تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : مفاجأة.. "المونورويل" مشروع طرح في مصر لحل الأزمة المرورية في القاهرة منذ 63 عاما
source icon

سبوت

.

مفاجأة.. "المونورويل" مشروع طرح في مصر لحل الأزمة المرورية في القاهرة منذ 63 عاما

كتب:رانيا سالم

مفاجأة.. "هل سمعت عن المونوريل..القطار الطائر.. المرتفع على قضيب واحد معلق في الهواء محلقا في سماء المدينة؟.. إنه سيلغي جميع وسائل المواصلات الأرضية.. وسينقلك من مصر الجديدة إلى الهرم في أقل من دقائق!" .. مؤكد أن تلك الكلمات بما تحمله من واقع نعيشه آلان ليست مفاجأة، لكن المفاجأة الحقيقية،  أن تلك الكلمات استهل بها الدكتور سيد الكريم،  مقالة له بعنوان "القطار الطائر يحل مشكلة المرور في القاهرة"،  بمجلة المصور في عددها الذي حمل الرقم 1910، بتاريخ 19 مايو 1961" .

"القطار الطائر المرتفع على قضيب واحد أو معلق في الهواء، محلقاً في سماء المدينة"، هي فكرة خارجة عن المألوف، لم يعتد عليها القارئ المصري أو العربي، في ذلك التوقيت والأغرب أن كاتب المقال،  اعتبرها الحل السحري للمشكلة المرورية، أو كما كتب "سيلغى جميع وسائل المواصلات الأرضية ..سينقلك من الهرم إلى مصر الجديدة في أقل من عشر دقائق".

المونورويل.. صورة الغد

"المونوريل"،  هي الفكرة التي بدأت بلعبة للفنان والت ديزني وتم تطبيقها في مدينة "ديزني لاند" كأول تجربة عملية للقطار المعلق،   ليطرحها  الدكتور سيد على القراء في تقرير تم نشره على صفحتين مصحوباً بصور عدة للقطار الطائر أو "المونوريل" في باب "صورة الغد" بمجلة المصور.

في بداية الستينيات من القرن الماضي، على حد وصف الكاتب كان هناك أزمة مرورية في القاهرة أو كما قال "تواجه القاهرة من عدة سنوات أزمة خطيرة من أزمات المرور التي تعرضت لها أثر العواصم العالمية الكبرى"، ووصف الأزمة بأنها الأصعب في العاصمة المصرية القاهرة " بل تزيد عليها، بسبب تضاعف أعداد سكانها خلال مدة تقل عن ربع قرن، حتى بلغ نحو أربعة ملايين ساكن".

الأزمة المرورية في القاهرة

هذه الأزمة أرجعها إلى العلاقة بين كثافة السكان في قلب المدينة واتجاهات حركة مختلف وسائل المرور والنقل والانتقال والتفريغ وعلاقتها بمسطح الشوارع واتساعها، مبيناً إلى أن "مسطح قلب المدينة التجاري والإداري لا يكفى بأكثر من المارة وحدهم، بغير آية وسيلة من وسائل النقل الآلى الخاص منه أو العام".

وانتقد غياب التخطيط الخاص بالمدينة في ذلك التوقيت أو كما كتب قائلا: "إن اتساع المدينة الذى لم يُوضع له تخطيط شامل إلى الآن، ينظم اتجاهات امتدادها واتساعها وتوزيع كثافات السكان بها في مختلف أحيائها الحالية والمستجدة".

المونورويل في القاهرة 2000

كما غاب التخطيط والربط على حد قول الكاتب بين الكثافة السكنية وعوامل أخرى " علاقة تلك الكثافات بالتجارة والعمل، وتأمين حركة النقل والانتقال بين مختلف مراكزها السكنية والتجارية والإدارية"، مؤكدا على أن التخطيط والتوزيع الجيد للقاهرة سيُعد الخطوة الأولى لحل المشكلة "هذا التوزيع سيكون الخطوة الأولى في حل الجزء الأكبر من مشكلة المرور بتنظيم دورتها وتوزيع اتجاهاتها توزيعاً سليماً".

وفي نظرة مستقبلية بدت بعيدة في هذا الوقت، فقد أشار الدكتور سيد عبد الكريم في مقاله، إلى أن  "المونوريل" أو القطار الطائر هو مشروع مدينة القاهرة 2000 ، وعاد مجددا لطرحه واقترحه لحل مشكلة المرور " المونوريل أو القاطرات الطائرة التي أصبحت اليوم حقيقة بعد ما كانت من بضع سنوات تعتبر من النظريات الخيالية".

أعمدة خرسانية تسير في الشارع

وعرف الدكتور سيد كريم "المونوريل" بـ"القاطرة أو المترو السريع الذى سيحل محل المترو الأرضي في جميع عواصم العالم، تتحرك على قضيب منفرد من الخرسانة المسلحة تحمله أعمدة خرسانية تسير في أي شارع من شوارع المدينة ولا تتعارض مع حركة المرور بها، أو تشغل حيزاً من الطرقات".

واقترح الكاتب استخدام "المونوريل" لحل المشكلة المرورية في القاهرة الكبرى بطريقتين الأولى الطريقة المحورية "  التي تنشأ لها محطة لتقابل الخطوط في وسط المدينة، كميدان الأوبرا أو ميدان محطة مصر، تمتد منها خطوط سريعة ومباشرة إلى مختلف أحيائها".

6 مسارات لخطوط المونورويل في القاهرة

على أن تستكمل بخطوط لأحياء القاهرة كما وصفها كاتب المقال بقوله: "ويمتد خط من القاهرة الدولي وهليوبوليس، وآخر في الجيزة والأهرام، الثالث في الدقي وطريق مدخل القاهرة الشرقي، ورابع من إمبابة، وخامس من مدخل القاهرة الشمالي ومحطة السكة الحديد الشمالية الجديدة، وسادس من المطرية والزيتون، وسابع من مدينة مصر والدراسة، وثامن من القلعة وجبل المقطم، وتاسع من حلوان وطريق الأوتوستراد".

ولا يتوقف استخدام  "المونوريل" في الطريقة المحورية على استخدامات النقل، ولكن يمكن استخدامه للأغراض السياحية أو كما بين" يمكن عمل خطوط أخرى سياحية، واحد بطول كورنيش النيل من مدخل القاهرة إلى حلوان".

أما الطريقة الثانية الذى ذكرها الكاتب كانت الطريقة الدائرية "والتي تتكون من مجموعة من الدوائر المقفلة التي تعمل مشتركة لحل مشكلة الحركة والنقل خلال المدينة بأكملها".

القطار الطائر لا يتعارض مع وسائل النقل الأخرى

نقاط سبع جمع فيها كاتب المقال مميزات القطار السريع "المونوريل" باعتباره الحل للأزمة المرورية في القاهرة تصدرهما عدم شغلها حيزا من المساحة الأرضية فهي أعمدة خرسانية تحمل قضباناً خرسانية تعلق فيها القاطرات يمكن استخدامها في إضاءة الشوارع " لا تشغل جزء من الشوارع التي تمر بها، فهي لا تحتاج لأكثر من أعمدة خرسانية فردية تثبت في جزء متوسطة من الشوارع، وتحمل قضيباً خرسانية تعلق فيها القاطرات، كما يمكن استخدام أعمدتها لإضاءة الشوارع".

مروراً بتنفيذها السهل الذى لا يتسبب في تعطيل المرور أو الحركة في شوارع المدينة عند القيام بها مقارنة بالأنفاق الأرضية، وعدم تعارضها مع شبكات المجاري وغيرها من المرافق الممتدة تحت الشوارع مع إقامة خطوط سير القاطرات، وعدم تعارضها مع وجود المياه الأرضية أو التربة الطينية عند انشاء الأعمدة وقضبانها مقارنة بالأنفاق، وصولاً لانخفاض تكلفتها نسبياً "انخفاض تكلفتها نسبياً إذا قورنت بالمترو السفلى حيث تقل تكاليفها عن نصف تكاليف الأول وفقاً للمقايسات التي وضعت لأكثر من مدينة"، وهنا يقصد الكاتب بالمترو السفلى "مترو الأنفاق".

ويبقى أن القطار الطائر لا يتعارض مع وسائل النقل الأخرى فلا تسبب تصادم أو حوادث، ولا تحدث أي صوت أو ارتجاج في الطرقات أو العمارات المطلة وهو ما يرجع إلى " تصنيع عجلاتها وإطاراتها من الكاوتش المضغوط وقضبانها من الخرسانة المبطنة بالمواد العازلة".

أسرع وسائل النقل الحديثة

سرعة "المونوريل" من مميزات القطار الطائر التي لا يمكن إغفالها في ذلك التوقيت أو كما كتب الدكتور سيد:  " قاطرات المونوريل من أسرع وسائل النقل الحديثة حيث تتراوح سرعتها بين 100 إلى 150 كيلو مترا في الساعة في المسافات الطويلة، فهي تقطع المسافة بين مصر الجديدة أو مطار القاهرة الدولي ووسط المدينة في عشر دقائق" مشيرا إلى قدرتها على نقل عدد ضخم من الركاب بقوله:  " تتسع القاطرة الواحدة المصنوعة من الألمونيوم والمكيفة بالهواء لـ 60 راكباً".

مميزات "المونوريل" العدة التي دفعت كاتب المقال بطرحها كوسيلة لحل الأزمة في ستينيات القرن الماضي،  كانت جديدة من نوعها وطبقت بعد ما تم إجراء تجارب عدة قبل الحرب العالمية في كل من سويسرا وألمانيا وأمريكا، ولكن أول تجاربها العملية التي لفتت الأنظار إليها كانت في مدينة "ديزني لاند" بكالفورنيا، وتقرر وقتها بعد نجاح التجربة  أن يتم وضع مشروع جديد في لوس أنجلوس لحل المشكلة المرورية.

"معلق ومرفوع" هكذا طرح كاتب المقال نوعين مختلفين من "المونوريل" في مقاله قائلا: " الأول هو "المونوريل" المعلق وتعلق القاطرات من سقفها في قضبان خرسانية، والنوع الثاني هو المترو المرفوع والذى يسير على قضيب خرساني واحد

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية