تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : مقتنياتها لا تقدَّر بثمن.. احذر هذه الممارسات عند زيارة المتاحف والمواقع الأثرية
source icon

سبوت

.

مقتنياتها لا تقدَّر بثمن.. احذر هذه الممارسات عند زيارة المتاحف والمواقع الأثرية

كتب:د. نسرين مصطفى

المتاحف والمواقع الأثرية ليست فقط أماكن للحفاظ على الذاكرة الوطنية، وكنوز الأجداد، بل هي أيضًا منابر للتعليم والثقافة، فضلا عن كونها مقصدا للسياحة، مما يجعلها مساهما مهما في دعم الاقتصاد الوطني.

وفي ضوء ما تمثّله الآثار من قيمة تاريخية وحضارية لا تُقدّر بثمن، وبالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، رصد أثريون، القواعد التي يجب على الزائرين الحفاظ عليها عند زيارته وغيره من المواقع الأثرية الأخرى.


سلوكيات غير منضبطة
 من السلوكيات المرفوضة عند زيارة تلك الأماكن التاريخية، تناول الطعام، والسلوكيات غير المنضبطة كالأصوات المرتفعة، كما أوضح د. محمد عبد المقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار.

وأضاف، أن المواقع الأثرية المغلقة كالمقابر، لها ضوابط إضافية تتمثل في عدم استخدام فلاش كاميرا الهواتف، حيث تؤثر الضوء الصادر منها على ألوان التماثيل، إضافة إلى الحرص على عدم لمس المعروض نهائيا، إذ تتسبب تلك الممارسة في ضياع معالم الأثر مع مرور الوقت.

هنا تُبعث الآثار من جديد
ويعد مركز ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير أحد أكبر المراكز العالمية المتخصصة في صيانة وترميم الآثار، والحديث مازال لـ د. محمد عبد المقصود، مشيرا إلى أن مساحة المركز تبلغ 32 ألف متر مربع، لترميم وصيانة القطع الأثرية المختارة للعرض بالمتحف المصري الكبير بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني في مجال الصيانة للهيئات والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى إعداد وتأهيل كوادر متخصصة في مجال صيانة الآثار داخل وخارج مصر.

وأوضح د. عبد المقصود، أن مركز ترميم الآثار افتتح في يوليو2010، ويقع غرب المتحف، ويربطه بالمبنى الرئيس نفق يصل طوله إلى حوالي 200 متر، ويضم المركز تسعة عشر معملًا متخصصًا، بالإضافة إلى ستة مخازن مجهزة؛ لتخزين القطع الأثرية باختلاف مادتها وحجمها، وتنقسم معامل مركز الترميم إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي معامل ترميم الآثار- معامل الصيانة الوقائية- معمل توثيق، لتغطية كافة فروع علوم صيانة الآثار؛ من صيانة علاجية، وصيانة وقائية، وعلوم الصيانة.

 وأضاف، أن المتحف يراعى الاشتراطات الخاصة بالسلامة والصحة المهنية، وتوفير وسائل التهوية والإضاءة، بالإضافة إلى أنه يحوي كل معمل على منطقة خاصة مجهزة للتخزين المؤقت للآثار، كما تم تجهيز هذه المعامل بأحدث الوسائل والتقنيات الحديثة؛ التي تمكن من تطبيق تلك البرامج على الوجه الأمثل، كوحدات الترطيب والتجفيف، واسطوانات الغازات الخاملة، وأجهزة رصد وتسجيل قراءات الحرارة والرطوبة.

سلوكيات تهدد ذاكرة الوطن.
ولا يقتصر الحفاظ على الآثار المصرية فقط على عمليات الترميم والصيانة، كما تقول الدكتورة رباب زهران، خبيرة الآثار، بل يمتد ليشمل نشر الوعي الثقافي والسلوكي بين المواطنين والزوار حول أهمية هذا التراث، لأنه يمثل هوية الوطن وذاكرته التاريخية، مشيرة إلى أن المتاحف ليست مجرد أماكن لعرض المقتنيات، بل هي مؤسسات تربوية وثقافية تسهم في تعزيز الانتماء الوطني وتعريف الأجيال الجديدة بعظمة الحضارة المصرية.

وتؤكد أن هناك العديد من السلوكيات والعادات الخاطئة التي تصدر عن بعض الزوار سواء في المتاحف أو في المواقع الأثرية، والتي قد تُلحق أضرارًا جسيمة بالتراث المصري، موضحة أن هذه السلوكيات تنقسم إلى فئتين، الأولى داخل المتاحف، وتشمل لمس القطع الأثرية دون إذن، والتصوير باستخدام الفلاش، والتحدث بصوت مرتفع، وتناول الطعام والشراب داخل قاعات العرض، موضحة أن النوع الثاني من السلوكيات الخاطئة، فتتعلق بالمواقع الأثرية المفتوحة، وتشمل الكتابة على الجدران أو الحجارة، ونزع القطع الأثرية أو تخريبها، والتصوير في مناطق محظورة، أو الجلوس على القطع الأثرية ذاتها.

انتهاك حقوق الملكية الفكرية 
وحذرت رباب زهران، من أن هذه الممارسات، قد تؤدي إلى أضرار مباشرة وخطيرة، مستطردة: " فملامسة القطع الأثرية تسبب تآكلها بفعل الزيوت والأتربة، وتفقدها جزءًا من قيمتها التاريخية، بينما يؤدي التصوير العشوائي أو استخدام الفلاش إلى تلف الألوان أو النقوش، فضلًا عن انتهاك حقوق الملكية الفكرية للمتحف، كما أن التحدث بصوت مرتفع أو استخدام الهواتف بصخب يُزعج الزوار ويُخلّ بالأجواء الهادئة التي تتطلبها زيارة المتاحف".

من أخطر الممارسات الخاطئة التي تحدثت عنها خبيرة الآثار، الكتابة على الجدران، مؤكدة أن هذا التصرف من شأنه تدمير القيمة التاريخية للمكان، وإخفاء النقوش الأصلية التي تحمل معلومات نادرة.

انعكاس ثقافة المجتمع
وتابعت: "أما نزع الحجارة أو القطع الأثرية فهو جريمة في حق التراث، لأنه يغيّر من الهيكل الأصلي للموقع ويفقده قيمته الثقافية للأجيال القادمة، كذلك، يُعد التخريب أو الجلوس في المناطق الأثرية سلوكًا يهدد سلامة الأثر ذاته، بينما يُسبب التصوير غير المصرح به أو استخدام المعدات الثقيلة في بعض المواقع أضرارًا بيئية وإنشائية خطيرة".

واختتمت رباب زهران حديثها، بالتأكيد على أن احترام القواعد داخل المتاحف والمواقع الأثرية هو انعكاس لثقافة المجتمع ووعيه الحضاري، كما أن الحفاظ على التراث ليس مسؤولية المؤسسات وحدها، بل مسؤولية وطنية مشتركة بين الدولة والمواطن، حتى تبقى آثار مصر شاهدًا خالدًا على عظمة التاريخ وملهمة للأجيال القادمة.

أخطر ممارسات الزائرين
اتفقت معها د. نورهان محمد عثمان خبيرة ومتخصصة في مجال ترميم الآثار والصيانة المتحفية، مؤكدة أن لمس الأثر وترك بصمات عليه، من أخطر ممارسات الزائرين، إذ تتسبب في نقل الأتربة من يد الشخص إلى سطح الأثر مما يؤثر على ألوان القطع الاثرية ويتسبب في اتلافها.

وأوضحت أيضا، أن استخدام الفلاش أثناء التصوير ينتج عنه أشعة ضارة تؤثر على الأصباغ وألوان المقتنيات الاثرية، لافتة إلى أن التلف الناتج عن الضوء "غير استرجاعي"، ما يعني أنه لا يمكن علاج الأثر من هذا التلف .

مسافة الأمان درع حماية
واضافت خبيرة ترميم الآثار، أن من أهم الأمور التي يجب اتباعها المحافظة على مسافة أمان بين الزائرين، والصناديق الزجاجية التي تحتوي على الأثر وعدم الاتكاء عليها لأنه يتسبب في اهتزازات وتصدعات للصناديق، فضلا عن اهتزاز القطع المعروضة مما يعرضها للخطر والتلف، مشددة على ضرورة الالتزام، بعدم تناول الأطعمة والمشروبات داخل المتحف، حيث تتسبب بقايا الطعام في جذب الحشرات والآفات، مما يهدد المقتنيات العضوية المصنوعة من الخشب والجلد والاقمشة والورق.

ونبهت إلى ضرورة الالتزام بالحركة المحددة مع المرشد لمنع الازدحام والتكدس داخل القاعات وعدم التدخين، لأن الابخرة تؤثر على جودة الهواء داخل المتحف مما يعرض المقتنيات الاثرية للضرر وكذلك ضرورة منع استخدام البخاخات او العطور لان بها مواد كيميائية تتفاعل مع المقتنيات الأثرية خاصة اللوحات الزيتية أو المقتنيات التي تعرض خارج صناديق زجاجية، مختتمة بالتشديد على أهمية مراقبة الأطفال ومنعهم من اللعب داخل القاعات لأن حركتهم تؤثر على نظام الأمن، ولكى لا نعرض المقتنيات الأثرية للتلف أو خطر السقوط، والزوار للازعاج.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية