تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : من حليم إلى شيرين.. النقد الغائب أزمة تظلم الموهوبين
source icon

سبوت

.

من حليم إلى شيرين.. النقد الغائب أزمة تظلم الموهوبين 

كتب:سيد محمود 

علامات استفهام كثيرة تُحيط بمسيرة الموهوبين فى مصر، وكأن الموهبة وحدها لم تعد كافية للاستمرار.

 فمنذ العندليب عبد الحليم حافظ والسندريلا سعاد حسني، وأحمد زكي، وعماد عبد الحليم، مرورًا بجيل من الفنانين الذين اختار بعضهم الاعتزال مثل فيروز، أو وقعوا في أزمات شخصية كالفنانة شيرين عبد الوهاب، أو صحية مثل أنغام ومحمد منير، وصولًا إلى من أعاقتهم أزمات عائلية أو تجارب زواج وطلاق، ظل التعثر حاضرًا في مشوارهم.

لتبقى الحيرة قائمة: هل أصبحت الموهبة المصرية، بكل ما تملكه من جذور عميقة وتاريخ عريق، في مأزق حقيقي؟ وهل لا يزال هذا الرصيد التاريخي كافيًا لحمايتها من الانكسار، أم أن الأمر بات يحتاج إلى منظومة جديدة للرعاية والدعم تواكب تحديات العصر؟

الموهبة وحدها لاتكفي 
وفى هذا الصدد يجيب الموسيقار الكبير سامي الحفناوي، بأن الموهبة المصرية في مختلف مجالات الفنون لها نصيب وافر من التميز، فهي وليدة تاريخ طويل وجذور ضاربة في أعماق الحضارة، إن جينات الإبداع في مصر تنتقل من الآباء إلى الأبناء، لتشكل نسيجًا خاصًا من التفرد الفني قلّ أن يوجد في مكان آخر، مشيراً إلى أنه أسهم فى ظهور مواهب كثيرة فى الغناء. 

وأضاف، الموهبة وحدها لا تكفي لصناعة نجم حقيقي، فالعلم والدراسة واكتساب الخبرة من أهلها هم الركائز التي ترفع الموهبة وتمنحها القدرة على الاستمرار، ولقد تعلمت من تجاربي أن وجود أستاذ وقدوة يوجه الفنان ويهذب طاقاته أمر لا غنى عنه، فالموهبة كالخام تحتاج إلى من يصقلها.

وأكد الحفناوي، من واقع خبرتي، فإن الإدارة تمثل حجر الأساس في نجاح أي فنان، فالإدارة في حد ذاتها موهبة، وإذا لم يكن الفنان موهوبًا إداريًا، فلا بد أن يستعين بشخص أو جهة تمتلك هذه القدرة لتقود مسيرته بخطط واضحة ورؤية بعيدة، وللأسف فإن الخلل الحقيقي يظهر عندما تضعف الإدارة أو يغيب التخطيط، فتتراجع الموهبة مهما كانت عظيمة.

 حدود فاصلة 
ويضيف الحفناوي، على أنه يجب على الفنان الحفاظ على الحدود الفاصلة بين حياته الخاصة وحياته الفنية، فالخلط بينهما قد يضر بسمعته ويشتت تركيزه، بينما الانضباط يمنحه الهيبة والاتزان، ومن أهم ما أؤمن به أن موهبة التذوق الفني لا تقل أهمية عن موهبة الغناء أو العزف، فهي التي تمكن الفنان من اختيار العمل المناسب لصوته أو أدائه، وتجعله يعي قيمة ما يقدمه لجمهوره.

ويرى الحفناوي أن استمرار النجاح، أصعب من الوصول إليه، فالاستمرار على القمة يحتاج إلى متابعة دائمة، وإلى إنتاج متجدد يحافظ على مكانة الفنان ويثبت حضوره في الساحة. وهكذا، فإن الموهبة المصرية ستظل دائمًا مصدر فخر واعتزاز، لكنها تحتاج إلى علم وإدارة ووعي حتى تتحول إلى نجومية راسخة وأثر خالد.

النقد يسهم فى الحل 
الفنان التشكيلي والمنتج الفني حسين نوح وشقيق الفنان الراحل محمد نوح، ورفيق رحلته فى كشف المواهب يرى أن النقد البناء يسهم دائما فى تطور وبقاء االموهبة الحقيقية وتصويب مسارها .

 ويضيف، أرى أننا نحتاج إلى رعاية خاصة للموهوبين بالدعم النقدي والنفسي، ورعاية الدولة ممثلة فى الوزارات المنوطة بكل نوع كالسينما والموسيقى والغناء والفن التشكيلى، فالفن والإبداع، مهما بلغا من جمال وثراء، يظلان في حاجة دائمة إلى عملية فرز دقيقة تكشف الحقيقي من الزائف، والأصيل من العابر. حتى لا يصاب الموهوبين باليأس من طفو بعض أنصاف المواهب على السطح وسيطرتهم مما يدفع الموهوبين الاعتزال أو الخروج عن النسق لعدم الاهتمام. 

مؤكداً على أن هذا الدور لا يقوم به سوى النقد الموضوعي، الذي يمثل القاطرة الحقيقية لمسيرة الإبداع، أمّا النقد الانطباعي، القائم على الأذواق الفردية والانطباعات السطحية من قبيل "هذا جيد" أو "تلك موهوبة"، فهو يفتقد الأسس العلمية والمعرفية التي تصنع تياراً نقدياً حقيقياً. ومن هنا علينا أن نقف مع الموهوبين ونساندهم مهما كانت الأزمات التي يمرون بها، فقدنا موهبة عظيمة مثل سعاد حسني لأنها شعرت بالإحباط.
 
ويضيف، شقيقى محمد نوح كان راعياً للموهوبين، ومكتشفهم، وكنا نقف بجوارهم وندعمهم دائماً، وكان هناك نقاد كبار يدعمون كل موهبة ويأخذون بيدها، لكن المؤسف أننا أهملنا هذه الأساسيات، وتركنا الساحة لأحكام انطباعية سطحية، في وقت نحن في أمسّ الحاجة فيه إلى تيار نقدي واعٍ يوجّه الإبداع ويرعى الموهبة.

 وأكد نوح، على وجود موهوبين كبار امثال المخرج خالد جلال لديه موهبة توليد موهوبين حيث كان له الفضل فى ميلاد عشرات المواهب من النجوم حالياً، ومصر برغم كثرة سكانها وثراء أقاليمها بالطاقات الفنية، لا تملك سوى عدد محدود من النقاد الجادين، بينما كان في الماضي للكشف عن المواهب منظومة كاملة، تبدأ من المدارس والجامعات، حيث كانت تُنظم المسابقات، ويتنقل "الكشافون" بين المحافظات لاختيار الموهوبين، من تلك الأقاليم خرجت أسماء كبيرة شكّلت وجدان مصر في الستينيات والسبعينيات.

مشيراً إلى أن غياب هذه المنظومة اليوم جعل القاهرة وحدها مركز الإبداع، فيما تُهمّش الفنون في المدارس لحساب المواد العلمية. تركنا عملية الفرز التي كانت تقوم بها مؤسسات الثقافة وأصول الثقافة، لتحلّ محلها شبكات التواصل الاجتماعي، حيث صار "التريند" هو الحكم، وهو في جوهره خراب وتشويه ووصمة عار.

وأضاف نوح، أن التجارب أثبتت أن اكتشاف الموهوبين ورعايتهم يحتاج إلى جهد مؤسسي منظم، ورؤية نقدية موضوعية، وإرادة دولة تؤمن بأن الفنون ليست ترفاً، بل جزءاً من تكوين المجتمع وحضارته، وإذا أردنا لمصر أن تستعيد دورها الريادي في الثقافة والفنون، فعلينا أن نعيد الاعتبار لمنظومة النقد، وأن نحيي تقاليد "الكشافين" الذين كانوا يجوبون الأقاليم بحثاً عن المواهب، وأن نوفر لتلك الطاقات فرص الرعاية والاحتضان، حتى نخرج من حالة الفراغ والسيولة إلى مشهد ثقافي حقيقي يليق بتاريخنا. ونسد الفجوة لأن عدد الموهوبين يتراجع ، ونحتاج إلى رعايتهم والحفاظ عليهم ، سنج فاتن حمامة أخرى وسعاد حسني أخرى وعشرات الموهوبين مصر بلد لديها زخم كبير من الموهوبين .

وأشار نوح إلى كم من موهبة توقفت وموهبة اعتزلت، واخرى أصيبت بإحباط، ناهيك عمن أصابهم المرض بداية من العندليب عبد الحليم حافظ ومروراً بالمبدع أحمد زكي، وحتى الجيل الحالي الذى يتعثر، كلنا فى حالة حزن على ما يواجهه أصحاب المواهب من تعثر حتى فى الرياضة، ومن ثم نحتاج إلى من يهتمون بالموهوبين مثلما يحدث فى دول العالم مستشارين وخبراء لديهم وعي بكل أمور الموهوب وما ينفعه وما يضره

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية