أنواع كثيرة من الفواكه والخضروات والأطعمة خُلقت لتمنحنا السعادة، استطاعت وببساطة أن تتحكم في حالتنا المزاجية، هذا ما كشفت عنه نتائج دراسة علمية حديثة منشورة عبر موقع المكتبة الوطنية للطب الأميركية، والتي أشارت إلى أن هناك بعض الأطعمة يبحث عنها العقل قبل الأمعاء، لأنها تعمل على تحسين الصحة العقلية وإدارة القلق بدون دواء، ومنها تناول الأطعمة السكرية والمحلاة التي تمنحنا بعض الرضا، والشعور بالسعادة.

تفسير علمي
تشير بعض التفسيرات العلمية لوجود سبب في رغبتنا في تناول الطعام عندما نكون في حالة مزاجية سيئة، أو عندما نشعر بالضيق، فبعض الثقافات تطلق على هذا الارتباط "الطعام المريح"، وتحتوي هذه الأطعمة على خصائص مشتركة، فهي تميل إلى أن تكون غنية بالكربوهيدرات، الدهون، أو السكريات.

اليود والبحر ثنائي يجلب السعادة
كما أشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من البحار يبدون أكثر سعادة من غيرهم وذلك لتناولهم الأسماك والمأكولات البحرية كأطعمة تزيد الشعور بالسعادة لاحتوائها على الأوميجا 3 التي تساعد بدورها على تهدئة الأعصاب ومحاربة الاكتئاب، والتي تتواجد خاصة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونا.
وتعد الأطعمة الغنية باليود مثالاً على الأطعمة تزيد الشعور بالسعادة، وذلك لخصائصه المذهلة المضادة للاكتئاب، وتعد الأعشاب البحرية ومنها السوشي من أكثر الأطعمة الغنية باليود.


مضادات الاكتئاب
ويجب ألا تخلو مائدتك من الأطعمة الملونة، فالسبانخ تحتوي على المغنيسيوم الذي ساعد على علاج الاكتئاب، ويضاف إلى السبانخ أيضاً، الخضراوات الورقية الخضراء فهي مليئة بحمض الفوليك والذي يعد نقصه مرتبط بالإصابة بالاكتئاب.

القهوة
يعود السبب في اعتبار القهوة مشروب يزيد الشعور بالسعادة إلى الكافيين، والذي يمنع إفراز "الأدينوزين" - وهو مركب طبيعي بالجسم يعمل على زيادة اليقظة والانتباه- فالكافيين له خصائص مضادة للاكتئاب ويزيد من إطلاق الناقلات العصبية التي تحسن المزاج. 

الموز
أما الموز فيساعد على التخلص من التعاسة بسهولة، لاحتوائه على نسبة عالية من فيتامين ب 6، الذي يساعد على تصنيع النواقل العصبية التي تجعل الفرد يشعر بالسعادة مثل "الدوبامين" و"السيروتونين"، كما أنه غني بالسكر والألياف.

التوت والفراولة
تتميز هذه الفواكه بألوانها الزاهية ومذاقها الرائع تستطيع أن تأخذ الفرد من ظلمات أحزانه إلى أوج سعادته وتجنبه الاكتئاب، فهي غنية بمضادات الأكسدة والمركبات الفينولية، وما يجعلها تزيد الشعور بالسعادة احتوائها هو مركب "الأنثوسيانين"، الذي يساعد على التخفيف من أعراض الاكتئاب بنسبة كبيرة نسبياً.


المكسرات والحبوب
لا يقتصر تناول المكسرات بما فيها الجوز، اللوز، الكاجو، الفول السوداني على كسر الملل، إضافة إلى الحبوب مثل بذور اليقطين، والسمسم، وبذور عباد الشمس، فهي تحتوي على "التربتوفان"، وهو حمض أميني مسئول عن إنتاج هرمون السعادة.

الشاي الأخضر
أكدت الأبحاث أيضاً أن الشاي الأخضر من الأعشاب التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية، وتقليل التوتربكل سهولة.

الطماطم
أما الطماطم فتحتوي على مركب "اللايكوبين" - الذي يمنحها لونها الأحمر اللامع- ويعد علاجاً فعالاً في محاربة الكآبة وتحسين المزاج، لذا لا بد من تجربتها عند الشعور بأي حزن.

هرمون السعادة
الشوكولاتة تجعل من يأكلها يشعر بالسعادة لأنها تعمل على مراكز المخ والاحساس باللذة والشبع، هذا ما أكده الدكتور عبد الرحمن شمس، أخصائي التغذية، فهناك أطعمة تحفز إفراز هرمون "الأندروفين"، الذي يساعد على الشعور بالرضا والسعادة. 
وكذلك المشروبات الطبيعية مثل عصائر الكيوي، الموز، التفاح تمنح شعوراً رائعاً بالسعادة، لافتاً أن معدل هذا الشعور يختلف من شخص لآخر ووفقا للظروف المحيطة والحالة المزاجية. 

أطعمة مفيدة للسيدات 
وأضاف أن السيدات والفتيات يمررن بأوقات تسوء فيها الحالة المزاجية، وخاصة وقت الدورة الشهرية، وهنا نجد أن الأطعمة التي تحتوي على سكريات مثل الفواكه، هي الأفضل لتحسين الحالة المزاجية وتقليل من الأعراض السلبية لديهن. 

الطقس والطعام
ويستطرد د. شمس قائلاً: الطقس يلعب دوراً كبيراً في إحساسنا بالسعادة، وتختلف معه تفضيلاتنا أيضاً ففصل الصيف يفضل تناول كل ما هو مثلج وطبيعي للتغلب على الحرارة، والابتعاد عن الأكلات الدسمة، بينما في فصل الشتاء نلجأ إلى المشروبات والأكلات الساخنة التي تمنحنا شعوراً بالدفء، محذراً من الإفراط في الأكلات الدسمة أو الدهون المشبعة خاصة مع الأجسام القابلة للسكر ومقاومة أنسولين.

السعادة تختلف من مكان لآخر
وبدوره أشار الدكتور هاني أبو النجا، خبير التغذية، إلى أن تفضيل طعام ومنحه الشعور بالسعادة قد يختلف ذلك من ثقافة إلى أخرى ومن شخص أو عائلة أو جيل إلى آخر، فالأبحاث، تشير إلى أن الأكلات التي تحتوي على الدهون جعلت الناس أقل حزنًا عندما وضعهم الباحثون في أجواء حزينة.