تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الرياضة ليست وسيلة للتسلية أو للحفاظ على اللياقة البدنية، وكثيرون يحرصون على ممارسة أبنائهم للرياضة وقت الاجازة، ولكن الاستمرار عليها وقت الدراسة أمر ضروري، لأن تلك المرحلة تتطلب تركيزًا وجهدًا ذهنيًا كبيرًا.
الأبحاث الحديثة أثبتت أن النشاط البدني ليس منفصلاً عن التحصيل العلمي، بل هو داعم رئيسي له، حيث تلعب التمارين الرياضية دورًا محوريًا في تعزيز الذاكرة، وتنمية القدرة على التركيز، وتخفيف الضغوط النفسية المصاحبة لفترات الاستذكار والامتحانات.
الأبحاث الحديثة أثبتت أن النشاط البدني ليس منفصلاً عن التحصيل العلمي، بل هو داعم رئيسي له، حيث تلعب التمارين الرياضية دورًا محوريًا في تعزيز الذاكرة، وتنمية القدرة على التركيز، وتخفيف الضغوط النفسية المصاحبة لفترات الاستذكار والامتحانات.
تأثير مباشر على الأداء الدراسي
في هذا السياق، يقول الدكتور مجدي بدران ، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال، أن استمرار ممارسة الأطفال للرياضة أمر في غاية الأهمية، لأن تحريك الجسد يعمل على تنشيط الدورة الدموية، ويزيد من تدفق الأكسجين في المخ، وهو ما يجعل الطالب أكثر قدرة على الاستيعاب والفهم، لافتًا إلى أن الطالب الذي يعتاد على ممارسة الرياضة باستمرار خلال الدراسة يكون أقل توتر وهدوء مقارنة بغيرهم، وهو ما ينعكس بدوره على أدائهم الدراسي، فالرياضة لا تمنح الجسم طاقة فقط، بل تفتح الباب أمام عقل أكثر صفاءً وتنظيمًا.
الفوائد الصحية
"العقل السليم في الجسم السليم" مقولة أثبتت صحتها على مر العصور، هذا ما أكده د. بدران وقال إن ممارسة الرياضة بشكل منتظم تساعد الأطفال على تجنب مخاطر السمنة المفرطة وأمراض العصر مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، كما أنها تحسن من جودة النوم، وهو عنصر حاسم في حياة الطالب، وتدعم جهاز المناعة الذي يقي من الأمراض الموسمية التي قد تعطل مسيرته الدراسية.
بناء الشخصية وتنمية القيم
ممارسة الرياضة داخل المدارس أمر في غاية الأهمية، هذا ما أكدته الدكتورة بسمة محمود استشاري نفسي، وقالت إن المدرسة يقع عليها مسئولية ضخمة في تخصيص وقت للممارسة الرياضة خاصة في الطابور الصباحي وقبل بداية اليوم الدراسي، وتخصيص حصص لممارسة الرياضة بشكل اسبوعي، فالرياضة إلى الجانب الصحي ترسخ القيم الأخلاقية وأهمية العمل الجماعي، حين يلعب التلاميذ معًا في فريق واحد، يتعلمون أن الفوز لا يتحقق إلا بالتعاون، وأن الخسارة ليست نهاية الطريق بل درس يدفعهم نحو التحسين.
المهارات الاجتماعية والاندماج
وأوضحت أن كثير من أولياء الأمور يقعون في فخ إيقاف التمارين الرياضية التي كان يمارسها الطفل في الإجازة بحجة أن هذا الأمر سيؤثر سلبًا على استذكار دروسه، وأنه إضاعة للوقت، ولكن هذا الأمر خطأ تماما، لأن الرياضة تمنح الطلاب دائرة اجتماعية أوسع.
وتابعت، كما أن التفاعل في الملعب مختلف تمامًا عن التفاعل داخل قاعة الدرس، حيث تذوب الحواجز الاجتماعية، وينشأ بين التلاميذ روابط صداقة قد تستمر لسنوات طويلة، كما أن الألعاب الجماعية تتيح لهم فرصة فهم معنى التضحية من أجل الفريق، والقدرة على التواصل بفعالية مع الآخرين بعيدًا عن ضغوط الدرجات والامتحانات.
تعزيز الثقة بالنفس
من أجمل ما تقدمه الرياضة للتلاميذ هو شعور الإنجاز، حسبما أكدت الاستشاري النفسي، وقالت: "عندما يحقق الطالب هدفًا في مباراة، أو يتغلب على تحدٍ رياضي، يشعر بالثقة في قدراته، وهو ما ينعكس على أدائه في الفصل، هذه الثقة بالنفس تبني شخصية قادرة على مواجهة العقبات داخل المدرسة وخارجها، وتفتح المجال لتجارب حياتية أكثر ثراءً".
كما أن الرياضة تعلم الطالب أن النجاح لا يأتي إلا من الالتزام بالقواعد، فجميع الألعاب الرياضية تعزز القدرة على الانضباط الذاتي، كما تساعد على زيادة الانتباه والتركيز، وهو ما ينعكس بالإيجاب على دراسته، فيصبح أكثر انضباطًا في استذكار دروسه، وأكثر تنظيمًا في وقته وأكثر التزامًا في إنجاز واجباته.
الصحة النفسية
وعلى الجانب النفسي، تقول د. بسمة إن الرياضة لها دور كبير في محاربة التوتر والاكتئاب الذي قد يواجه العديد من الأطفال مع صعوبة المناهج الدراسية، لاسيما أن التمارين البدنية أو ممارسة أي رياضة مثل كرة القدم أو الجمباز وغيرهما يعمل على زيادة إفراز هرمون السعادة مما يجعل الطفل أكثر سعادة وحماس، ومتوازن نفسيًا.
التوازن بين الرياضة والدراسة
يبقى التحدي الأكبر أمام الأسرة والمدرسة هو كيفية تحقيق التوازن ما بين ممارسة الرياضة والحفاظ على مواعيد التمارين وبين استذكار الدروس، وتقول د. بسمة إن الحل يكمن في وضع جدول منظم يخصص وقتًا يوميًا لممارسة الرياضة دون أن يؤثر على الدراسة، فكما يحتاج العقل للتركيز والمذاكرة، يحتاج الجسد للحركة والنشاط، حينها يصبح الطالب أكثر قدرة على النجاح في الاثنين معًا.
وأضافت؛ فالرياضة ليست نشاطًا ثانويًا يمكن الاستغناء عنه، بل هي ركيزة أساسية في تكوين شخصية التلميذ وصحته وأدائه الدراسي، فهي تبني الجسد، تقوي العقل، وتعلم الأخلاق، ومن يمارسها بانتظام، يجد نفسه أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات الحياة وصعوبة الدراسة على حد سواء.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية