تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
فتاة صغيرة تفقد وعيها فجأة، لتُنقل للمستشفى في حالة خطرة لمحاولة إنقاذها، ليكتشف الجميع أنها تناولت جرعة زائدة من مادة منشطة، نصحها بها أصدقائها بالمدرسة حتى تستطيع السهر والتركيز في المذاكرة.
لتتناول الفتاة 4 لاصقات دفعة واحدة، والنتيجة أنها فقدت الوعي، ووجدت مُلقاة على الأرض، ليتحول الطموح إلى كابوس، والحلم إلى ألم، فملك نموذج لجيل أصبحت اللاصقات المنشطة في متناول يداه وبشكل قانوني.
تأثير سريع
يقول الدكتور محمد عبد الآخر المدرس المساعد بكلية الطب جامعة الأزهر، لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار استخدام دواء على شكل لاصقة بين طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، وخاصة داخل السناتر التعليمية، تُوضع هذه اللاصقة تحت اللسان وتُستخدم بهدف زيادة التركيز ومقاومة النعاس، حيث تحتوي على جرعة عالية من مادة الكافيين تعادل نحو أربعة أكواب من القهوة، ويتم امتصاصها مباشرة عبر الغشاء المبطن للفم، مما يسرّع من تأثيرها على الجهاز العصبي.
ويشير د. عبد الآخر أن هذا الاستخدام الغير المُراقب يمثل مصدرًا حقيقيًا للقلق، فالكافيين بجرعات كبيرة قد يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وارتفاع في ضغط الدم، واضطرابات في النوم والقلق، بالإضافة إلى الغثيان والقيء وقد يُصاب بعض الطلاب بحالات من الجفاف والإرهاق العام تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا وتركيب محاليل لتعويض السوائل ويعتبر المراهقون بشكل خاص أكثر عرضة للتأثر بهذه الأعراض نظرًا لحساسية أجسادهم وتأثرهم السريع بالمنبهات.
إدمان نفسي
ويرى د. محمد أن الاعتماد المستمر على هذه اللاصقات قد يؤدي إلى نوع من الإدمان النفسي، حيث يصبح الطالب غير قادر على التركيز أو الاستذكار إلا باستخدامها، ورغم أن الكافيين لا يُعد من المواد المخدرة بالمعنى التقليدي، إلا أن التعود عليه ثم التوقف المفاجئ عنه قد يُصاحبه أعراض انسحابية مزعجة، مثل الصداع والتعب والتوتر والانزعاج العام.
سلوك خطير
لذلك فإن استخدام هذه اللاصقة بهذه الطريقة ودون إشراف طبي يُعد سلوكًا محفوفًا بالمخاطر، ويجب التحذير منه بقوة خاصة في أوساط الطلاب من هذه الفئة العمرية الحساسة، ونوصي بضرورة توعية الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين بمخاطر استخدام مثل هذه المواد المنبهة، والتشجيع على اتباع نمط حياة صحي يضمن للطالب القدرة على التركيز والاستذكار من خلال النوم المنتظم والتغذية السليمة وممارسة النشاط البدني.
مستحضر دوائي
ويؤكد الدكتور ياسين رجائي المسئول الإعلامي لهيئة الدواء المصرية، أنه في ظل تزايد الضغوط اليومية وتنامي الحاجة إلى التركيز واليقظة الذهنية لمعظم الطلاب في مختلف المراحل التعليمية فقد انتشر مؤخرًا مستحضر يُستخدم كأحد الحلول السريعة لتحفيز الانتباه وتحسين الأداء المعرفي خاصة بين الشباب والطلاب.
فهو مستحضر دوائى صيدلي بشري، وليس مكمل غذائي، ويُستخدم لتعزيز اليقظة الذهنية وتحسين التركيز بشكل مؤقت، ويتم تداوله بدون وصفة طبية ضمن الضوابط والجرعات الموصى بها ويخضع لرقابة هيئة الدواء المصرية شأنه كباقي المستحضرات المشابهة.
ووفقًا للنشرة الدوائية تُستخدم هذه اللاصقات لتحسين التركيز والأداء الذهني في حالات الإرهاق أو الحاجة المؤقتة لليقظة، ويُقبل عليه البعض في فترات الامتحانات أو أثناء العمل لساعات طويلة.
حالات ممنوعة من استخدامه
ويؤكد د. رجائي؛ وبالرغم كونه متاحًا دون وصفة طبية إلا أن هناك تحذيرات طبية صارمة لاستخدامه في حالات معينة مثل ارتفاع ضغط الدم، الجلوكوما (المياه الزرقاء)، أمراض القلب، فرط نشاط المثانة، والاستخدام المتزامن لأدوية تحتوي على الليثيوم.
كما يشدد على ضرورة استشارة طبية خاصة في حالات الحمل والرضاعة، خصوصًا عند تجاوز جرعة 300 مجم يوميًا.
ويحذر د. رجائي من تداول الأطفال لعدم توفر دراسات كافية عن سلامتهم في تلك الفئة العمرية ويكون التداول وفقًا لهيئة الدواء المصرية، ولا توجد تحفظات على تداوله في الصيدليات المرخصة ولم تُرصد أي استخدامات غير مشروعة أو تداول خارج القنوات القانونية.
آثار جانبية
ورغم ذلك إلا أن بعض من استخدموه أبلغوا عن آثار جانبية منها تسارع في ضربات القلب، فرط في النشاط، الشعور بالصداع والدوخة، مع ارتفاع ضغط الدم.
فهو يعتبر حلاً مؤقتًا لتحسين التركيز واليقظة، لكنه ليس بديلًا عن الراحة والنوم الصحي والتغذية المتوازنة، وعلى الرغم من أنه متاح دون وصفة إلا ان استخدامه العشوائي دون رقابة طبية قد يحمل مخاطر صحية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية