تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : من عجائب الأبنية.. بئر يوسف بناه "قراقوش" ليكون مصدرا للمياه بالقلعة ولحم الأبقار
source icon

سبوت

.

من عجائب الأبنية.. بئر يوسف بناه "قراقوش" ليكون مصدرا للمياه بالقلعة ولحم الأبقار

كتب:ياسر علي

بئر يوسف أو "الحلزون"، نظرًا للطريقة الحلزونية التي بني بها البئر، واحد من المعالم الباقية من حقبة الناصر صلاح الدين الأيوبي، والذي حفره وزيره بهاء الدين قراقوش داخل القلعة على جبل المُقطم، ليكون عونًا للقوات العسكرية خلال تمركزها داخل القلعة، ولتأمين حاجتها من المياه إن تعرّضت للحصار.

سُمّي البئر بهذا الاسم نسبة للسلطان يوسف بن أيوب، والذي اشتهر بلقب صلاح الدين الأيوبي، باني القلعة الشهيرة على جبل المُقطّم، والتي تُعد أحد أهم وأبرز المعالم الأثرية الإسلامية التي تميز القاهرة.

عمق 90 مترا

تواردت العديد من الأخبار والقصص التاريخية حول البئر وطريقة حفره، وأسلوب رفع المياه من عمقه السحيق، مرورًا باختلاط الماء المالح على مائه العذب ما أدى لتجفيفه، وكذا محاولات التسلل إلى القلعة اقتحامها من خلاله. إضافة إلى العديد من التفاصيل الغريبة كذبح الأبقار في باطنه لتكون طعامًا للجنود.

تم حفر البئر على عمق تسعين مترًا، على مستويين، هكذا تحدث حسام زيدان، الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، متابعا: المستوى الأول أربعون مترًا، والثاني خمسون مترًا ،  ونُصبت السواقي في المستوى الأرضي، والتي يتم بواسطتها رفع المياه للمستوى الثاني، وكانت تتسلّم المياه سواقي المستوى الثاني لترفعها إلى المستوى الذي يعلوه، وبهذه الطريقة كانت تصعد المياه من تحت الأرض عمق 90 مترًا إلى سطح الأرض.

أبقار في البئر

ويحكي الباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، إحدى الحكايات الطريفة المُتعلقة بهذا البئر، قائلًا: "كانوا يُنزلون الأبقار صغيرة الحجم والسن أيضًا لتلف في السواقي داخل البئر، وكانت تعيش هذه الأبقار داخل البئر، وينزل لها غذاؤها، وحينما كانت تكبر هذه الأبقار في السن والحجم، وتصبح غير قادرة على العمل، ولا يمكنها الخروج من البئر أيضًا، كانوا يقومون بذبحها وإطعامها للجنود، فتخرج على صورة طعام بعد أن تكون أدت مهمتها داخل البئر، ويقومون بإنزال أبقار صغيرة جديدة إلى البئر بديلًا عن التي ذُبحت".

استمر البئر في العمل سنوات طويلة، بكفاءة عالية، والحديث مازال لحسام زيدان، وكان يُلبي احتياجات القلعة وجنودها ودوابها من المياه، إلى أن فكر بهاء الدين قراقوش في توسعة للبئر ليحصل على كمية أكبر من المياه، ولكن لم تجري رياح الحفر بما يشتهيه "قراقوش"، لأن الجنود أثناء الحفر والتوسعة وصلوا إلى عين ماء غير عذبة، وكانت مياهها شديدة الملوحة، فاختلط الماء المالح بالعذب، ففسدت المياه، وأصبحت مياه البئر بالكامل غير صالحة للشرب.

سور مجرى العيون

حينما فسد ماء بئر يوسف، فكر بهاء الدين قراقوش في استحداث وسيلة جديدة تؤمّن المياه للقلعة والحامية التي تسكنها، من خلال السور الذي بناه حول عواصم القاهرة الإسلامية الأربعة، "القطائع والعسكر والفسطاط والقاهرة"، وبنى فوق هذا السور مجرى مائي يصل بالمياه من النيل إلى القلعة من خلال رافعة ترفع المياه من النيل إلى أعلى السور، وكانت هذه الفكرة اللبنة الأولى لسور مجرى العيون الباقي معالمه حتى الآن.  

مصدرا لتسلل الثوار

ومن الحكايات الغريبة الخاصة بالبئر أن بعض الثوار تسللوا من إلى داخل القلعة، وقال "زيدان" عن هذا الأمر، إنه بعد أن فسدت مياه بئر يوسف، تُرك بدون استخدام فترة طويلة جدًا، الأمر الذي تسبب في جفافه، وكان البئر يصل إلى النيل عن طريق مسارب وأنفاق تحت الأرض، فقام الثوار في عصر الدولة العثمانية بنبش هذه المسارب والأنفاق ومرّوا عبرها إلى أن وصلوا إلى البئر، ومنه تسللوا إلى داخل القلعة.

ومن المعلومات التاريخية التي يرويها الباحث في التاريخ الإسلامي، أن بهاء الدين قراقوش استخدم في حفر هذا البئر قرابة 300 أسير من الأسرى الفرنج، الذين أُسروا في الحروب الصليبية، وأما عن البئر حاليا فقال إنه الآن مُغلق للصيانة والترميمات.

بركة الفيل

المؤرخ الشهير المقريزي، تحدث عن بئر يوسف في كتاباته التاريخية، مُعبرًا عن إعجابه بطريقة بناءه، حيث قال: "هذا البئر من عجائب الأبنية، تدور البقر من أعلاها فتنقل الماء من نقالة في وسطها، وتدور أبقار في وسطها تنقل الماء من أسفلها، ولها طريق إلى الماء ينزل البقر إلى معينها في مجاز، وجميع ذلك حجر منحوت ليس فيه بناء، وقيل أن أرضها مماثلة لأرض بركة الفيل، وماؤها عذب، سمعت من يحكي من المشايخ أنها لما نُقرت جاء ماؤها حلو، فأراد قراقوش أو نوابه الزيادة في مائها فوسع نقر الجبل، فخرجت منه عين مالحة غيرت حلاوتها".

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية