تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
"قلبي هيقف من الفرحة".. جملة نرددها كثيرًا دون أن ندرك أن الفرحة فعلًا قد تقتل أحيانًا، فالتغيرات النفسية الحادة، والانفعالات الشديدة المصحوبة بالإجهاد وقلة النوم، يمكن أن تؤدي إلى توقف عضلة القلب والموت المفاجئ، ولعل ما حدث مؤخرًا من وفاة مشجع كرة قدم بعد فوز فريقه، أو عريس الشرقية عقب انتهاء زفافه، وعريس أسوان أثناء الزفة، يثير التساؤل؛ هل يمكن للفرحة أن تودي بالحياة فعلًا؟
الانفعال الشديد
يقول الدكتور محمد سليم، استشاري أمراض القلب والقسطرة القلبية بمعهد القلب القومي، إن الانفعالات القوية - سواء فرحًا أو حزنًا أو صدمة - تؤدي إلى إفراز مواد كيميائية بالجسم مثل الأدرينالين والنورأدرينالين.
في الأجسام السليمة تمر هذه المواد دون ضرر، لكنها تكون قاتلة لدى من يعانون أمراضًا خفية، كارتفاع ضغط الدم أو السكر أو الكوليسترول أو وجود تاريخ عائلي لأمراض الشرايين التاجية، ويضيف أن تلك المواد قد تُحدث اضطرابًا في كهرباء القلب، أو تسارعًا في ضرباته، مما يؤدي إلى توقف عضلة القلب أو حدوث جلطة مفاجئة.
عوامل الخطر
يوصي د. سليم كل من لديه تاريخ مرضي أو عوامل خطر باتباع الخطوات التالية:
- إجراء فحوصات دورية للاطمئنان على عضلة القلب والشرايين.
- ضبط معدلات السكر التراكمي بحيث لا تتجاوز 6.5.
- الحفاظ على ضغط الدم عند 130/80.
- تقليل الكوليسترول الضار (LDL) ليكون بين 55 و70.
ويقول: "احفظ أرقامك الصحية جيدًا.. فهي بطاقة أمان لقلبك".
أمراض كامنة
أما الدكتور أحمد عبد العزيز، أستاذ جراحة القلب بكلية الطب جامعة عين شمس، فيؤكد أن الانفعال ليس سببًا مباشرًا للموت، بل قد يكشف عن أمراض كامنة لا يعلم المصاب بوجودها، مثل؛ ضيق الشريان الأورطي (50% من المصابين به يتوفون فجأة)، ضيق الشريان التاجي الذي يسبب الذبحة الصدرية عند الانفعال أو المجهود الزائد.
ويشرح أن الفرحة الكبيرة عادة ما يصاحبها مجهود بدني ونفسي، وربما إرهاق سابق لأيام، ما يجعل القلب في حالة إجهاد قصوى قد تنتهي بتوقف مفاجئ لعضلته، خاصة لدى من لديهم تاريخ وراثي أو أمراض مزمنة، وينصح د. عبد العزيز بالآتي:
- الفحص الدوري وإجراء أشعة "الإيكو".
- الاعتدال في الانفعالات: لا إفراط في الفرح ولا في الحزن.
- الانتباه لأعراض الذبحة الصدرية مثل وخز الصدر أو ألم الكتف أو الفك عند المجهود.
- الحذر من التدخين والسمنة وارتفاع الضغط والسكر، فهؤلاء أكثر عرضة للموت المفاجئ.
ويضيف: "الوفاة المفاجئة قد تحدث لأي شخص، لكن أغلبها له سبب خفي يمكن كشفه مبكرًا بالفحص الدوري".
الانفعال والأزمات القلبية النفسية
من جانبه، يوضح الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، أن "الفرح الشديد" لا يختلف عن "الحزن العميق" من حيث تأثيرهما النفسي على القلب، فكلاهما انفعال قوي قد يؤدي إلى متلازمة القلب السعيد أو المنكسر.
ويشير إلى أن الإحصاءات تُظهر أن واحدًا من كل 20 شخصًا قد يتعرض لحالة من متلازمة القلب السعيد أثناء الفرح الشديد، وأن الرجال أكثر عرضة من النساء.
ويوضح أن الفرح المفاجئ يرفع معدل تدفق الدم بشكل كبير، مما يجهد عضلة القلب خاصة مع السهر والإرهاق البدني والذهني، مضيفًا أن السيدات أكثر عرضة لمتلازمة القلب المنكسر، بينما الرجال أكثر عرضة للقلب السعيد.
افرح.. ولكن بهدوء
ويختتم د. وليد حديثه قائلاً: علينا أن نفرح، ولكن باعتدال، لا نبالغ في الانفعال، فحتى الفرح الزائد قد يكون له ثمن، وينصح بالاكتفاء بابتسامة أو ضحكة جميلة، مؤكدًا أن الفرح الهادئ هو الأجمل والأكثر أمانًا للقلب️.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية