تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
يُعد الطموح إلى الانخراط في السلك الدبلوماسي أحد أسمى مظاهر تطلعات الشباب الطموح نحو خدمة وطنه من موقع يتجاوز الحدود الجغرافية ليحمل رسالته إلى العالم أجمع، فالدبلوماسية ليست مجرد وظيفة تقليدية، بل ميدان راقٍ يتطلب مستوى رفيعًا من الثقافة، والاتزان، والقدرة على الحوار والإقناع، إلى جانب الحس الوطني العميق والإدراك الواعي لقضايا الدولة ومصالحها العليا.
هذا الطموح، على سموّه، ليس سهلًا، فهو يتطلب مواصفات خاصة تجمع بين المعرفة السياسية العميقة، والإلمام بالثقافات المختلفة، والقدرة على تمثيل الدولة بمظهر يليق بتاريخها ومكانتها، كما يحتاج الدبلوماسي إلى مهارات شخصية متميزة مثل اللباقة، وضبط النفس، والذكاء الاجتماعي، والتصرف الحكيم في المواقف المعقدة.
هذا الطموح، على سموّه، ليس سهلًا، فهو يتطلب مواصفات خاصة تجمع بين المعرفة السياسية العميقة، والإلمام بالثقافات المختلفة، والقدرة على تمثيل الدولة بمظهر يليق بتاريخها ومكانتها، كما يحتاج الدبلوماسي إلى مهارات شخصية متميزة مثل اللباقة، وضبط النفس، والذكاء الاجتماعي، والتصرف الحكيم في المواقف المعقدة.
الدبلوماسية المصرية تتجدد بروح الشباب
في إطار اهتمام الدولة المصرية بإعداد جيل جديد من الكوادر القادرة على تمثيل الوطن في المحافل الدولية، أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية حرص الدولة على فتح آفاق جديدة أمام الشباب للانخراط في السلك الدبلوماسي، باعتباره أحد أهم ميادين العمل الوطني الذي يجمع بين العلم والانتماء والمسئولية.
وشدد الوزير على أن الدبلوماسية المصرية، بتاريخها وريادتها، تحتاج إلى دماء جديدة تحمل روح المبادرة والفكر المستنير، وقادرة على مواكبة المتغيرات المتسارعة في النظام الدولي الحديث.
تكافؤ الفرص
أوضح السفير رضا الطايفي، سفير مصر الأسبق في كوريا الجنوبية ونائب مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك تكافؤ فرص حقيقي أمام جميع الشباب من خريجي الجامعات المصرية للالتحاق بمسابقة وزارة الخارجية.
فالتقديم لا يقتصر على خريجي كليات الاقتصاد والعلوم السياسية كما يظن البعض، بل يحق لأي خريج حاصل على مؤهل عالٍ ولم يتجاوز السادسة والعشرين التقدّم للاختبارات.
وأشار الطايفي، إلى أن خريجي الاقتصاد والعلوم السياسية يمتلكون بطبيعة دراستهم خلفية معرفية متكاملة، إلا أن أي خريج آخر يمكنه الالتحاق بالسلك الدبلوماسي شريطة الاطلاع العميق على قضايا السياسة والاقتصاد الدولي ومتابعة الشأن العام بوعي وتحليل، فالدبلوماسية تعتمد على الثقافة الواسعة أكثر من اعتمادها على التخصص الأكاديمي.
مراحل الاختبارات وإجراءات القبول
تتم الاختبارات على مرحلتين؛ المرحلة الأولى: اختبارات تحريرية تشمل خمس إلى ست مواد، تُجرى كل منها في ثلاث ساعات. يُسمح بالتقديم حتى أربع مرات قبل بلوغ السن المحدد.
المرحلة الثانية: تشمل المقابلات الشفوية واختبارات الحاسب الآلي والمهارات الشخصية والنفسية.
وأكد الطايفي أن إتقان اللغات الأجنبية شرط أساسي للنجاح، حيث تُجرى اختبارات دقيقة في القراءة والكتابة والنطق للغتين على الأقل، إضافة إلى اختبار للغة العربية يتضمن الترجمة من العربية وإليها.
وفي المقابلات الشفوية يُطلب من المتقدم قراءة نصوص من مجلات أو روايات مختارة أمام لجنة من كبار الدبلوماسيين، قد تضم نائب الوزير أو الوزير نفسه.
اللياقة البدنية جانب جديد في الإعداد
من الجوانب المستحدثة في منظومة القبول، الاهتمام باللياقة البدنية والتناسق الجسدي، إذ يلتحق المقبولون بالأكاديمية العسكرية لمدة ستة أشهر للحصول على إعداد بدني وذهني متكامل.
وأشار الطايفي إلى أن الالتحاق بالسلك الدبلوماسي ليس بالأمر المستحيل، بل هو "سهل ممتنع"، يتطلب التزامًا وجدية، فالمجال مفتوح أمام الجميع لمن يمتلك الطموح والثقافة والقدرة على تمثيل مصر بأفضل صورة.
شخصية متكاملة
أكد السفير أن الدبلوماسي الناجح يجب أن يكون ملمًا بثقافة بلده وتاريخه وقيمه، ويمتلك معارف واسعة في الأدب والفنون والرياضة والسياسة. فكلما اتسعت آفاقه الفكرية زاد تأثيره في تمثيل وطنه، وأضاف أن مصر تمتلك واحدة من أعرق مدارس الدبلوماسية في العالم، أثبتت كفاءتها في الدفاع عن قضاياها الوطنية والعربية على حد سواء.
حياد وشفافية
واختتم الطايفي حديثه بالتأكيد على أن إجراءات القبول تتسم بالحيادية الكاملة، إذ تُشكَّل لجان تضم أساتذة جامعات وسفراء متخصصين، ويُمنع أي شخص له صلة قرابة بالمتقدم من المشاركة في الاختبارات أو التصحيح.
وأوضح أن تصحيح الإجابات يتم من قبل واضعي الأسئلة أنفسهم لضمان العدالة والموضوعية، وهو ما يجعل عملية إعلان النتائج تستغرق وقتًا أطول لكنها تحقق أعلى درجات النزاهة.
الثقافة الواسعة أساس الدبلوماسية
من جانبها، تؤكد ندى العجيزي، الوزير المفوض ومديرة إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية، أن أي شاب يرغب في الالتحاق بالسلك الدبلوماسي يجب أن يتحلى بثقافة عامة واسعة، وأن يكون قارئًا جيدًا في مجالات السياسة والاقتصاد والفن والثقافات العالمية، إلى جانب تخصصه الدقيق.
فوزارة الخارجية لا تقتصر على الجانب السياسي فقط، بل تشمل قطاعات متعددة مثل حقوق الإنسان، ونزع السلاح، والثقافة، والتنمية الدولية.
لغات ومهارات عصرية
تشير العجيزي إلى ضرورة إتقان اللغة العربية إتقانًا تامًا، مع التمكن من لغة أو لغتين أجنبيتين على الأقل، وعلى رأسها الإنجليزية، كما تؤكد أن كل مهارة إضافية - خاصة في مجالات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي - تمنح الشاب ميزة تنافسية، لأن الدبلوماسي العصري يحتاج إلى أدوات رقمية متقدمة لمواكبة التغيرات العالمية.
الانتماء والوطنية جوهر الدبلوماسية
تشدد العجيزي على أن روح الانتماء الوطني والشعور بالمسئولية يمثلان جوهر العمل الدبلوماسي، فالدبلوماسي هو صوت بلاده في الخارج، وعليه أن يحسن الدفاع عنها والتعبير عن مواقفها بذكاء واتزان.
فن التفاوض والإقناع والتواصل
تلفت إلى أن مهارة التفاوض من أبرز أدوات الدبلوماسي، ويمكن تطويرها عبر التدريب، فهي تمنحه القدرة على الإقناع والتأثير. كما ينبغي إتقان فنون البروتوكول والإتيكيت الدبلوماسي، إذ تمثل هذه التفاصيل البسيطة ظاهريًا صورة الانضباط والرقي في التعامل الرسمي.
وترى العجيزي أن امتلاك مهارات التواصل الفعّال هو مفتاح النجاح في العمل الدبلوماسي، فبناء العلاقات الجيدة وخلق الانطباع الإيجابي يعكسان صورة مشرفة عن الوطن.
واختتمت بالتأكيد على أن المرونة والانفتاح واستيعاب وجهات النظر المختلفة من سمات الدبلوماسي الناجح، الذي يوصل فكرته بهدوء واتزان مستندًا إلى العلم والمعرفة والثقافة الواسعة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية