تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الارتفاع الجنوني في أسعار الطماطم في مصر بات حديث الشارع منذ بداية سبتمبر، فحتى كتابة هذه السطور، لم تستقر الأسعار، الطماطم، التي تُعد مكونًا أساسيًا في كل بيت مصري، قفز سعر الكيلو منها من بضعة جنيهات إلى ما يقارب 30 جنيهًا في بعض المناطق، الأمر الذي أثار دهشة المستهلكين وتساؤلاتهم: ما سبب هذا الارتفاع المفاجئ وغير المبرر؟
تشطيب العروة الصيفية
يوضح حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن السبب الرئيسي هو انتهاء العروة الصيفية في محافظات كبرى مثل البحيرة، الشرقية، الإسماعيلية، الدقهلية، الغربية، القليوبية، والجيزة، وبانتهاء هذه العروة، تقل الكميات المطروحة بالأسواق، فيرتفع السعر.
ارتفاع مؤقت
ويضيف النجيب، أن هذا الارتفاع أمر متكرر في مثل هذا التوقيت من كل عام مع بداية سبتمبر، وهو ارتفاع مؤقت سرعان ما يتراجع تدريجيًا مع نهاية أكتوبر مع ظهور بشائر العروة الشتوية الجديدة.
هذه الفترة تُسمى "فاصل عروات"، حيث تحدث فجوة كبيرة في السوق، ما يؤدي إلى تذبذب الأسعار بين الصعود والهبوط، حسب العرض والطلب وآليات التداول اليومية.
مبادرات الدولة
وأكد أن الدولة تعمل على مواجهة هذه الأزمة من خلال مبادرات مثل "كلنا واحد"، بالتعاون مع وزارتي الزراعة والتموين وجهاز الخدمة الوطنية، عبر توفير منافذ ثابتة ومتحركة تطرح الطماطم بسعر التكلفة لمواجهة جشع بعض التجار.
ثلاثة أسباب وراء الارتفاع
من جهته، قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن أسعار الطماطم ارتفعت خلال أيام بنسبة وصلت إلى 50%، حيث صعد الكيلو من 10 جنيهات إلى 20 جنيهًا.
وأرجع أبو صدام هذا الارتفاع إلى ثلاثة أسباب رئيسية:
- انهيار الأسعار في العروة السابقة، مما دفع المزارعين إلى إهمال المحصول واقتلاع زراعته لصالح محاصيل أخرى أكثر ربحية.
- الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال شهور يونيو ويوليو وأغسطس، وهو ما أثَّر على إنتاجية العروة الصيفية.
- تأخر ذروة إنتاج العروة الشتوية التي يبدأ إنتاجها الأساسي في ديسمبر، ما يجعل المعروض في سبتمبر محدودًا وبالتالي السعر مرتفعًا.
بشائر العروة الشتوية
وأكد نقيب الفلاحين أن هذه الزيادة مؤقتة ومعروفة بزيادة "فاصل العروات"، وأن الأسعار ستبدأ في الانخفاض مع بشائر العروة الشتوية خلال نوفمبر، وأوضح أن الكيلو لن يتجاوز 30 جنيهًا في ذروة ارتفاعه، مع اختلاف الأسعار حسب جودة المنتج وتكلفة نقله.
تزرع مصر نحو 500 ألف فدان طماطم على مدار العام، بإجمالي إنتاج سنوي يتجاوز 6.5 مليون طن، تمثل الصادرات أقل من 100 ألف طن سواء طازجة أو مجففة أو معلبة، حيث تحتل مصر المركز الخامس عالميًا في إنتاج الطماطم، والأول عربيًا وأفريقيًا، وتتم زراعة الطماطم في 6 عروات متداخلة على مدار العام.
حلول مقترحة
ويرى أبو صدام أن الحل يكمن في التوسع في الصوب الزراعية لتفادي تأثيرات المناخ، مع إنشاء قاعدة بيانات دقيقة حول الإنتاج والمعروض، العمل على تقليل عدد الوسطاء بين المزارع والمستهلك لتقليل التكلفة.
أسعار الجملة والتجزئة
يقول حكيم عبد المالك، تاجر جملة بسوق 6 أكتوبر، إن الأسعار في أسواق الجملة مثل العبور و6 أكتوبر تتراوح بين 7 -12 جنيهًا للكيلو، لكن المفاجأة تكمن في أسواق التجزئة التي سجلت من 20 - 30 جنيهًا.
مجنونة يا طماطم
تعددت أسماء الطماطم حول العالم، ففي مصر تُسمى "أوطة"، وفي بلاد الشام "بندورة"، وفي المغرب العربي "مطيشة"، أما في الخليج والعراق واليمن، فالكلمة الأكثر شيوعًا هي "طماطم".
أما تعبير "مجنونة يا أوطة" فهو وصف شعبي دارج يطلقه المصريون على تقلب أسعارها المفاجئ، الذي يجعلها في أحيان سلعة رخيصة في متناول الجميع، وأحيانًا أخرى تُشبه بالمعادن الثمينة، فيطلق عليها "الذهب الأحمر".
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية