السينمائي في الفترة من 30 أكتوبر - 3 نوفمبر.
هذا المهرجان يركز بشكل خاص على دعم السينما البحرينية والخليجية، ويُعرف ببرامجه المتنوعة التي تشمل عروض الأفلام وورش العمل وحلقات النقاش.
لكن الذروة تظل مع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يُقام هذا العام من 12 - 21 نوفمبر بدار الأوبرا المصرية، المهرجان الذي تجاوز عمره الأربعة عقود يُعد الأعرق في العالم العربي والأفريقي والمعتمد من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF).
القاهرة هنا تتحول إلى عاصمة للسينما العالمية، حيث تجتمع لجان تحكيم دولية ويُعرض أحدث ما أنتجته السينما العالمية، مع تقديم جوائز مرموقة مثل "الهرم الذهبي" وجائزة "فاتن حمامة".
وليس بعيداً عن القاهرة، تستعد مدينة بورسعيد لاحتضان دورة جديدة من مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي خلال نوفمبر.
أما الختام الكبير لموسم 2025، فسيكون في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، حيث يُقام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي من 4 - 13 ديسمبر.
وعلى الرغم من حداثة هذا المهرجان، فإنه أصبح خلال فترة قصيرة واحداً من أهم الفعاليات السينمائية في المنطقة، جامعاً بين العروض الفنية الرفيعة والأنشطة الصناعية التي تدعم صناعة السينما في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.
كل تلك المهرجانات تحتاج إنتاجاً سينمائياً كبيراً، لكن ما يُنتج لا يزيد على أصابع اليد الواحدة، يفضل أصحابها عرضه في المهرجانات ذات الجوائز المالية التي تعوض منتج الفيلم بعضا مما أنفقه على فيلمه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية