تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أصبحت السرقات الموسيقية والغنائية أزمة العصر، فلا يكاد يمر يوم دون أزمة، سواء في مصر أو حتى في العالم، ولم يعد بمقدور ورثة الأعمال القديمة والأصلية متابعة ما يتم سرقته من أصول تراثية لآبائهم أو أجدادهم.
سرقات واضحة
ومن أحدث تلك الأعمال التي تم استغلالها، أوبريت "الليلة الكبيرة" من تأليف الشاعر الكبير صلاح جاهين وألحان الموسيقار الكبير سيد مكاوي، والذي استُخدم في الإعلان الخاص بضم اللاعب محمود حسن "تريزيجيه" إلى النادي الأهلي، وذلك دون الحصول على التصريحات القانونية اللازمة من أصحاب الحقوق أو من يمثلهم قانونًا، ثم حاليًا أوبريت "الحلم العربي"، حيث فوجئ المؤلف مدحت العدل بأن إحدى المنصات قامت بالتعدي على الحقوق الفكرية والفنية للأغنية الوطنية "الحلم العربي".
خطوات قانونية
يقول الشاعر مدحت العدل، رئيس جمعية المؤلفين والملحنين: "لن نسمح بأي اعتداء على أي مصنف فني، وقد أنذرنا النادي الأهلي وأصدرت الجمعية بيانًا، فقد اعتدنا على أن نتخذ طرقًا ودية للتفاوض، تبدأ باجتماع وبيانات للجهة المعتدية على المصنف، وبعدها نجري مفاوضات مع كل الأطراف، فإن كانت هناك نوايا للحل من جميع الأطراف نتدخل، ومن له حقوق يحصل عليها، وفي حال عدم وجود جدوى من المفاوضات أو الحلول الودية، لدينا طرق قانونية، لأن دور الجمعية هو حماية الحقوق".
وتابع العدل؛ وكما فعلنا في الاستخدام غير القانوني لأوبريت الليلة الكبيرة، وقمنا بالاتصال بورثة العمل من أسرة الشاعر الكبير صلاح جاهين، والملحن سيد مكاوي، والمخرج الراحل صلاح السقا، سنتخذ الإجراءات نفسها بالنسبة لأوبريت الحلم العربي، الذي شرفت بكتابته، وشارك فيه كبار المطربين، وألحان الراحل حلمي بكر.
الاقتباس والسرقة أمر شائع
يرى الموسيقار الدكتور حسن شرارة أنها ظاهرة شائعة منذ سنوات، وتوجد جهات متخصصة في هذا المجال، وهي جمعيات المؤلفين والملحنين، وتشمل الكتّاب والمؤلفين الذين يكتبون الكلمات، بالإضافة إلى الملحنين الذين يؤلفون الألحان، وتعمل هذه الجمعيات على تحصيل الرسوم المستحقة عن كل الأعمال التي تُذاع أو تُعرض، وذلك في إطار حماية حقوق الملكية الفكرية.
وتابع: "تضمن هذه الجمعيات لكل مبدع الحصول على حقه، كما يمكن التقدّم بشكوى لديها في حال التعرض للسرقة أو التعدي على الحقوق، فهي تضم محامين مختصين وجانبًا قانونيًا متكاملًا، بالإضافة إلى القوانين التي تحمي المؤلفين والملحنين من السرقات الفنية".
وأضاف د. شرارة أن هناك حدود ومعايير دقيقة تُراعى، فمثلًا يُقال إن أربعة (موازير) موسيقية لا تُعدّ سرقة، أما تجاوز هذا الحد فقد يُعتبر تعديًا، المسألة معقدة، خاصة مع تطور التكنولوجيا التي لم تترك شيئًا إلا وسهّلته، بما في ذلك التقليد والاقتباس.
فقر ابداعي
ويرى د. شرارة أن ما يحدث أحيانًا من نسخ أو تقليد هو فقر إبداعي، فلو وُجد الإبداع الحقيقي، لكان كل فنان أو مؤلف يفكر جيدًا قبل أن يشرع في تأليف لحن أو كتابة كلمات أغنية، فينظر إلى السوق، ويدرس الأعمال القائمة، ليرى ماذا قدم الآخرون وماذا يمكنه أن يضيف، بدلًا من أن ينسخ عملًا فقط لأنه أعجبه أو لأنه نجح.
وقال: "في زمن عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش، كان هناك تحقق دائم من الأصالة وتجنب الاقتباس، صحيح أن عبد الوهاب مثلًا تأثر أحيانًا بالموسيقى العالمية، فقد كان مثقفًا موسيقيًا ويستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية الغربية، لكن اقتباساته كانت مدروسة".
أعمال مقتبسة
ويضيف د. شرارة، على سبيل المثال، بداية أغنية (لا تكذبي) مأخوذة من السيمفونية الإسبانية للمؤلف الفرنسي إدوار لالو، والتي تنتمي للعصر الرومانسي (القرن التاسع عشر)، ولكن بحكم تقادم الزمن، فإن حقوق الملكية الفكرية لتلك الأعمال تكون قد سقطت، إذ تسقط عادة بعد مرور خمسين سنة على وفاة المؤلف.
لذلك، يمكن لأي شخص أن يستفيد من ألحان سيد درويش مثلًا، إذا مرّ أكثر من خمسين سنة على وفاته، دون أن يُمنع قانونيًا، لأن الحقوق تنتقل للورثة لمدة خمسين سنة فقط، وبعدها يُعتبر العمل ضمن الملك العام.
واختتم قائلاً: "هذا ملف كبير ويحتاج إلى وعي قانوني، والجمعيات المعنية، خاصة تلك التي لها فروع دولية كالمكتب الرئيسي في فرنسا مثل SACEM))، لديها القدرة على استرداد حقوق المبدعين والدفاع عنها قانونيًا، وخاصة أن الذكاء الاصطناعي أصبح له دوراً مهماً في تسهيل السرقات الفنية.
قائمة طويلة
يُذكر أن مئات الأعمال الموسيقية والغنائية تعرضت للسرقة منذ بدايات الحركة الموسيقية والغنائية في مصر، من بينها:أغنية "غنوا معايا" لعمرو دياب (2000)، والتي وُجهت لها اتهامات بالاقتباس من لحن أجنبي قديم، أغنية "مفيش حاجة" لمحمد فؤاد، التي قيل إنها مأخوذة عن لحن أجنبي، وفي السبعينيات، اتُّهمت فايزة أحمد بأن أغنيتها "مبروك" مستوحاة من أغنية أوروبية، كما أُثير جدلاً كبيراً حول أغنية "أنت عمري" لأم كلثوم بأنها مقتبسة من أغنية فرنسية، كذلك بعد أيام من شهرة أغنية "سلامات سلامات" لنادية مصطفى، سُرق لحنها بالكامل وتم تحويله إلى أغنية باللغة التركية، كما سُرقت معظم أعمال أم كلثوم وفيروز ونجاة وتم تحويلها إلى أغانٍ بلغات أجنبية.
أحدث القضايا
ومن أحدث القضايا المثارة حاليًا، ما قام به الشاعر والملحن بهاء الدين محمد، حيث لجأ للقضاء برفع دعوى ضد المطرب الإماراتي حسين الجسمي، متهمًا إياه بالاستيلاء على لحن أغنيته القديمة "تعالي" وإعادة استخدامه في أغنيته الشهيرة "أحبك" دون إذن أو ترخيص.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية