زيادة الجفاف
الدكتور أنور ربعي، الأستاذ بالمركز القومي لبحوث السلامة والصحة المهنية بجامعة الإسكندرية، يقول، إن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من جفاف المواد القابلة للاشتعال مثل الأثاث، الستائر، والأوراق، مما يجعل اشتعال النار أسهل، كما أن الأجهزة الكهربائية قد تتعرض للسخونة الزائدة أو قصور في التوصيل يؤدي إلى شرارة تسبب الحريق في فصل الصيف، كما يساعد على ذلك أخطاء الاستخدام مثل ترك المكيفات أو المراوح تعمل لفترات طويلة بدون صيانة.

وأضاف أن ارتفاع درجة حرارة الجو قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة الأجهزة الكهربائية مثل الثلاجات، والمكيفات، والمراوح، خاصة إذا كانت تهويتها غير كافية أو مغطاة، ما ينتج عنه تلف الأجهزة وظهور شرارات أو دوائر كهربائية قصيرة تسبب حريقًا.

وأشار د. ربعي إلى أن زيادة استخدام المكيفات والأجهزة الكهربائية، وجفاف النباتات والأشجار المحيطة بالمنازل، والتوصيلات الكهربائية السيئة أو تمديد الأسلاك بشكل غير آمن، وعدم فحص الأجهزة الكهربائية باستمرار واستخدام أجهزة كهربائية بها أعطال أو سخونة زائدة، وإهمال تنظيف الفلاتر وعدم توفر أماكن التهوية لتقليل تراكم الغبار الذي يزيد من خطر الاشتعال، كلها أمور تساعد على اشتعال الحرائق بالمنازل.

خطوات هامة للنجاة
وصرح بأنه في حالة نشوب حريق بالمنزل يجب إخلائه فوراً لإنقاذ الأرواح، وعدم استخدام المصاعد، ومحاولة إخماد الحريق إذا كان صغيرًا باستخدام طفاية الحريق التي يجب أن تكون متوفرة بالمنزل، وإغلاق الأبواب والنوافذ لتقليل انتشار النار، والاتصال بخدمات الطوارئ فوراً.  

ولفت د. ربعي إلى أن تزاحم الأثاث أو وجوده بجانب مصادر حرارة يزيد من سرعة انتشار النار، فالترتيب المثالي هو ترك مساحات كافية بين قطع الأثاث للسماح بالتهوية وتقليل انتقال الحرارة، وكذلك تجنب وضع الأثاث بالقرب من مصادر الحرارة

وأكد أنه يجب أن تتوافر صفات محددة في الأخشاب والأقمشة داخل المنزل، فمن أفضل الأخشاب الأنواع الصلبة (كالبلوط والماهوجني) تحترق ببطء أكثر من الأخشاب اللينة. 

كما يجب الابتعاد عن الأخشاب الرخيصة والمعرضة للرطوبة، لأنها تتلف بسرعة وتصبح أكثر عرضة للاشتعال، وبالنسبة للأقمشة فكلما كانت ثقيلة وكثيفة تكون أقل قابلية للاشتعال مقارنة بالأقمشة الخفيفة والمصنوعة من مواد صناعية، بالإضافة إلى أن هناك أقمشة مقاومة للاشتعال.

وقال د. ربعي، أن التصرف السليم لأهل المنزل عند نشوب حريق هو التركيز على إخراج الجميع من المنزل بأمان وعدم الاهتمام بإنقاذ المقتنيات في هذه اللحظة، بينما يمكن أخذ فقط الأشياء الثمينة أو الوثائق الهامة إذا كان ذلك ممكنًا دون التعرض للخطر، ثم الخروج من المنزل والابتعاد عن الدخان والنيران.

وشدد على أن هناك أجهزة ومعدات يجب توافرها في المنزل لمقاومة الحريق والسيطرة عليه، كطفايات حريق مناسبة، وجهاز إنذار دخان، في الأماكن الحيوية داخل الشقة مثل المطبخ وغرف النوم والمعيشة، كما يجب توفير حبال أو سلالم هروب للطوابق العليا، ومن الضروري مع توفر هذه الاجهزة تعليم أفراد العائلة كيفية استخدام طفاية الحريق وكيفية التصرف في حالة نشوب حريق.  

أضاف من الضروري الحفاظ على أن تبقى أسلاك الكهرباء مغطاة بالعازل المخصص لها وعدم تركها مكشوفة، وعدم استخدام مصادر حرارة أو شمع بالقرب من الستائر أو الأثاث، الاحتفاظ ببطانية مقاومة للحريق في متناول اليد، لاستخدامها في بداية الحريق للسيطرة عليه، ترتيب خطة إخلاء واضحة مع أفراد الأسرة، مع التدريب عليها بشكل دوري.

وحذر من محاولة إخماد الحريق إذا كان كبيراً، بل يجب إخلاء المنزل فورًا، وغلق الأبواب والنوافذ لتقليل انتشار النار والدخان، والاتصال فورًا بالإطفاء لتقديم البلاغ.

تدابير السلامة
ويشير محسن أحمد، متخصص بالحماية المدنية، إلى أنه من تدابير السلامة لتجنب وقوع الحرائق داخل المنزل توفير أجهزة السلامة (أجهزة كاشف الدخان) و(كاشف الحرارة)، وعمل أبواب مقاومة للحريق خاصة للمطبخ، ضرورة غلق أسطوانات الغاز بإحكام عند مغادرة المنزل، والتأكد من إطفاء السجائر فور الانتهاء منها وكذلك الأمر مع الشيشة للمدخنين داخل المنزل، مع الحرص على عدم التدخين في غرفة النوم أو على السرير.

وشدد على ضرورة إبعاد السوائل القابلة للاشتعال عن مصادر النار والحرارة والكهرباء، وتوفير التهوية الجيدة لها، وفي حالة شم رائحة الغاز أو بخار المواد القابلة للاشتعال يجب عدم إشعال كبريت أو تقريب لهب أو التدخين، والانتباه للأطفال لعدم العبث بالمواقد ومفاتيح الغاز، وعدم وضع عوائق أمام مخارج المنزل لأن ذلك من شأنه إعاقة الخروج أثناء حدوث الحريق.