حظيت صناعة الجرانيت والرخام باهتمام القيادة السياسية خلال السنوات الماضية، حيث وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير منطقة شق الثعبان،  وإدماجها في منظومة الاقتصاد الرسمي وتحويلها إلى مدينة صناعية متخصصة حديثة، تراعي الأبعاد البيئية،  وتتعامل مع المخلفات الصلبة بشكل آمن وعلمي، وتوفر كافة أوجه الدعم والخدمات لأصحاب المصانع، بما يسهم في تحويلها إلى مركز رئيسي لتصنيع الرخام على مستوى المنطقة والعالم.

وفى هذا الإطار، انتهت الحكومة ممثلة في وزارة التجارة والصناعة، بالتعاون من مصنعي الرخام والجرانيت،  من وضع إستراتيجية تنمية صادرات الرخام والجرانيت للوصول بصادرات القطاع إلى مليار دولار سنويا.

وحصل "سبوت" على أبرز ملامح الاستراتيجية الجديدة والتي تتضمن:

- تنمية الاستكشاف لأنواع وألوان جديدة من الأحجار الطبيعية.
- تطوير جاهزية المصانع والمحاجر.
- تحسين هيكل تكلفة الانتاج والتصدير.
- تعزيز التواجد بالأسواق ذات الطلب الأعلى والقيمة السوقية الكبيرة.
- تعظيم العلامة التجارية للمنتجات المصرية بالأسواق العالمية تحت مسمى " أحجار مصرية".
- إعادة تدوير هوالك المحاجر والمصانع.

"رفع صادرات الرخام والجرانيت من منطقة "شق الثعبان" من 350 مليون دولار إلى مليار دولار سنويا، تطلب حل العديد من المشكلات والتعامل مع التحديات التي تواجه تلك الصناعة"، كما قال نائب رئيس غرفة مواد البناء ورئيس شعبة الرخام والجرانيت السيد أباظة، مضيفا: "تلك المشكلات كان أهمها تنمية وتطوير ورفع كفاءة المنطقة بشكل عام، والتي كانت تعاني من نقص الخدمات والمرافق، كالمياه والصرف والكهرباء والرصف، وقد تم تنفيذ جزء كبير منها، وسيؤدى هذا إلى دفعة كبيرة للمنطقة وزيادة الاستثمارات وحجم الانتاج والتصدير".

ميناء جاف وتدوير مخلفات
"وبفضل توجيهات  الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالاهتمام بالمنطقة تم افتتاح محطة وقود، والانتهاء من إقامة منطقة لتدوير المخلفات، وأخرى لوجيستية لخدمة الصناعة وساحات تخزين وتشوين"، والحديث مازال لـ"أباظة"، قبل أن يتابع: "كما تم تنفيذ  الطريق الجديد والذى يبلغ طوله 7 كيلومترات، ويربط بين الدائري الأوسطي وشق التعبان، والطريق الثاني بطول  4 كيلومتر،  يربط بين الوصلة الـ7 كيلو، وبه منزل بمنتصف المنطقة، ثم له منفذ خروج يصل لمنطقة بدر الليثي والشيماء على طريق الأوتوستراد، لربط الطريق الدائري بالأوتوستراد بـ"شق الثعبان"، سيتم الانتهاء منه في غضون شهر يوليو وأغسطس المقبلين .

وأشار إلى أنه يتم حاليا إنشاء ميناء جاف خاص بـ"شق الثعبان"، وتم تخصيص 125 فدان للميناء، ويتم تنفيذه حاليا بالتعاون مع وزارة النقل وهيئة الموانئ البرية.

تقنين الأوضاع والاهتمام بالقطاع الخاص
كان من بين أهم المشكلات التي تم التعامل معها لتحقيق المستهدف من الصادرات أيضا،  بحسب "أباظة"، تذليل الصعوبات وتقنين الأوضاع وتسهيل الإجراءات للمستثمرين، وتسليم رخص التشغيل والسجلات الصناعية، وضمان دخول الجميع في منظومة العمل الرسمي، وحل مشاكل المحاجر، باعتبارها المصدر الرئيسي للخامات الأولية التي تدخل في تشغيل المصانع، وتعميق التصنيع المحلى، فضلا عن تقديم حوافز للمستثمرين سواء أراضي أو ضرائب، مؤكدا أن المستثمرين لأول مرة يجدوا اهتماما حقيقيا من جانب المسئولين، عبر تسهيل الإجراءات  للقطاع الخاص،  وتذليل كافة العقبات التي تواجهه

 وناقشت إستراتيجية تنمية صادرات الرخام والجرانيت، التي وُضعت لـ 4 سنوات مقبلة، تصنيع المعدات الثقيلة اللازمة للعمل بالمحاجر، كما كشف نائب رئيس غرفة مواد البناء ورئيس شعبة الرخام والجرانيت، مشددا على أنه سيتم متابعة التنفيذ، كل عام للتأكد من السير بخطى ثابتة، نحو تحقيق المستهدف من الإستراتيجية.

أحجار بعلامة تجارية مصرية
وتستهدف إستراتيجية تنمية صادرات الرخام والجرانيت، كما أوضح "أباظة" أيضا، الأسواق ذات الطلب الأعلى على منتجات الرخام والجرانيت، والتي تتسم بارتفاع أسعارها، وعلى رأسها السوق الأمريكي، وكوريا الجنوبية،  واليابان،  وألمانيا وإنجلترا،  وبولندا،  والسعودية،  والإمارات،  وليبيا، فضلا عن  إيطاليا ، وليبيا، والإمارات الذين يعدوا من  أكبر المستوردين للرخام من مصر.

وبشأن العلامة التجارية المصرية، فقد أشار إلى أن الاستراتيجية تعمل على معايير الجودة وعلامة  تجارية أطلق عليها " أحجار مصرية"، كما تستهدف استكشاف مناطق جديدة وألوان جديدة، خاصة وأن الألوان في مصر محدودة، متابعا: هذا الأمر سيخلق فرصا تصديرية أكبر، خاصة وأن الرئيس السيسي  طلب أكثر من مرة التركيز على استكشاف الألوان الجديدة، ونعمل الآن بالتعاون مع شيوخ المهنة على تلك الاستكشافات، ونعمل على حل مشاكل المحاجر، مع الشركة المكلفة بإدارة المحاجر.

دراسة لأوضاع المحاجر
وحول أبرز التحديات، قال  "أباظة": "تقلص عدد المحاجر في مصر، ما يؤثر على حجم الإنتاج، ونعمل الآن على جذب المستثمرين للعودة للاستثمار في القطاع  مجددا، بعد أن غادر عدد كبير من السوق في السنوات الماضية،  لارتفاع  تكاليف الإنتاج والرسوم، بخلاف من المشكلات الإجرائية، مثل المدة الزمنية للتراخيص، والتي كانت في السابق ترخص المحجر لعام واحد" ، متسائلا: "كيف لمستثمر أن يشتري معدات بالملايين،  لكى يعمل بها لمدة عام واحد؟!".

وأستطرد:  "وبالتالي فلابد أن يكون هناك استقرار في مدة الترخيص، التي تصل في بعض الدول لـ25 عاما"، موضحا أنه يتم الآن وضع دراسة للمحاجر المنتشرة في عدة محافظات، مثل أسوان، والبحر الأحمر، وشمال وجنوب سيناء، والسويس،  والمنيا،  وأسيوط،  وسوهاج،  وسيتم مناقشتها قريبا لتحقيق طفرة في الصناعة
 
حصة الصادرات المصرية
وكان وزير التجارة والصناعة المهندس أحمد سمير، أكد في وقت سابق، حرص وزارته  بكافة هيئاتها وجهاتها التابعة،  على دعم تنفيذ استراتيجية زيادة الصادرات لهذا القطاع الواعد، لافتاً إلى أن المبادرات والتوجهات الاستراتيجية تستهدف تعظيم حصة الصادرات المصرية من 2.1% خلال عام 2023 لتصل إلى 4.4% خلال 4 أعوام،  فضلاً عن دعم تحول العاملين في مجال الرخام والجرانيت من القطاع غير رسمي إلى القطاع الرسمي.

وأشار إلى أن تطوير منطقة شق الثعبان يعد نقطة انطلاق لتطوير قطاع صناعة الرخام والجرانيت المصرية وجعلها قاعدة تصديرية للرخام والجرانيت للأسواق العالمية.

 كما سلم وزير التجارة والصناعة المهندس أحمد سمير، مؤخرا، عددا من الرخص والسجلات الصناعية لمصنعي ومستثمري منطقة شق الثعبان، بحضور محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة.