تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : مصر دعت لمؤتمر نهاية يونيو.. لماذا يتجاهل العالم أهوال الصراع في السودان؟
source icon

سبوت

.

مصر دعت لمؤتمر نهاية يونيو.. لماذا يتجاهل العالم أهوال الصراع في السودان؟

كتب:نهال عوض

بينما تركزت أنظار العالم على المذابح الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة، ومن قبلها على الحرب الروسية الأوكرانية، فإن اهتمامًا قليلا أو لا اهتمام يوجه إلى الحرب والمجاعة في السودان،  ثالث أكبر دولة في إفريقيا.

وأملا منها في تحرك جديد نحو حل للصراع في دولة الجوار الشقيق، فقد أعلنت مصر مؤخرا، عن عقد مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية، نهاية يونيو الجاري، وأشارت إلى أن المؤتمر يهدف للوصول إلى توافق بين تلك التشكيلات على "سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان"، عبر حوار سوداني - سوداني.

التحركات المصرية، جاءت بعدما فشلت مبادرات عدة في إعادة الجيش وقوات الدعم السريع إلى طاولة الحوار مجددا، ودخلت الحرب عامها الثاني دون إحراز أي تقدم في المفاوضات منذ مايو من العام الماضي، عندما وقع الجيش وقوات الدعم السريع في 11 مايو 2023، اتفاقا مدينة جدة، بالسعودية، ينص على "حماية المدنيين، وحماية كافة المرافق الخاصة والعامة والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية"، ولم يتم تنفيذ الاتفاق. ويتبادل الطرفان الاتهامات بعدم الالتزام بما تم التوافق عليه في جدة

وتكشف بعض مقاطع الفيديو المتداولة على منصة "إكس"، لتعذيب صبية وكبار في السن بضربهم بجذوع الشجر من قبل أحد عناصر قوات الدعم السريع، وإجبارهم على الاستغاثة بالنباح، حجم المأساة التي يعيشها أبناء البلد الشقيق، الذي عصفت به الانقلابات والحروب الأهلية منذ استقلاله في عام 1956، والتي كان آخرها الصراع الأخير الذي اندلع في العام الماضي، بين الجيش السوداني النظامي،  وقوات الدعم السريع.
‎وسلطت صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية، في تقرير نشرته قبل أيام، الضوء على الحرب المستعرة في السودان.

‎وذكرت أن بعض المناطق معزولة تمامًا عن الإمدادات الأساسية، وفي المناطق الأكثر تضررًا، تلقت الصحيفة وصفا للحالة من شهود عيان،  أن  السكان يأكلون أوراق الشجر والبذور من أجل البقاء، فيما تواجه قوات الدعم السريع اتهامات بشأن التطهير العرقي ضد أفارقة في دارفور، الإقليم الواقع في غرب السودان.

ولا تتوقف المشاهد المأساوية عند هذا الحد، فتوثق العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال منشوراتها اختطاف مليشيا الدعم السريع، لعشرات السودانيين، للمطالبة بفدية، تتجاوز أحيانا  ملايين الجنيهات السودانية، ما يعادل عشرات الآلاف من الدولارات، بل وأكدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن المنظمة الدولية تلقت تقارير عن عمليات "اغتصاب جماعي" في دارفور، والخرطوم، المنطقتين اللتين تشهدان أعنف المعارك، وأكدت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان على لسان رئيستها سليمى إسحق الخليفة، قبل أسابيع قليلة تلقي تقارير جديدة عن حالات اغتصاب "صباحا ومساء".

 وتكثر الشهادات عن الخطر الذي بات يحدق بالنساء في السودان، وليس فقط بسبب المعارك وأعمال النهب والسرقة فقط، بل ووصلت لحد اقتحام المنازل وممارسة الاعتداءات عليهن في منازلهن.

وذكرت وزارة الخارجية السودانية، أنها اطلعت على التقرير الذي أصدرته إحدى منظمات المجتمع المدني الإقليمية، وهي شبكة المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي "صيحة"، حول جرائم اختطاف النساء والفتيات بالسودان، والتي اتهمت فيها قوات الدعم السريع.
‎وأحصت الشبكة 104حالات اختطاف واختفاء قسري لنساء وفتيات صغيرات السن منذ بدء الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023.

‎وأضافت الخارجية السودانية أن "قوات الدعم السريع تقوم بتجنيد الأطفال مقاتلين، وتحتجز بضعة آلاف من المدنيين في مواقع مختلفة من المناطق التي تنتشر فيها وتستخدمهم دروعا بشرية أو عمالة قسرية في ظروف احتجاز غير إنسانية".

وقال مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس، إن حدود تشاد أصبحت خط الإمداد الأول لقوات الدعم السريع التي تصنفها السلطات جماعة متمردة

وأدت الحرب في السودان إلى مقتل آلاف السودانيين، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء في الأمم المتحدة لـ"الحرة".

كما دفعت الحرب البلاد، البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسببت بتشريد أكثر من 8.5 مليون شخص، حسب الأمم المتحدة.

‎ ويأمل المراقبون، أن يقود مؤتمر القاهرة نهاية الشهر الجاري، الأطراف المتصارعة في السودان، للحد الأدنى من التوافق فيما بينهم ، إذا قدم كل طرف التنازلات المطلوبة، ودخل إلى طاولة الحوار دون شروط، وأن يضع نصب عينه فقط المعاناة التي يعيشها السودانيون.
.





 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية