بداية التنفيذ في الأقصر
من المقرر أن يبدأ تنفيذ المشروع في محافظة الأقصر، لما تحمله من أهمية تاريخية كبيرة تعكس الحضارة الفرعونية، سيتم تجهيز قاعة عرض مزودة بأجهزة بروجيكتور متطورة، لتقديم عروض مبهرَة تحاكي القصص الفرعونية على أسقف المعابد، كما تسعى الوزارة لتوسيع التجربة لاحقًا لتشمل قباب المباني التاريخية الأخرى.

من أبرز مميزات هذه القباب أنها قابلة للفك والتركيب بسهولة، ما يتيح نقلها بين الأماكن حسب الحاجة، سواء في الصيف أو الشتاء، مع إمكانية تنفيذها في العاصمة الإدارية الجديدة أو مدينة العلمين، وتُقدّر تكلفة القبة الواحدة بحوالي ٢٣٠ مليون جنيه.

مراحل تطوير عروض الصوت والضوء
أوضح محمد عبد العزيز، العضو المنتدب ورئيس مجلس إدارة شركة مصر للصوت والضوء، أن خطة التطوير تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية:

1.    تحديث العروض القديمة: يشمل تطوير عروض الصوت والضوء في مناطق مثل الأهرامات، معبد الكرنك، معبد أبو سمبل، ومعبد فيلة.
2.    إنشاء عروض جديدة: تم البدء بالفعل في عرض جديد في قلعة قايتباي بالإسكندرية، وهناك خطط لإطلاق عروض مماثلة في قلعة صلاح الدين الأيوبي.
3.    إدخال تقنيات متطورة: مثل الواقع الافتراضي وعروض القبة "الجيوديسك"، والتي تحاكي القصص التاريخية داخل المواقع الأثرية، بعد الحصول على موافقات الجهات المختصة.

العوائد المتوقعة
حققت الشركة إيرادات بلغت 157 مليون جنيه وصافي ربح قدره 67 مليون جنيه حتى مايو 2025، وتتوقع الشركة مع اكتمال التطوير أن تصل إيراداتها إلى نصف مليار جنيه سنويًا، بإجمالي مستهدف يبلغ 1.7 مليار جنيه خلال خمس سنوات.

اللغات المستخدمة
يُقدَّم العرض بـ 11 لغة، تشمل: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الإسبانية، الروسية، التشيكية، البولندية، اليابانية، والصينية، ما يعزز من استقطاب جمهور دولي واسع.

أماكن تنفيذ العروض
أكد عبد العزيز، أن معبد الأقصر سيكون أول موقع يُنفذ فيه عرض "الجيوديسك"، بالتوازي مع عروض الواقع الافتراضي، بعد استيفاء الموافقات الأمنية، تبدأ الشركة في تنفيذ المشروع، والذي يُتوقع الانتهاء منه خلال ثمانية أشهر.

القدرة الاستيعابية والتقنيات المستخدمة
تتراوح سعة القبة بين 190-400 مشاهد حسب حجم المكان، وتُستخدم تقنيات عرض متقدمة مثل أجهزة بروجيكتور 4K، ونظام عرض بصري3D  بتقنية Fish Eye بزاوية ٣٦٠ درجة، مع مؤثرات صوتية وضوئية حديثة.

المحتوى التاريخي
ستبدأ الشركة في محافظة الأقصر لما تحتويه من عمق تاريخي وحضاري، وفي حال نجاح التجربة، سيتم تنفيذها في محافظات أخرى، مثل مدينة الفسطاط، لعرض تاريخ العواصم المصرية القديمة، وربما تشمل مناطق أخرى مثل الأهرامات وسقارة.

العوائد الاقتصادية
ويذكر عبد العزيز، أن الشركة حققت أرباحًا بقيمة 60 مليون جنيه في العام المالي 2023-2024، على الرغم من الاعتماد على العروض القديمة مع إضافة عرض قلعة قايتباي فقط، وتُقدّر تكلفة القبة الواحدة 230 مليون جنيه، مع إمكانية استرداد العوائد خلال ثلاث سنوات، سعر التذكرة للأجانب 20 دولارًا، وللمصريين 200 جنيه.

خطة تسويقية شاملة
تشمل الخطة دراسة السوق، والتعاون مع شركات السياحة لتضمين العروض ضمن البرامج السياحية، إلى جانب تقديم خصومات للمجموعات السياحية، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد السياح الذين يزورون الأقصر سنويًا يبلغ حوالي 1.35 مليون، وتسعى الشركة إلى استهداف 10% منهم على الأقل في المرحلة الأولى.

العروض جاذبة للسياحة
ويقول الدكتور معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين السابق، إن مصر بالرغم من امتلاكها تراثًا عريقًا، إلا أنها كانت من الدول المتأخرة في تطوير عروض الصوت والضوء، وأكد أن العروض الحالية لم تخضع لتطوير حقيقي منذ إنشائها في السبعينات، ما أثر سلبًا على مستوى الرضا لدى السياح.

وأضاف أن المشروع الجديد يعد خطوة إيجابية، وإن كانت متأخرة، ويمكن أن يحقق عوائد مضاعفة إذا تم استغلاله بالشكل الأمثل، خاصة في ظل رغبة السياح في حضور العروض المسائية.

الأسعار ومدى ملاءمتها
اعتبر د.معتز، أن سعر التذكرة للأجانب مناسب، لكنه يرى أن السعر المحدد للمصريين (٢٠٠ جنيه) مرتفع، ويجب إعادة النظر فيه، لتشجيع جميع فئات المجتمع على حضور هذه العروض، خاصة الطلاب والأسر والأطفال.