تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لأول مرة منذ سنوات يهل علينا العام الجديد بدون أن نجد سيل من التوقعات للمستقبل، فهذا المنجم يحذر من الحرب، والآخر يؤكد حدوث طلاق لإحدى الفنانات، وزواج الأخرى، بينما يغتال زعيم على يد آخر، وتصبح الحياة وردية عند غيره، والكثير والكثير من النبوءات والتوقعات المحلية والعالمية، وكأنهم ملكوا مفاتيح الغيب وتحول الأمر من مجرد آراء تخمينية قد تصيب أو تخطئ، إلى محاولة إقناع الجمهور أن التنجيم علم ودراسة واجتهاد، مما ينعكس على البسطاء طوال العام.
قرار صائب
لكن تختم 2024 أيامها بصدور أول قرار بخصوص ظهور المنجمين على الشاشات، فخرج علينا رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني بقرار منع ظهور العرافين والمنجمين على شاشة القنوات وعبر أثير الإذاعات والمواقع التابعة للهيئة، ليصفه الكثيرون بأنه قرار صائب في مضمونه وتوقيته، وأعربوا عن أملهم في أن يتضامن معه في ذلك القائمين على صنع القرار في الشركة المتحدة للإعلام، وإلزام قنواتها بتنفيذ محتوى هذا القرار، لأن الفائدة تعم على الجميع.
خطر كبير
وكان المسلماني قد أوضح قائلاً: أصدرنا توجيهنا لجميع قنوات وإذاعات ومواقع الهيئة بحظر استضافة العرافين والمنجمين، حيث إنه لزاماً علينا الابتعاد عن الترويج لخرافات المنجمين والمشعوذين مهما كانت شهرتهم، وتجاهل كل من يستهدف إهانة العقل وتسفيه المعرفة، وتأسيس شهرة كاذبة على توقعات عشوائية لا سند لها، ومن ثم فواجب وسائل الإعلام مواجهة الجهل، وتعظيم العلم، وتعزيز المنطق.
بارقة أمل
فيما قالت أسماء حبشي المذيعة بالتليفزيون المصري: قرار منع ظهور العرافين على شاشات الهيئة الوطنية للإعلام وإذاعاتها قرار حكيم جدًا، ويعزز دور الإعلام التوعوي والخدمي، وكان من المنتظر أن يكون هذا القرار قائماً ويعمل به منذ فترة، فشاشات التليفزيون المصري لم تعتد على استضافة هذه النوعية من الضيوف، نظرًا للوازع المهني لدينا جميعاً.
القرار أظهر مدى انضباط الهيئة ومراعاتها للمهنية، وذلك يضع الإعلام في دوره الصحيح، وفي حقيقة الأمر فإن هناك الكثير من القنوات الخاصة اعتادت منذ زمن ليس بالقليل على وضع فقرة مع العرافين والمنجمين ضمن برامجها على سبيل الترفيه، وما هي سوى محاولات لتسطيح العقول، وتحمل في طياتها مضمامين خارجة عن إطار ديننا الحنيف، حيث إن الغيب لا يعلمه إلا الله.
قدوة ومثل
نأمل أن يتم تعميم هذا القرار على جميع القنوات والإذاعات المصرية، وليس قنوات الهيئة الوطنية للإعلام فقط، لأن مصر عاشت لسنوات طوال رائدة في الإعلام العربي، ويجب أن نكون قدوة ومثل جيد في الوقت الحالي والمستقبل القريب والبعيد.
وختاماً أحب أن أؤكد على أهمية إقناع الأجيال الجديدة أن متابعة العرافين والمنجمين أمور غير مستحبة في ثقافتنا ووعينا وديننا.
قرار صائب
بينما قال الباحث والناقد محمد شوقي أن قرار منع ظهور العرافين على الشاشات؛ قرار صائب من الدرجة الأولى، ونال استحسان الغالب الأعظم من عموم المصريين ووضح ذلك جليًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المقالات الصحفية والبرامج العربية في شتى أنحاء الوطن العربي، فكم تأذينا وتأذت عقول أبناءنا من خرافات هؤلاء الدجالين التي لا تستند على شيء ذي قيمة، سواء كان علم أو منطق أو دين سماوي مقدس، وللأسف أن هؤلاء كانت تضاعف أعدادهم يوما بعد يوم، مما يدعو إلى الريبة في أمرهم، وبالتصدي لهم على هذا النحو الذي تضمنه قرار الهيئة الوطنية للإعلام، فإننا نحمي مجتمعنا من تسطيح الفكر ومحو الهمة والعزيمة، فهؤلاء الدجالين يبثون الخوف في صدور الناس، وينزعون منهم الدافع نحو تحقيق طموحهم، ويثبتوا عقولهم بخرافاتهم في انتظار مجهول في الغالب هو كذبة كبيرة وافتراء على الله، الذي لا يعلم الغيب سواه، ويجب أن نذكر أن رسولنا الكريم قال في هؤلاء "كذب المنجمون ولو صدقوا" وفي رواية أخرى "ولو صدفوا"، وكل ما نصبوا إليه كمجتمع مصري في قادم أيامنا هو أن تتضامن في تنفيذ هذا القرار كافة وسائل الإعلام المصرية مقروءة ومسموعة ومرئية، لكي تكون نهاية حتمية لهذه النوعية من الكذابين والمحتالين على الناس، ونملأ فراغ وجودهم بالأدب والعلم والفن الهادف الذي يرقى بالنفس البشرية ويدفعها للبناء والتعمير كل في مجاله.
القدوة تحل الأزمة
وبتأييد وترحيب كبير بهذا القرار بدأت الدكتورة هبة الصباحي الخبيرة النفسية والأسرية؛ قائلة إنه القرار الصائب لصالح المجتمع المصري والأسرة المصرية، التي توغل هؤلاء الدجالين داخلهم، وتركوا آثاراً نفسية غاية في السوء ستحتاج كثير من الوقت لتخطيها وإصلاح تلك النفوس وردها لصوابها مرة أخرى، ولابد أن نسرع الخطى نحو ذلك عن طريق الدور التوعوي لكل من علماء الدين الثقات لدى الناس وعلماء النفس الكبار، وتمكينهم عن طريق منحهم مساحات على الشاشات ليصلحوا ما أفسده العرافين والكذابين.
وتقول د. هبه إن عرض تجارب النماذج المصرية المتفردة في الحياة وأسباب نجاحهم الكبير، يؤثر بالإيجاب على الصحة النفسية للمشاهد، فيعطيه مزيداً من الأمل في الاجتهاد للوصول للنجاح وتحقيق أحلامه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية