تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : من أم كلثوم إلى ميادة.. مراسيل غرام بليغ لوردة
source icon

سبوت

.

من أم كلثوم إلى ميادة.. مراسيل غرام بليغ لوردة

كتب:عبد العزيز الشاعر

قصة حب استثنائية مليئة بالتفاصيل الغريبة تسربت من وجدان ملحن عبقري إلى جُمل موسيقية خالدة، وأحيانًا إلى كلمات أغنيات أصبحت جزءًا من وجدان الناس، إنه بليغ حمدي، أحد أعظم الموسيقيين في العالم العربي، الذي لم تجُد علينا الدنيا بمثله في التلحين والإبداع.

منذ لقائه الأول بوردة الجزائرية في بيت الموسيقار محمد فوزي مطلع ستينيات القرن الماضي، اشتعلت شرارة العشق بينهما. تقدَّم بليغ لخطبتها، لكن والدها رفض، فتزوجت من ضابط جزائري واعتزلت الفن لتتفرغ لأسرتها، أما بليغ فعاش أسيرًا لنار حبه، رغم أنه تزوج لاحقًا لكن زواجه لم يدم أكثر من عام.

استخدم بليغ فنه ليعبر عن مشاعره، فقيل إنه لحن أغنية "أنا بستناك" لنجاة الصغيرة كرسالة غير مباشرة لحبيبته وردة خلال فترة اعتزالها، حتى جمعت الصدفة بينهما حين ذهب إلى الجزائر بدلًا من رياض السنباطي للمشاركة في احتفالات الثورة الجزائرية، وهناك اشتعل الحنين بينهما من جديد، بعد فترة قصيرة انفصلت وردة عن زوجها وعادت إلى مصر في مطلع السبعينيات لتغني رائعته "العيون السود" وتنطلق من جديد إلى عالم النجومية، وخلال مشوارهما الفني المشترك قدما معًا ما يقرب من 36 أغنية، معظمها تحمل معاني الشوق والحنين والحب والفراق.

أم كلثوم.. "إنت عاملني كوبري"
عندما لحّن بليغ أغنية "بعيد عنك حياتي عذاب" لأم كلثوم، خرجت كوكب الشرق مازحة معه قائلة: "إنت عاملني كوبري بينك وبين حبيبتك يا بليغ"، لم يكن يقصد بليغ أن يجعل من أم كلثوم مجرد وسيط لحبه، لكنه كان يلحن دائمًا من قلبه، ومن عمق مشاعره، ولذا ظلت ألحانه نابضة بالحياة، لم تمت، وما زالت تعيش بين الأجيال.

بعد هذا الموقف، قدّم بليغ روائع لشادية مثل "والنبي وحشتنا"، ولصباح مثل "يانا يانا" و"زي ما أنا حبيبي"، ثم كتب ولحن لميادة الحناوي أعمالًا صارت من علامات الغناء مثل "أنا بعشقك" و"الحب اللي كان" و"مش عوايدك"، بالإضافة إلى أعماله مع سميرة سعيد مثل "زي البحر حبيبي"، ومع محرم فؤاد مثل "تعب القلوب" و"كله ماشي"، وغيرها من الألحان التي حملت جميعها رسائل حب غير مباشرة لوردة، حبه الأول والأخير.

ومن فرنسا، حيث عاش فترة منفى بعد اتهامه في قضية قتل، بعث لها بآخر ألحانه "بودعك.. وبودع الدنيا معك"، التي غنتها وردة قبل رحيله بوقت قصير، وعاد بعدها إلى مصر مكرمًا بعد ثبوت براءته.

رسائل غرام مباشرة مع ميادة
يقول الدكتور أشرف عبد الرحمن، أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، إن الأغاني كانت في زمن الأسطوانات بمثابة رسائل غرام بين الحبيبين، وكان بليغ أبرز من استخدم هذا الأسلوب، فجعل من ألحانه رسائل حب مباشرة إلى وردة، حبها بدأ منذ أن استمعت لأغنية "تخونوه" من ألحانه بصوت عبد الحليم حافظ قبل أن تأتي إلى مصر، وقالت حينها إنها ستتزوج من ملحن هذه الأغنية، وهو ما حدث لاحقًا.

ويضيف، كل لحن وضعه بليغ كان محمّلًا بمشاعره تجاه وردة، يتضح ذلك في أعماله مع أم كلثوم مثل "بعيد عنك حياتي عذاب" (1965) و"الحب كله" (1971)، وحتى رائعته "سيرة الحب" (1964)، لكن بعد انفصالهما عام 1978، أصبحت أغنياته مع ميادة الحناوي بمثابة رسائل واضحة وصريحة، خصوصًا "كان يا ما كان" التي كتبها ولحنها في الليلة التي طلبت فيها وردة الطلاق، ثم جاءت "أنا بعشقك" و"فاتت سنة" و"مش عوايدك" وغيرها، وكلها مراسيل حب مباشرة.

الجمهور أسقط الأغاني على قصة الحب
أما الناقد الفني أحمد السماحي فيرى أن قصة حب وردة وبليغ من أجمل قصص الحب في الوسط الفني، كل نبضة قلب لبليغ كانت تنطق باسمها، وكان يقول عنها إنها حبيبته قبل أن تكون زوجته، لكن فكرة أنه جعل من كبار المطربين مراسيل غرام أمر غير دقيق؛ فالكثير من الأغاني كتبها شعراء آخرون، لكن الجمهور هو من أسقط معانيها على قصة حبه مع وردة.

ويمكننا أن نقول حتى نكون واقعيين إن كلمات بعض الأغاني وافقت ما يشعره ويحسه في علاقته بوردة مثلما حدث في أغنية " بعيد عنك " لأم كلثوم ومأمون الشناوي، حتى أغنية "الحب اللي كان" التي كتبها في غربته على شاطئ البحر، وشهد على ذلك المخرج جميل المغازي والمطربة سوزان عطية، حيث كان بليغ يدندن وحفظت سوزان دندنته وجاءت بعدها بيومين تطلب منه أن يسمعها باقي اللحن فلم يتذكره من الأساس إلا بعدما ذكرته سوزان بما حفظت منه، وأكمله بليغ في هذه الأثناء وتغنت به ميادة الحناوي.

ويتابع، هناك بعض الاستثناءات بالطبع مثل "أنا بعشقك" و"بودعك"، وهما رسائل واضحة، لكن في معظم الأحيان، الكلمات كانت تصادف مشاعره فتمنحها لحنًا نابضًا بالحب، وهذا ما جعل أغنياته خالدة حتى اليوم.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية