تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : من قهر الأسرة إلى قهر الزوج.. فتيات يدفعن ثمن الهروب من الظلم
source icon

سبوت

.

من قهر الأسرة إلى قهر الزوج.. فتيات يدفعن ثمن الهروب من الظلم

كتب:رشا سعيد

تعاني كثير من الفتيات من القهر الأسري، سواء من الأم أو الأب أو كليهما، مما يكون دافعًا أساسيًا لقبول أول رجل يطرق بابها متقدّمًا لزواجها، دون النظر إلى مدى توافقه معها كشريك حياة، إذ تراه "المنقذ" من جحيم الأسرة، لتصطدم لاحقًا بـ "جنة زائفة" تتحول إلى سلسلة من القهر والظلم والتعاسة.

دوافع سوء الاختيار
تؤكد الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس، أن الفتاة التي تتعرض للقهر الأسري تعاني غالبًا من سوء الاختيار، وتوافق على الزواج من أي شخص يخرجها من جحيم الأسرة، سواء من تسلط الأم أو الأب أو كليهما.

فالمعاملة السيئة، وغياب التقدير، والتعرض الدائم للانتقاد، وسلب الحرية، جميعها عوامل تدفع الفتاة إلى البحث عن الخلاص في الزواج، وتوضح أن وجود إخوة مدللين يزيد من شعورها بالظلم، فتقبل أول عريس يتقدّم إليها دون النظر إلى مدى التوافق الفكري أو العاطفي، المهم لديها هو الهروب من التسلط والقهر.

تعزيز فكرة القبول
تضيف د. هبة أن هذا القهر يستمر أحيانًا حتى مع كِبر السن، مما يزرع في عقل الفتاة الباطن شعورًا بأنها لا تستحق حياة أفضل، فتنشأ بداخلها نظرة دونية لذاتها وتفقد الثقة في نفسها، وتبدأ في تضخيم عيوبها الشكلية أو الشخصية، كالسمنة أو ضعف النظر أو محدودية التعليم.

كل ذلك يعزز فكرة قبول أي عريس يمنحها الأمان، حتى وإن كانت تعلم خلال فترة الخطوبة أنه غير مناسب أو يعاملها بفظاظة، لكنها تغض الطرف عن كل ذلك لتفرّ من نار الأسرة، فتقع في فخ القهر الزوجي، وتنتهي حياتها الزوجية بالطلاق.

وتنصح أستاذ الطب النفسي الفتيات المخطوبات ممن يعانين من القهر الأسري بما يلي:
- أن تسأل نفسها بصدق: "هل أنا مرتاحة لهذا الشخص؟"، فإذا كانت الإجابة مشروطة بعبارات مثل "سيتغير بعد الزواج"، فعليها أن تدرك أنه غير مناسب.
- تحقيق الذات قبل الزواج، ولو عبر تعلم مهارات بسيطة من خلال ورش عمل.
- اتخاذ القرار بإرادة حرة دون إملاء من أحد.
- التخلي عن الشخصية الاعتمادية وتحمل المسئولية.
- تدريب النفس على تقبّل الرفض لتجنب الخضوع الزائد.
- عدم التعلق الزائد بالآخرين، والحفاظ على الكرامة واحترام الذات.
- استشارة مختص نفسي إذا شعرت بعدم القدرة على اتخاذ قرار سليم بمفردها.

علاقة أسرية غير سوية
وترى الدكتورة إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، أن البيت يجب أن يكون جنة للفتاة لا مكانًا للقهر، لأن الإنسان المقهور غالبًا ما يتحول إلى شخص يقهر غيره.
وتؤكد أن احتواء البنت وتوفير مساحة من الحرية وحسن المعاملة يحميها من الوقوع في زواج غير متكافئ، فالمعاملة السيئة تجعلها تلجأ لأول شخص يظهر لها التقدير، حتى لو كان غير مناسب، وتوجه رسالة للأمهات قائلة: "صاحبي بنتك، واحتويها بدلًا من معاقبتها، فذلك يحميها من الاختيار الخاطئ".

غياب الحوار والدعم النفسي
أما الدكتور أيمن الدهشان، خبير التنمية البشرية، فيشير إلى أن مجتمعاتنا الشرقية لا تزال تعامل الفتاة أحيانًا ككائن يحتاج للسيطرة لا كشخص مستقل له فكر ومشاعر.
ويقول إن القهر الأسري، سواء في صورة سيطرة مفرطة أو رفض دائم لآرائها، يؤدي إلى ضغط نفسي يجعلها تبحث عمن يمنحها الاهتمام، فتقع فريسة للزواج السريع من غير المناسب.

الأمان الأسري هو الحل
يؤكد د. الدهشان أن غياب الأمان الأسري هو السبب الرئيسي وراء قرارات الزواج الخاطئة، داعيًا إلى تغيير ثقافة التربية من القهر إلى الحوار، ومن السيطرة إلى الاحتواء.
ويقدم للأسر مجموعة من النصائح:
- فتح لغة الحوار والنقاش بدلًا من القمع والسخرية من المشاعر.
- احترام رأي الفتاة وعدم تسفيهه، لأن غياب التقدير يدفعها للبحث عنه في الخارج.
- تحقيق التوازن بين الحرية والرقابة الواعية التي تشعرها بالمسئولية لا بالخوف.

دور الإعلام في التوعية
ويطالب د. الدهشان الإعلام بلعب دور أكثر إيجابية من خلال:
- تسليط الضوء على نماذج فتيات متوازنات يتمتعن بحرية القرار في إطار من الدعم الأسري.
-  نشر ثقافة الحوار الأسري عبر المسلسلات والبرامج والحوارات الواقعية.
- استضافة خبراء التربية والتنمية البشرية لطرح حلول عملية.
- محاربة التنميط السلبي، والتوقف عن تصوير الأب المتسلط كرمز قوة أو الفتاة المطيعة كضحية مثالية.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية