تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : من تريندات المشاهير إلى بيوت الشباب.. السوشيال ميديا تهز مؤسسة الزواج
source icon

سبوت

.

من تريندات المشاهير إلى بيوت الشباب.. السوشيال ميديا تهز مؤسسة الزواج

كتب:صفاء محمود

تشهد مصر في السنوات الأخيرة موجة متصاعدة مرتبطة بالعالم الرقمي وتأثير أخبار المشاهير على الجيل الجديد، فمع متابعة الشباب لحياة النجوم على السوشيال ميديا، أصبح من السهل عليهم مقارنة حياتهم الزوجية بحياة المشاهير، فيظنون أن السعادة يجب أن تكون فورية، وأن أي خلاف صغير يستحق الانفصال.

السوشيال ميديا والتريند 
تقول الدكتورة ثريا عبد الجواد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، إن تعدد حالات الطلاق للمشاهير والأخبار غير الإيجابية على السوشيال ميديا لا يبقى داخل الوسط الفني فقط، بل يمتد إلى المجتمع، فالسوشيال ميديا لها لعبتها؛ فهي تبحث عن الخبر بهدف الحصول على التريند وعدد المشاهدات، ولهذا يلجأ البعض أحيانًا لافتعال أخبار مزيفة عن الشخصيات ذات الشعبية، وعند نشر الخبر، يهرع الجميع لفتح الصفحات والروابط وحصد التفاعلات وزيادة عدد المتابعين، وكل ذلك لا يمثل سببًا حقيقيًا لمعالجة مشكلة الطلاق.

أسباب تراجع الرغبة في الزواج
وترى د. ثريا، أن العوامل الحقيقية كامنة في ظروف المجتمع، وظروف الشباب الاقتصادية، وصعوبة تحقيق حلم الزواج، فإذا نشرت السوشيال ميديا خبرًا مفجعًا، قد تؤثر نفسيًا على الأفراد، لكن الزواج والطلاق الخاصين بالفنانين لا يغيران توجهات الشباب في تحديد ظروفهم الاجتماعية. 

ربما يحدث بعض التأثر، لكن إثارة قضايا الطلاق لأشخاص عاديين على السوشيال ميديا هي الأكثر تأثيرًا، بينما أخبار المشاهير لا تُحدث تغييرًا حقيقيًا في سلوك الشباب.

ثقافة الاستسهال 
اليوم يستسهل الشباب عملية الطلاق نتيجة تغيّر ثقافة الارتباط بشكل عام، مما خلق عادة نفسية تجعل الطلاق يبدو خيارًا بسيطًا وخاليًا من تبعاته، والمراهقون على وجه الخصوص يرون أن العلاقات يمكن إنهاؤها في لحظات غضب، خاصة مع انتشار نماذج تقدّم الزواج كعلاقة غير مستقرة وسهلة الانهيار.

كما يميل بعض الشباب لتقليد الأسلوب الرائج حولهم، سواء على السوشيال ميديا أو من خلال الأقارب والأصدقاء، وقد يعلن البعض خلافاته ليس بهدف التفاخر أو جذب التريند، بل للانتقام أحيانًا، ويرتبط ذلك بعدم تحمل المسئولية، وتقاعس الأسرة والمدرسة عن الدور التربوي، ومع اتساع حرية الشباب، لا يرغب البعض في الالتزام ببناء أسرة خوفًا من معاناة شاهدها في تجارب أخرى.

تزايد معدلات الطلاق
وتشير د. ثريا، إلى أن الزواج يحمل مسئوليات عديدة، منها مشاركة الرجل في الأعمال المنزلية، وأخذ إجازة عند الولادة، وهي عوامل قد تساهم في ارتفاع معدلات الطلاق، وتشير الإحصاءات إلى حدوث حالة طلاق كل 30 ثانية، وهو ما يجعل العلاقات الزوجية محاطة بإحساس دائم من عدم الأمان.

ولكي تستعيد الأسرة المصرية تماسكها كما في الماضي، يجب أن يتحقق بها الاستقرار الأسري باعتباره أحد مؤشرات الاستقرار الاجتماعي، خاصة في ظل ما يعانيه المجتمع من تفكك واضطرابات ومظاهر عنف. ويعد الحفاظ على مستوى معيشي لائق من أولى خطوات تحقيق هذا الاستقرار.

العلاقات الافتراضية واستقرار الحياة الزوجية
ويشير الدكتور مجدي حمزة، أستاذ علم النفس التربوي، إلى ظاهرة جديدة بين الشباب؛ إذ تحدث حالات طلاق بسبب خلافات بدأت على منصات الألعاب الإلكترونية، أو بسبب إدمان الإنترنت، أو علاقات افتراضية لا تتجاوز حدود الدردشة، وهذه أسباب لم تكن موجودة قبل عشر سنوات، لكنها تعكس كيف أصبح الفضاء الرقمي وتأثيراته جزءًا من أي علاقة زوجية.

فيصطدم الزوجان بحقيقة أن الحياة الرقمية تعلمهم كيفية بدء العلاقات، لكنها لا تعلمهم كيفية بناء بيت أو تجاوز الخلافات، فقد اعتاد الجيل الجديد على سرعة الحكم وسهولة التخلص من أي شيء لا يعجبهم، مما خلق جيلًا غير مستعد نفسيًا للمرونة. ولهذا تكون أول صدمة أو خلاف كفيلًا بانهيار العلاقة، ليس لحجم المشكلة، بل لهشاشة البنية النفسية التي بُني عليها الزواج.

الاختيار المفتوح 
ويضيف د. مجدي أن الجيل الجديد تربّى على فكرة "الاختيار المفتوح" بفضل الإنترنت، من خلال متابعة حياة المشاهير والانغماس في العلاقات الافتراضية، وأن الطلاق أصبح مقبولًا اجتماعيًا ولم يعد يُعتبر فشلًا شخصيًا.

ويرى د. حمزة أن الحل لا يكمن في مقاطعة السوشيال ميديا أو تقليد حياة النجوم، بل في إعادة تعريف الزواج بالنسبة للجيل الجديد، وتعليمه مهارات المرونة النفسية وإدارة الخلافات، وفهم أن الزواج علاقة تحتاج إلى الصبر والتضحية، وليس مجرد صورة جميلة على شاشة الهاتف. ويؤكد ضرورة إطلاق برامج إرشادية قبل الزواج تجمع بين الدعم النفسي والوعي الرقمي، لمواجهة تأثير الأخبار اليومية عن حياة المشاهير على قرارات الشباب.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية