تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
عندما تستخدم الطبيعة كدرع حماية للبيئة، تكون الحلول أفضل، لذا أعلن الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، خلال جولته في منطقة الشلال بأسوان لتفقد المفرخ السمكي التابع للوزارة، عن انطلاق مرحلة جديدة للتوسع في استخدام سمك مبروك الحشائش كوسيلة بيولوجية للتخلص من الحشائش المائية، وأكد الوزير أن التوسع لن يقتصر على صعيد مصر فقط، بل سيشمل نهر النيل والترع في مختلف المحافظات.
من الصين إلى ضفاف النيل
يوضح الدكتور محمد محمد عبد اللطيف، مدير معهد بحوث صيانة القنوات المائية، أن سمك مبروك الحشائش (Grass Carp) من أسماك المياه العذبة التي تتغذى على النباتات المائية، موطنه الأصلي الصين وماليزيا، وقد دخل مصر لأول مرة عام 1976 في إطار مشروع بحثي لاختبار إمكان استخدامه في مقاومة الحشائش، ومنذ ذلك الحين، أثبت نجاحًا كبيرًا في تنظيف المجاري المائية.
بديل آمن للمبيدات
مع توقف استخدام المبيدات الكيميائية في عام 1990 حفاظًا على البيئة، أصبح مبروك الحشائش هو البديل الأمثل، حيث استُخدم على نطاق واسع حتى عام 2016، قبل أن يقتصر وجوده على بعض المجاري المائية في أسوان، ففي ديسمبر 2023، وجّه الوزير هاني سويلم برفع كفاءة المفرخ السمكي بالشلال والتوسع في إنتاج أسماك المبروك.
كما منح المعهد قطعة أرض جديدة في قناطر الدلتا لإنشاء توسعات قادرة على إنتاج مليون زريعة سنويًا، سيتم استخدامها تدريجيًا في مقاومة الحشائش بترعة السويس وبعض الترع الرئيسية.
الحل الأمثل
يوضح الدكتور ياسر محمود، رئيس قسم مقاومة الحشائش بالمعهد، أن هذه السمكة تتميز بما يلي:
تتغذى بشراهة على الحشائش المغمورة.
تستهلك يوميًا ما يعادل ضعفي أو ثلاثة أضعاف وزنها من النباتات.
تحافظ على كفاءة الترع بشكل مستدام.
وسيلة صديقة للبيئة وموفرة مقارنة بالحلول الميكانيكية والكيميائية.
تحول النباتات عديمة الفائدة إلى بروتين حيواني.
آمنة وصالحة للاستهلاك
يؤكد الدكتور عادل علي أحمد، أستاذ البيئة المائية، أن مبروك الحشائش له عدة أسماء منها؛ الشبوط، الكارب العشبي، والمبروكة، وهو صالح للاستهلاك الآدمي وذو قيمة غذائية جيدة، رغم أن بعض المستهلكين قد لا يفضلونه لوجود أشواك رفيعة بين أليافه العضلية، وتتراوح أسعاره بين 40 -70 جنيهًا للكيلو، كما يمكن الاستفادة من الفائض بتحويله إلى أعلاف أو أسمدة.
نباتي التغذية 100%
تتغذى هذه السمكة على النباتات فقط، وخاصة الأجزاء الطرية من النباتات المائية والغِطاء الساحلي من حشائش، بوص، كذلك الأعشاب العائمة والمغمورة، مما يساعد على تحسّن القدرة المائية للترع وتقل مشاكل الانسداد والروائح والتحلل، فهي تمتلك أسنانًا بلعومية قادرة على تمزيق الكتل النباتية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمكافحة الحشائش دون الحاجة للكيماويات أو المعدات المكلفة، يشدد د. عادل، على أن استخدام مبروك الحشائش يخضع لشروط فنية دقيقة، منها:
- إزالة الحشائش ميكانيكيًا قبل إطلاق الزريعة.
- توفر تيار مائي مستمر.
- وزن الزريعة بين 10 -15 جرامًا.
- معدل الإطلاق سمكة واحدة لكل متر مربع.
- تكرار التطبيق سنويًا للحفاظ على الفاعلية.
مفارخ ناجحة
ويذكر المهندس سامح سمير رزق الله مدير الإدارة المركزية لصيانة المجاري المائية بوزارة الموارد المائية والري، أنه منذ إنشائه عام 1991 وتشغيله عام 1993، أثبت مفرخ الشلال السمكي بأسوان نجاحًا كبيرًا في إنتاج زريعة المبروك، مما ساهم في الحفاظ على نظافة المجاري المائية بين السد العالي وخزان أسوان، وتمتد مساحته إلى 43 فدانًا، ويُتوقع أن يصل إنتاجه خلال موسم 2025/2026 إلى نحو مليوني زريعة ستوزع في ترع أسوان وتوشكى.
اما مفرخ الدلتا التابع لمعهد بحوث صيانة القنوات المائية فيوضح مدير معهد بحوث صيانة القنوات المائية انه يُستخدم لإجراء الأبحاث والتجارب بهدف رفع كفاءة السمك في التغذية على الحشائش. وخلال الفترة الأخيرة، حصل المعهد على قطعة أرض جديدة بجوار محطة أبحاث قناطر الدلتا، ليتم استغلالها في إنشاء توسعات للمفرخ السمكي وإنتاج ما يقارب مليون زريعة من أسماك مبروك الحشائش سنويًا، هذه الكمية ستُستخدم تدريجيًا لتطبيق الصيانة البيولوجية في ترعة السويس على مراحل.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية