تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : من صالون التجميل إلى غرفة العمليات.. "الباديكير" غير الآمن يهدد صحتك
source icon

سبوت

.

من صالون التجميل إلى غرفة العمليات.. "الباديكير" غير الآمن يهدد صحتك

كتب:مروة علاء الدين 

في الوقت الذي تحولت فيه صالونات التجميل إلى جزء لا يتجزأ من الروتين الأسبوعي لكثير من النساء، يزداد القلق من التحولات غير المتوقعة لهذه الزيارات، والتي قد تبدأ بجلسة باديكير هادئة وتنتهي داخل غرفة الطوارئ، فخلف طلاء الأظافر اللامع وروائح الزيوت العطرية، تختبئ ممارسات غير صحية قد تفتح الباب لمضاعفات خطيرة.

بين أدوات غير معقمة، وإجراءات تجميلية تتجاوز حدود الأمان، تتعرض كثيرات لمخاطر عدوى الجلد والأظافر، بعضها قد يستدعي مضادات حيوية، والبعض الآخر يصل إلى تدخلات جراحية وربما أمراض مزمنة يصعب علاجها. في هذا التقرير نرصد المخاطر الصحية التي قد تنجم عن جلسات الباديكير، مدعّمة بشهادات حقيقية وآراء متخصصة، مع تقديم خطوات وقائية للحفاظ على سلامة الجلد والأظافر.

جدار دفاع
تبدأ الكثير من الإصابات من منطقة الكيوتيكل (الجلد الرقيق المحيط بجذر الظفر)، وهي غالباً ما تُزال بشكل غير مدروس خلال جلسات الباديكير، رغم كونها الحاجز الأول لحماية الأظافر من البكتيريا والفطريات.

توضح الدكتورة يمنى سامي، أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل، الكيوتيكل ليس مجرد تفصيلة جمالية، بل جدار دفاع بيولوجي طبيعي إزالته بشكل خاطئ، خاصة بأدوات غير معقمة، يسمح للبكتيريا والفطريات بالتسلل إلى جذور الأظافر، وهو ما يُعرض الجلد لعدوى مباشرة.

وتشير د. يمنى إلى أن هذه العدوى غالبا ما تبدأ باحمرار طفيف، لكن قد تتطور سريعاً إلى التهاب يعرف باسم "البارونيكيا" (Paronychia)، وهو التهاب مؤلم قد يصاحبه صديد ويتطلب علاجًا طبيا يصل في بعض الأحيان إلى التدخل الجراحي.

ونستشهد بدراسة منشورة في مجلة American Family Physician، تُظهر أن البارونيكيا تعد من أكثر التهابات اليد شيوعاً، وتمثل ما بين 30-50% من إصابات اليد الجلدية، وتنتشر بين النساء بمعدل يزيد ثلاثة أضعاف عن الرجال بسبب الممارسات التجميلية المتكررة.

بكتريا وفطريات
وتحذر الدكتورة ريم العطار، أستاذ مساعد الميكروبيولوجي الطبي، من أن أدوات الباديكير قد تتحول إلى بيئة خصبة لنقل العدوى، إذا لم تُعقّم بشكل جيد، فأدوات الصالونات التي تفتقر إلى أجهزة تعقيم بالبخار تُمثل خطرا حقيقيا؛ بعض أنواع البكتيريا مثل Pseudomonas aeruginosa أو ما تسمى" الزائفة الزنجارية"، يمكن أن تعيش على الأدوات غير النظيفة لأيام، وتسبب ما يعرف بمتلازمة الظفر الأخضر، حيث يظهر لون داكن أسفل الظفر يستمر لأشهر ويصعب علاجه.

وتضيف د. ريم، لا يتوقف الأمر على البكتيريا فقط، بل يمتد إلى احتمالية نقل فيروسات خطيرة مثل التهاب الكبد الوبائي (B) أو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، خاصة إذا تم استخدام أدوات حادة على الجلد مباشرة دون تعقيم.

وتلفت إلى تقرير صادر عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، يفيد بأن  نحو نصف العاملين في صالونات التجميل لا يغسلون أيديهم بانتظام بين كل عميل وآخر، مما يعزز احتمالات انتقال العدوى.

 تجارب حقيقية
هذه المخاطر لم تبق حبيسة الدراسات الطبية، بل تجسدت في تجارب مؤلمة عاشتها نساء حوّل الباديكير حياتهن من روتين جمالي إلى معاناة صحية.
نهى م. (28 عامًا) تحكي تجربتها قائلة: "ذهبت لصالون معروف، وبعد يومين فقط بدأت أشعر بانتفاخ بسيط في إصبعي، ثم تحول إلى خراج مؤلم، الطبيب أجرى لي عملية تصريف للقيح، ووصف لي مضادات حيوية لمدة أسبوعين، لم أتخيل أن جلسة تجميل قد تقودني إلى غرفة العمليات".

أما إيمان عبد الرحمن (45 عامًا)، فتقول: "لاحظت بعد الباديكير أن أحد أظافر قدمي تغير لونه وتقشر بشكل مزعج،  الطبيب شخّص الحالة كعدوى فطرية، وأخبرني أن السبب استخدام أدوات غير معقمة،  احتاج الأمر لعلاج استمر ستة أشهر حتى تحسنت حالتي".

أمراض شائعة 
ما واجهته نهى وإيمان هو جزء من قائمة طويلة من الأمراض التي قد تصيب الأظافر نتيجة ممارسات غير سليمة أثناء جلسات الباديكير، فتشير الدكتورة شهيرة الغلبان، أخصائية الجلدية، إلى أبرز الأمراض التي تصيب الأظافر نتيجة ممارسات خاطئة في جلسات الباديكير:

1. البارونيكيا (Paronychia): التهاب مؤلم في الجلد حول الظفر، أحيانًا يصاحبه صديد ويتطلب تدخلا طبيا.
2. فطريات الأظافر (Onychomycosis): تغير في لون الظفر وسماكته، ويصعب علاجها وتستمر لأشهر.
3. الظفر الغائر (Ingrown Nail): ينمو الظفر داخل الجلد نتيجة قصه بطريقة خاطئة، وقد يسبب ألما والتهابا مزمنا.
4. الظفر الأخضر: عدوى بكتيرية ببكتيريا Pseudomonas، تؤدي لتغير لون الظفر إلى الأخضر، وتستمر لفترة طويلة.
5. التهاب جذور الظفر: قد يؤدي إلى سقوط الظفر بالكامل، ويشكل خطورة خاصة لمرضى السكري.

تجاوزات مهنية 
كل ما سبق يؤكد أن الخطر لا يكمن فقط في أدوات غير معقمة، بل أيضا في تجاوز بعض الصالونات لدورها الأساسي، لتبدأ في تقديم خدمات تشبه الإجراءات الطبية دون إشراف مختص، مما يضاعف من حجم الخطر.

وهنا تحذر د. شهيرة من تجاوزات بعض الصالونات، التي تمارس إجراءات طبية مثل إزالة الظفر أو معالجة الالتهابات دون إشراف طبي.
وتقول:  "بعض العاملين يتدخلون بشكل مباشر في مشاكل جلدية، ما يحول جلسة تجميل إلى بداية لمضاعفات صحية خطيرة، خصوصا لمن يعانون ضعفا في المناعة أو أمراض مزمنة".

8 خطوات للحماية 
وبينما تنشغل كثيرات بالبحث عن الكمال الشكلي، تغيب الأولوية لسلامتهن الجسدية، وهنا يصبح السؤال: كيف نوازن بين الرغبة في التجميل والحفاظ على الصحة؟ الإجابة تبدأ من خطوات بسيطة لكنها فعالة في الوقاية.

وتنصح د. شهيرة الغلبان باتباع هذه الإجراءات قبل الخضوع لأي جلسة باديكير:

1. عدم إزالة الكيوتيكل بالكامل.
2. استخدام أدواتك الشخصية أو التأكد من تعقيم الأدوات أمامك.
3. اختيار صالونات مرخصة.
4. التأكد من وجود جهاز تعقيم .
5. إعطاء الأظافر فترات راحة من الطلاء الدائم.
6. تجنب قص الأظافر بزوايا حادة.
7. الامتناع عن الجلسة في حال وجود جرح أو التهاب.
8. استشارة طبيب فور ملاحظة تغير في الظفر.

ضغوط الجمال 
 في ظل هذه التهديدات الصحية، لا يمكن تجاهل البعد الاجتماعي والنفسي الذي يدفع الكثيرات نحو هذا النوع من التجميل، حتى وإن كان على حساب صحتهن، يرى الدكتور يحيى حسين، أستاذ علم الاجتماع، أن هوس الجمال وانتشار ثقافة "المظهر أولًا" دفع الكثير من النساء إلى التردد المتكرر على صالونات التجميل دون التفكير في الأبعاد الصحية. ويوضح، المرأة أصبحت أسيرة لصورة مثالية مفروضة عبر وسائل التواصل، تقاس فيها الجاذبية بطلاء لامع وبشرة خالية من العيوب، ما يدفعها للاندفاع وراء جلسات تجميلية غير محسوبة.

ويضيف: "غياب الوعي الصحي مع ضغط المقارنات المستمر يخلق بيئة خصبة لقرارات غير آمنة، حيث تصبح العناية الشكلية سلوكاً يوميًا، بينما تُهمل الاعتبارات الطبية، وكأن الصحة ثمن يجب دفعه مقابل القبول المجتمعي، لا يجب أن يكون على حساب الصحة، ولا التجميل مبررا لتجاهل معايير الوقاية.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية